3 سيناريوهات أحلاها مرعب.. هكذا يترقب الفلسطينيون سباق البيت الأبيض
مسؤول فلسطيني رفيع المستوى تحدث لـ"العين الإخبارية"، عن سيناريوهات رسمتها قيادته لنتائج الانتخابات الأمريكية
تترقب السلطة الوطنية الفلسطينية نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في فترة حُبلى بسيناريوهات أحلاها مرٌ.
العسل لم يدم طويلا
فالعلاقة التي نشأت متأخرة ما بين إدارة الرئيس دونالد ترامب والقيادة الفلسطينية ما لبثت أن توقفت بعد أشهر قليلة من انطلاقها نهاية عام 2017.
وخلال أشهر قليلة كان ترامب قد التقى 4 مرات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أولها في البيت الأبيض ثم السعودية ومدينة بيت لحم بالضفة الغربية، وآخرها على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك عام 2017.
وكان قرار الرئيس الأمريكي، نهاية 2017، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير، فأوقفت القيادة الفلسطينية اتصالاتها السياسية ثم الأمنية مع واشنطن.
ومنذ ذلك الحين عادت العلاقة ما بين منظمة التحرير الفلسطينية والولايات المتحدة الأمريكية إلى ما كانت عليه قبل التوقيع على اتفاق أوسلو عام 1993 وذلك عبر أطراف عربية ودولية.
لكن طوال تلك الفترة تعززت اتصالات القيادة الفلسطينية مع الحزب الديمقراطي الأمريكي وتحديدا من خلال أعضاء الكونجرس الذين زاروا الأراضي المحتلة أو تواصلوا مع قيادات السلطة الوطنية.
نتائج هذه الاتصالات جعلت القيادة الفلسطينية أكثر أملا بفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة.
وقال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى لـ"العين الإخبارية": "مواقف نواب الحزب الديمقراطي كما تم التعبير عنها في العديد من الرسائل والمواقف التي تم نشرها علنا في السنوات الماضية تبشر بعودة العلاقات بين القيادة الفلسطينية والإدارة الأمريكية في حال عودة الحزب إلى البيت الأبيض".
وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "لقد قال النواب من الحزب الديمقراطي إنهم مع حل الدولتين وضد الضم الإسرائيلي لأراض بالضفة الغربية، ومع استئناف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية ولوكالة (الأونروا) الأممية، ومع إعادة مكتب تمثيل منظمة التحرير في واشنطن الذي أغلقته إدارة ترامب".
بيْد أن الأهم من كل ذلك- برأي المسؤول نفسه- هو أن الحزب الديمقراطي "لم يتبن صفقة القرن التي أعلنها ترامب وبالتالي فإنه لا مكان لها في حال وصول بايدن للبيت الأبيض".
وسيكون هذا السيناريو الأمثل بالنسبة للقيادة الفلسطينية، ولكن السيناريوهات التي رسمها مسؤولون فلسطينيون تتضمن 3 أخرى تتفاوت ما بين الصعبة والصعبة جدا.
3 سيناريوهات أحلاها مرعب
ويتمثل أحد السيناريوهات الثلاثة- بحسب المسؤول الفلسطيني- في فوز ترامب بولاية رئاسية ثانية واستمرار سياسته الحالية في التعامل مع القيادة الفلسطينية.
وفي سيناريو أقل حدة، تمثل في "فوز ترامب بولاية رئاسية ثانية وحينها قد يجد نفسه في حل من ضغوط الأصوات الانتخابية، علما بأن قاعدته الجماهيرية الصلبة مؤيدة لإسرائيل، وبالتالي قد يحاول اعتماد مقاربة أخرى لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي غير صفقة القرن".
وهو ما لا يعول عليه كثيرا الفلسطينيون، لكنهم يأملون في حال ظفر ترامب بالولاية الثانية، أن "يدرك أن فرض صفقة القرن لن تؤدي إلى نتيجة وأن إصراره هذا يقابل بإصرار فلسطيني".
غير أن السيناريو الثالث ورغم أنه يتضمن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن يبدو أكثر قتامة من سابقيه.
وقال المسؤول الفلسطيني لـ"العين الإخبارية": "نخشى أنه في حال خسارة ترامب للانتخابات الرئاسية فإنه سيتعمد الانتقام منا كفلسطينيين خاصة وأنه جعل في الأسابيع الأخيرة عملية السلام جزءا من دعايته الانتخابية".
وتوضيحا للجزئية الأخيرة، أضاف: "ثمة فترة فاصلة ما بين يوم الانتخابات الأمريكية وتسليم السلطات في 20 يناير/كانون الثاني، وهي فترة حساسة وخطيرة جدا".
فترةٌ يخشى الفلسطينيون "أن يقع ترامب فيها تحت ضغط المؤيدين لليمين للقبول بالاعتراف بالضم الإسرائيلي لنحو 33% من الضفة الغربية وعندها سيكون من الصعب على أية إدارة أمريكية قادمة أن تلغي قراره".
ولفت المسؤول الفلسطيني إلى أن القيادة الفلسطينية "تراقب الوضع عن كثب في السياسة الأمريكية".
ورغم كل السيناريوهات التي وضعها الفلسطينيون على طاولتهم، إلا أنهم على قناعة أن السباق القادم للبيت الأبيض سيكون بمثابة مفترق طرق، فإما أن يؤدي إلى انفراجة أو يواصل مسيرة المأزق الحالي وربما ما هو أسوأ من ذلك أيضا.
وفي الخامس عشر من الشهر الجاري، وقعت الإمارات معاهدة السلام التاريخية مع إسرائيل، في البيت الأبيض، بحضور ترامب ونحو ألف شخصية من مختلف دول العالم.
معاهدة لاقت ترحيبا عالميا واسع النطاق، وتضمنت مواقف إماراتية ترجمت مساعي الدولة لمستقبل أكثر ازدهارا وتنمية واستقرارا للمنطقة.
كما أكدت عمق العلاقات الفلسطينية الإماراتية عبر وقفها ضم الأراضي المحتلة، والتزام الإمارات بالدفاع بثبات عن حق الفلسطينيين في الدولة والكرامة، مع شعارها بأن السلام أفضل طريقة لضمان حقوق الشعب الفلسطيني.