عباس: الخطيئة الأمريكية بشأن القدس آخر فصول الظلم لفلسطين
الرئيس الفلسطيني في كلمته أمام مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، بالقاهرة
وجّه الرئيس الفلسطيني محمود عباس التحية باسم مدينة القدس إلى دعاة المحبة والسلام، موجها الشكر لمصر والأزهر الشريف على استضافة المؤتمر العالمي لنصرة المدينة المحتلة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها عباس أمام مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، الذي ينعقد بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، وتحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على مدى يومين، بمشاركة عربية وإسلامية ودولية رفيعة المستوى، تتجسد في 86 دولة، وذلك لاتخاذ موقف موحد لإبطال قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتباره القدس عاصمة لإسرائيل.
وأضاف عباس أن فلسطين حصلت على 705 قرارات في الجمعية العامة، 86 قرارا من مجلس الأمن منذ عام 1947، وبسبب عجز المجتمع الدولي لم يُطبّق قرار واحد من هذه القرارات.
وتابع "جاء القرار الأمريكي الأخير أو الخطيئة الأخيرة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ليمثل آخر فصول مسلسل الظلم للشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة قررت أن تتحدى شعوب العالم الإسلامية والعربية وشعوب العالم كافة بهذا القرار الجائر.
واستطرد الرئيس عباس بقوله: لم يولد بعد الذي يمكن أن يساوم على القدس أو فلسطين، وقرار ترمب لن يعطي لإسرائيل أي شرعية في القدس.
وأكد عدم ثقة الفلسطينيين بالإدارة الأمريكية التي لم تعد تصلح لدور الوسيط في عملية السلام، لافتاً إلى أنهم سيذهبون إلى كل الخيارات، مستدركاً "لكن لن نذهب إلى الإرهاب والعنف، ولن نتوقف عن الكفاح في حماية أرضنا وشعبنا وقدسنا، ونتمسك بالسلام".
وشدد على أن القدس ليست مجرد مدينة أو مجرد تاريخ، ولكنها عقيدة تسكن القلوب، وحضارة تعاقبت عليها أجيال منذ أكثر من 5 آلاف عام، ولن نقبل بأي قرار يغير الوضع التاريخي للقدس، وهو أنها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.
الرئيس الفلسطيني دعا إلى تكثيف الجهود تجاه القدس للحفاظ على وضعها التاريخي، مؤكدا أن التواصل مع المقدسيين وزيارتهم ليس تطبيعا مع الكيان الصهيوني، مضيفا في هذا الصدد: "زيارة المسجون ليست تطبيعا مع السجان، وكل إحجام عن زيارة القدس يصب في مصلحة الاحتلال الذي يريد أن ينفرد بأهل القدس لطردهم وتهجيرهم من ديارهم".
وفي هذا السياق، أشاد عباس بالمواقف المشرفة للمرابطين بالقدس، والطفلة "عهد التميمي" المعتقلة في السجون الإسرائيلية، مشيراً إلى أنها واحدة من ضمن آلاف غيرها ممن تعرضوا للاعتداء وتضرروا من الاحتلال.
ووصف عهد بـ"زهرة فلسطينية عملاقة في النضال من أجل القضية الفلسطينية".
واختتم عباس كلمته قائلا: "السيادة بالقدس لن تكون إلا لدولة فلسطين، والقدس ستبقى مدينة مفتوحة لكل الأديان دون تفريق، ونأمل أن يتمخض هذا المؤتمر عن نصرة حقيقية للمدينة، فالقدس قدسكم والأقصى أقصاكم والقيامة قيامتكم".