3 مسارات فلسطينية لإنقاذ السلام أولها كسر احتكار واشنطن
المسارات الثلاثة تشمل إنهاء الاحتكار الأمريكي لرعاية السلام، وآلية دولية للرعاية، واعتراف أوروبي بالدولة الفلسطينية
بعد 24 عاما قضتها الولايات المتحدة في رعاية السلام في الشرق الأوسط، دون تسجيل أي اختراق حقيقي في جدار العملية السلمية، لم يجد الفلسيطنيون أمامهم، بُداً، سوى اللجوء لثلاثة مسارات عمل تقوم على فكرة الدفع باتجاه حشد دولي يكسر احتكار واشنطن.
هذه المسارات الثلاثة تحدث عنها مسؤول فلسطيني كبير، لبوابة العين الإخبارية، يتمثل الأول منها، في التأكيد على كسر الاحتكار الأمريكي لعملية السلام.
فيما يعمل الثاني على إنشاء آلية جديدة تضمن رعاية دولية لعملية السلام.
أما الثالث فيسعى إلى تجنيد اعترافات جديدة بالدولة الفلسطينية وخاصة من دول الاتحاد الأوروبي، وفق ما أوضحه المسؤول نفسه، والذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، لحساسية موقعه.
- عباس: الخطيئة الأمريكية بشأن القدس آخر فصول الظلم لفلسطين
- عباس: الفلسطينيون يواجهون تحديا جديدا تقوده أمريكا
المسؤول الفلسطيني أقرّ بصعوبة المهمة والعقبات الكثيرة التي ستواجههم، لكن وكما قال "لا يوجد أي طريق آخر أمامهم في مواجهة الانحياز الأمريكي الفظّ لإسرائيل"،
وأضاف: "بطبيعة الحال فإن إسرائيل سترفض وكذلك الولايات المتحدة، ولكن هذا لا يعني عدم المحاولة؛ ففي نهاية الأمر لن تنجح عملية السلام في ظل الوضع القائم حاليا، كما أنه لا يمكننا بحال قبول شطب قضيتي القدس واللاجئين من جدول أعمال المفاوضات، كما لا يمكننا القبول بتصفية القضية الفلسطينية على النحو المطروح حاليا".
وعن الآلية التي تقترحها القيادة الفلسطينية في هذا الشأن، فهي، بحسب المسؤول نفسه، إما لجنة تضم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، أو اللجنة الرباعية بتشكيلتها الحالية وهي واشنطن والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا مضافة إليها الصين ودول أخرى.
وأوضح"نحن بصراحة نطرح منذ فترة رفض استمرار الرعاية الأمريكية المنفردة لعملية السلام، ولكن قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلى القدس يجعل هذا الأمر أكثر إلحاحا".
وكان الرئيس الفلسطيني قد طلب من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في اجتماع عُقد في بروكسل يوم 22 من الشهر الجاري، دورا أكبر في عملية السلام من خلال الوجود الفعلي على طاولة المفاوضات.
وقال نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الدولية، لبوابة العين الإخبارية إن عباس سيطرح هذا الأمر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم 12 من فبراير/شباط في موسكو.
وأضاف: "أنا شخصيا ذهبت في الأسابيع الماضية إلى الصين وموسكو وبروكسل، وفي طريقي الآن إلى اليابان للقاء رئيس الوزراء، ومن ثم سأتوجه إلى كوريا الجنوبية وسيتواصل عملنا مع العديد من الأطراف الدولية من أجل تحقيق رعاية دولية جديدة لعملية السلام".
وتابع شعث: "نريد من اليابان الدفع باتجاه آلية جديدة لرعاية عملية السلام وأيضا الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967".
ولفت إلى أن "ردود الفعل التي سمعناها حتى الآن إيجابية". مستطرداً "من يقول إن كسر الاحتكار الأمريكي لعملية السلام غير ممكن، إنما يجافي الحقيقة؛ فالأمر ممكن ولكنه بحاجة إلى الكثير من العمل ونحن نقوم بهذا العمل".
على الصعيد الشخصي، يعتقد شعث "أن القطب الواحد قد انتهى، وأن هناك العديد من الأقطاب تبرز في العالم الآن بدءا من روسيا والصين ومرورا بالهند ووصولا إلى جنوب أفريقيا والبرازيل".
ويؤمن المسؤول الفلسطيني بنظرية أن "الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد الحاكم الوحيد للعالم".
وفيما يدفع الفلسطينيون باتجاه اعتراف أوروبي بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967؛ فإن أوروبا لم تعتمد هذا المطلب حتى الآن وإن كانت قد قالت إنها تميل له.
وفي هذا السياق، قال دبلوماسي أوروبي في رام الله لبوابة العين الإخبارية: "نريد الاعتراف بدولة فلسطين، والسؤال ليس إن كان الاعتراف سيتم أم لا، وإنما متى؟".
وأضاف الدبلوماسي، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه: "نبحث عن الوقت المناسب من أجل الاعتراف بدولة فلسطين، ونعتقد أن هذا التوقيت يجب أن يُسهم في إحلال السلام وليس مجرد استعراض عاطفي".
واختتم الدبلوماسي الأوروبي حديثه بالقول: "نحن مع حل الدولتين، ونعتقد أنه الحل الوحيد الممكن، ولا نتفق مع سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بما يتعلق بالقدس والاستيطان ولا حتى موقفها الغامض من حل الدولتين".