اللقاءات الفلسطينية من مكة إلى موسكو "مكانك سر"
الفصائل الفلسطينية اختتمت 3 أيام من النقاش حول المصالحة، بعد دعوة تلتقها من مركز الاستشراق الروسي التابع لوزارة الخارجية.
قال مصدر فلسطيني مطلع إن الفصائل الفلسطينية أنهت نقاشاتها في موسكو باتفاق على الاتفاقات السابقة، بدون أي اختراق حقيقي في ملف إنهاء الانقسام.
وأضاف المصدر، لبوابة العين الإخبارية أن "النقاشات كانت مجرد جلسات لتبادل الآراء، وكان حديثا عاما وليس تفصيليا ولم يحدث أي اختراق يمكن الإشارة له، كلام قديم معاد".
واختتمت الفصائل الفلسطينية في العاصمة الروسية موسكو الثلاثاء 3 أيام من النقاش حول المصالحة، بعد دعوة تلتقها من مركز الاستشراق الروسي التابع لوزارة الخارجية.
وحضر إلى موسكو وفود من 10 فصائل فلسطينية هي حركة فتح وحركة حماس والجهاد الإسلامي وحزب الشعب الفلسطيني والمبادرة الفلسطينية والجبهات الشعبية والديمقراطية والنضال الشعبي والقيادة العامة والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني، وتباحثوا على مدار 3 أيام في ملفات يفترض أن تكون بالغة الأهمية، (المجلس الوطني لمنظمة التحرير، حكومة وحدة وطنية، وانتخابات عامة رئاسية وتشريعية).
وعلى الرغم من أن بعض قادة الفصائل بثوا أنباء متفائلة كالعادة حول أهمية اللقاءات والبدء في تطبيق الاتفاقات انطلاقا من إعادة تشكيل المجلس الوطني وحتى البدء في مباحثات تشكيل الحكومة، لكن سخرية الكثير من المراقبين والصحافيين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، من الاجتماعات المتتالية، عكست الأمر برمته إلى حد أنه لم يعد يصدق الفلسطينيون أنه يمكن الاتفاق فعلا على مصالحة.
وكتب المحلل السياسي أكرم عطا الله "مشكلتنا مع المتحاورين أنهم يحتكرون القوة واِلا لحاكمناهم بتهمة التضليل والخداع"، وسخر نشطاء آخرون مما سموه فصائل المريخ التي اتفقت على ألا تتفق.
ويشير البيان الختامي الذي ألقاه وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى عدم اتفاق الفصائل فعلا، بدعوته إياهم إلى قبول حلول توافقية من أجل التوحد وإنهاء حالة الانقسام وإيجاد حل للقضية الفلسطينية.
وقال لافروف "تدعم بلادنا، بصورة مبدئية وثابتة، إعادة الوحدة للتغلب على حالة الانقسام التي بدأ منذ 10 سنوات، وإن انعدام الوحدة يؤثر سلبياَ على حل القضية الفلسطينية".
وشدد لافروف على ضرورة قبول حلول توافقية، حول الوحدة الوطنية وإن كانت صعبة، وأعرب عن ترحيب موسكو بـ”توصل الفصائل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل صلاحياتها كافة الأراضي الفلسطينية” والذي تم اعتماده خلال اجتماعات اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الأخير في بيروت
وعبر لافروف عن أمله في أن يساعد اجتماع الفصائل في موسكو والاتصالات بين الفصائل الفلسطينية على تطبيق مقررات لقاء بيروت لكي لا "يبقى هذا القرار مجرد إعلان، وإنما يتحقق في إجراءات عملية".
ويفترض بحسب المصادر الفلسطينية أن تعود الفصائل الآن إلى قادتها، وفد حماس إلى رئاسة المكتب السياسي ووفد فتح إلى الرئيس محمود عباس الذي يتوقع أن يلتقي جميع المتحاورين في وقت لاحق من أجل أن يضعوه في صورة ما حدث.
لكن تبقى العبرة مرة أخرى في التطبيق بعد سلسلة من اللقاءات الفاشلة السابقة، وعمليا بقيت الخلافات الأساسية فيما يخص تشكيل الحكومة مكانها.
وكان الطرفان حماس وفتح وصلا إلى طريق مسدود بسبب ملفي موظفي حركة حماس السابقين وبرنامج الحكومة القادمة التي يفترض أن تكون حكومة وحدة وطنية.
وأصرت حماس على توظيف فوري لجميع موظفي حكومتها السابقة وعددهم 54 ألف موظف، وقالت فتح إن هناك لجنة قانونية مستعدة لتوظيف البعض وتعويض آخرين، لكن حماس رفضت ذلك، كما رفضت الاعتراف ببرنامج الحكومة الحالية كبرنامج للحكومة القادمة، وطلبت تعديلات تشمل برنامجا توافقيا فصائليا.
وهذه ليست أول مرة يتوصل فيها الطرفان إلى اتفاق لا يرى النور.. بل هم الذين أعلنوا في 2014 تشكيل حكومة رامي الحمد الله التي تتهمها حماس اليوم بتطنيش وإهمال غزة وتتهم هي حماس بسرقة القطاع وعدم تمكينها من العمل هناك.
ويوجد أمام الفصائل ملفات أخرى أكثر تعقيدا من ملف الحكومة عند التطبيق، ومن بينها ملف منظمة التحرير، إذ تريد حماس دخول المنظمة وفق تمثيل نسبي كبير، وترفض فتح، إضافة إلى ملف الأجهزة الأمنية مثلا، التي ظلت كما هي، بيد فتح في الضفة وبيد حماس في غزة، والمصالحة المجتمعية.