انتخابات فلسطين.. اليسار يفشل في التوحد
وصلت المباحثات بين قوى اليسار الفلسطيني لتشكيل قائمة موحدة لخوض الانتخابات البرلمانية، إلى طريق مسدود.
وقال بسام الصالحي، الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تصريح صحفي صباح الأحد، إن قوى اليسار فشلت في التوحد بقائمة مشتركة لخوض الانتخابات القادمة رغم الجهود التي بذلت.
وأضاف أنه "رغم تعثر الجهود فإننا في المقابل كسبنا المزيد من دعم جمهور اليساريين والديمقراطيين لتحقيق هذا المشروع، كما عبرت عنه لقاءات كوادر وجمهور هذا اليسار التي ظلت تطالب تنظيماته بالتوحد، والتي عملت جاهدة لتحقيق ذلك".
وعبر عن استعداد حزبه للعمل المشترك مع أي قوى يسارية أو ديمقراطية "لتحقيق هدف الوحدة من أجل برنامج الصمود المقاوم والكرامة والديموقراطية".
وكشف أنهم ماضون في وضع اللمسات الأخيرة على تشكيل قائمتهم مع القوى والتجمعات "التي وافقت على العمل المشترك معنا على هذه القاعدة وعلى البرنامج الاجتماعي - الاقتصادي المشترك".
وفي بيان لها، أعلنت اللجنة المتابعة للحوار بين القوى الوطنية الديمقراطية انسحابها من الحوار، بعد أن وصلت جهودها إلى طريق مسدود.
اللجنة قالت في بيان لها الأحد: "للأسف ورغم كل الجهود التي بذلت، لم نستطع أن نحقق ذلك، حيث برزت لغة المحاصصة عند البعض لتكون هي الأساس وما يعنيه ذلك من تغييب للمصلحة الوطنية العليا لحسابات أخرى ليس لها علاقة بأي برنامج نضالي، بل بتقاسم الكعكة".
وحملت المسؤولية في هذا الفشل للأحزاب والقوى "التي قدّمت مصالحها الخاصة على المصلحة الوطنية العامة"، دون تحديد الأسماء.
وأبرز القوى اليسارية التي دارت حوارات بينها لمحاولة الوصول لائتلاف في الآونة الأخيرة هي: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب، والمبادرة الوطنية
وفي أول أيام الترشح، تقدمت قائمة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، لتكون أولى القوائم المرشحة في الانتخابات.
والجبهة الديمقراطية مكون رئيسي من أحزاب اليسار الفلسطيني الذي سعى على مدى أسابيع لتوحيد صفوفه بقائمة واحدة استعداداً لانتخابات المجلس التشريعي التي ستجري يوم 22 مايو/أيار المقبل.
وتستعد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي أكبر فصائل اليسار الفلسطيني، إلى تسجيل قائمتها الخاصة.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول، في تصريحات صحفية: إنّ الجبهة اقتربت من إنهاء تشكيل قائمتها، وستقدمها خلال الفترة المقبلة أمام لجنة الانتخابات المركزية، وسيكون على رأسها الأمين العام للجبهة الأسير القائد أحمد سعدات.
ويعتقد على نطاق واسع أنه دون تشكيل قائمة مشتركة، لن يكون بمقدور أغلب قوى اليسار الفلسطيني اجتياز نسبة الحسم التي تصل إلى 1.5% مع ارتفاع نسبة المسجلين للانتخابات إلى 93%.
وجرت حوارات خلال الأسابيع الأخيرة بين القوى اليسارية والديمقراطية لتشكيل قائمة موحدة على أمل تشكيل كتلة ثالثة تكسر الاستقطاب بين حركتي فتح وحماس.
من جانبه، قال مأمون بسيسو الكاتب والمحلل السياسي لـ"العين الإخبارية" إن قوى اليسار طالما شكلت بيضة القبان في الثنائية السياسية الفلسطينية، معتبرا أن تمتين وتعزيز اليسار مهم وطنيا للحفاظ على التعددية السياسية في الموزاييك الفلسطيني.
وأشار إلى أنه "بعد 15 عاما على الانتخابات السابقة، تقلصت قوى اليسار بشكل كبير، رغم أن تأثيرها السياسي ما زال قائما فإن قاعدتها الشعبية تراجعت كثيرا".
وشدد على أنه "لا خيار أمام قوى اليسار إلا أن تتوحد في قائمة واحدة وهذه مهمة صعبة معقدة جدا، خاصة أنه لم تفلح الكثير من المحاولات السابقة في توحيد اليسار".
وسبق أن أعلنت لجنة الانتخابات في 24 مارس الجاري، قبول طلبات ترشح 3 قوائم وهي: "التغيير الديمقراطي" (الجبهة الديمقراطي)، وفلسطين للجميع" (مستقلة)، و"كرامتي الشبابية" (مستقلة)، فيما تقدمت لاحقا كتلتان مستقلتان.
وتوقع أن تسجل خلال الأيام المقبلة، حركتا فتح وحماس قوائم منفصلة، إلى جانب المزيد من القوائم الحزبية والمستقلة.
وفي منتصف يناير الماضي أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوا بإجراء الانتخابات الفلسطينية على 3 مراحل خلال 2021: تشريعية (برلمانية) في 22 مايو/أيار، رئاسية في 31 يوليو/تموز، والمجلس الوطني في 31 أغسطس/آب.