اليسار الفلسطيني.. "الائتلاف" لكسر سطوة فتح وحماس
مداولات خلف الكواليس تُجرى بين قوى اليسار الفلسطيني لخوض الانتخابات بقائمة مشتركة لتشكيل حضور يكسر الاستقطاب بين فتح وحماس.
وأعلنت عدة قوى يسارية، على رأسها الجبهتان الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب، عزمها خوض الانتخابات، وعبر قيادات في تلك القوى عن تطلعهم لخوضها بقائمة تعبر عن التيار الديمقراطي اليساري.
ويعتقد على نطاق واسع أنه دون تشكيل قائمة مشتركة، لن يكون بمقدور أغلب قوى اليسار الفلسطيني اجتياز نسبة الحسم التي تصل إلى 1.5% مع ارتفاع نسبة المسجلين للانتخابات إلى 93%.
مواجهة الاستقطاب الثنائي
ويقول رمزي رباح، عضو المكتب السياسي في الجبهة الديمقراطية، لـ"العين الإخبارية": "نحن كفصيل رئيس في قوى العمل اليساري والديمقراطي الفلسطيني نرى أن هذه الانتخابات يمكن أن تحدث تغييراً، ونسعى لأوسع ائتلاف بين قوى الائتلاف الديمقراطي لتكون هناك قدرة على مواجهة الاستقطاب الثنائي الحاد الذي أفسد حياتنا السياسية وأدى لتراجع الحريات وأثر على مكانة القضية الفلسطينية".
وشدد على أن التغيير يحتاج إلى أوسع اصطفاف للقوى الديمقراطية والاتفاق على برنامج سياسي يتفق على القواسم المشتركة.
وقال: "نحن نرى أن الائتلاف بين القوى الديمقراطية عامل موضوعي وضروري لإحداث التغيير، تشكيل الائتلاف يحتاج لحوارات بين جميع الأطراف للوصول للائتلاف على غرار القائمة المشتركة في داخل إسرائيل".
وفي انتخابات 2006، خاضت الجبهة الشعبية الانتخابات بقائمة مستقلة وحصلت على 3 مقاعد، في حين خاض حزب الشعب والجبهة الديمقراطية وفدا مع مستقلين في قائمة أخرى وحصلوا على مقعدين.
اتصالات للتوافق
وأكد خالد منصور، عضو مكتب سياسي حزب الشعب، أن اللجنة المركزية للحزب قررت الموافقة على تشكيل تحالف قوى وشخصيات يسارية وحراكات شعبية لاعتقادهم أن قائمة مشتركة تضم جميع القوى لا يمكن أن تغير الحال وكذلك قائمة بين طرفي الانقسام لا يمكن أن تغير الواقع.
وأضاف "الجماهير تعبت من طرفي الانقسام وتريد أن ترى تيارا ثالثا يدافع عن الجماهير وعن المشروع الوطني.. التيار الثالث سيكون عنوانا لكل الرافضين للسياسات الحالية في الضفة وغزة".
وأشار، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إلى أن هناك تجارب ائتلافية بين قوى اليسار الفلسطينية لم تنجح صحيح، كاشفا أن حزب الشعب بدأ التواصل مع القوى اليسارية من أجل تشكيل التحالف.
وقال: "نحن نتحدث عن تحالف يعيد الاعتبار لليسار وللمجتمع المتنور وإعلاء الحريات لأن الناس ملت ممارسات السلطتين، ونحن نؤمن بأنه سيتحقق شيء".
وأضاف: "نرى أن ما يجري هو صراع على السلطة بين فتح وحماس لذلك من الضروري أن يخوض التيار الثالث الصراع للدفاع عن الناس وحرياتها وحقوقها وحماية مصالحها".
وأكد أنه إذا ما شكل التيار الثالث من قوى اليسار والشخصيات المستقلة ستتجه الجموع إلى دعمه لأنها ملت الطرفين وباتت تبحث عن قوة ثالثة تكسر حدة الاستقطاب.
ووفق منصور؛ هناك جدية في التعامل مع إنشاء الائتلاف وهناك تواصل على الفكرة بين الحزب مع الشعبية والديمقراطية والحركات الشعبية.
وقال: "مطلوب من جميع قوى اليسار إبداء المرونة وتجنب الخلافات بينها للنجاح.. والتوافق على برنامج سياسي واجتماعي، علاوة على إخلاص أطراف التحالف للفكرة".
تراجع شعبي وتأثير سياسي
ويؤكد مأمون بسيسو، الكاتب والمحلل السياسي، أن قوى اليسار طالما شكلت بيضة القبان في الثنائية السياسية الفلسطينية، معتبرا أن تمتين وتعزيز اليسار مهم وطنيا للحفاظ على التعددية السياسية في الموزاييك الفلسطيني.
وأشار إلى أنه بعد 15 عاما على الانتخابات السابقة، تقلصت، وللأسف، قوى اليسار بشكل كبير، رغم أن تأثيرها السياسي ما زال قائما فإن قاعدتها الشعبية تراجعت كثيرا.
وشدد على أنه "لا خيار أمام قوى اليسار إلا أن تتوحد في قائمة واحدة وهذه مهمة صعبة معقدة جدا، خاصة أنه لم تفلح الكثير من المحاولات السابقة في توحيد اليسار".
الاختبار الأكبر
ويذهب الدكتور وجيه أبو ظريفة، رئيس المركز الفلسطيني للحوار الديموقراطي والتنمية السياسية، إلى أن اليسار الفلسطيني ومعه مكونات العمل الأهلي والشعبي أمام الاختبار الأكبر منذ سنوات لتعويض ما فات من فترة لم تكن تليق بقوة اليسار ومكوناته أو بما يمثل للناس ومن الناس.
وقال أبو ظريفة: إن الانتخابات القادمة تتطلب جهوزية مسبقة من مكونات العمل السياسي الفلسطيني للمساهمة الفعالة في توجيه دفة النظام السياسي الجديد نحو المسار الصحيح، مشددا على أن ذلك يتطلب طريقة عمل مختلفة وتحالفات تعتمد أساسا على التوافق السياسي بالحد الأدنى وعلى رؤية اجتماعية واضحة لمعالجة قضايا أفرزها الواقع السياسي.
ويرى أن اليسار الفلسطيني ومعه أوسع تحالف من القوى والمركبات الشعبية والأهلية بدعم من أصحاب الحق في حياة كريمة هو الطريق الذي يضمن وقف مسيرة الهيمنة والتفرد وهو الذي يستطيع أن يشكل كتلة مانعة أمام أي تقاسم أو تقسيم.
aXA6IDE4LjE5MC4xNjAuNiA=
جزيرة ام اند امز