فلسطينيون يفرحون لبلوغهم سن الأربعين لزيارة القدس والأقصى
يفرح سامر المصري لأنه بلغ سن الأربعين عاما إذ بات بإمكانه هذا العام الوصول إلى مدينة القدس الشرقية واداء الصلاة في المسجد الأقصى دون الحاجة إلى تصاريح خاصة من السلطات الإسرائيلية
يفرح سامر المصري لأنه بلغ سن الأربعين عاما إذ بات بإمكانه هذا العام الوصول إلى مدينة القدس الشرقية واداء الصلاة في المسجد الأقصى دون الحاجة إلى تصاريح خاصة من السلطات الإسرائيلية او أن يلتف على الحواجز الإسرائيلية لدخول المدينة.
وبعيد صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان في المسجد الأقصى كان سامر، من مدينة نابلس في شمالي الضفة الغربية، يلتقط صور "السيلفي" مع قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى باستخدام هاتفه النقال الذي قاطعه رنينه لتلقي مكالمة من صديق له يسأله عن موقعه وكان جوابه " لن تصدق أنا في المسجد الأقصى".
وقال سامر، وقد غمرته فرحة كبيرة، لبوابة العين الإخبارية، عندما أعلنت السلطات الإسرائيلية انه سيكون بإمكان الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية فوق سن أربعين عاما الوصول إلى القدس أيام الجمعة في شهر رمضان كانت فرحتي لا توصف، فهذا ينطبق علي وأخيرا سيكون بامكاني الوصول إلى القدس بسهولة ودون عراقيل ، وهذا ما تم وأنا أحافظ على الصلاة في المسجد الأقصى كل يوم جمعة منذ بدء شهر رمضان".
وشهر رمضان هو فرصة عشرات الآلاف الشبان من سكان الضفة الغربية لرؤية مدينة القدس الشرقية بأسوارها القديمة وحاراتها التاريخية وصولا إلى المسجد الأقصى بمعالمه الكثيرة.
ويشير سامر إلى أن الكثير من الشبان يغبطونه على بلوغه سن الأربعين وقال"يقولون لي أنني محظوظ وانهم يتمنون لو يتقدم بهم العمر حتى يكون بإمكانهم الدخول إلى القدس".
وفي هذا الصدد فيرى عدنان الحسيني ، وزير شؤون القدس ومحافظ المدينة، إن إسرائيل ترتكب جرما كبيرا بحق العديد من الأجيال من الفلسطينيين الذين يحرمون من رؤية عاصمتهم القدس.
وقال الحسيني لـ"العين" إن "ما تقوم به إسرائيل بهذا الشأن هو تعبير عن إفلاس لن يجدي نفعا وإنما يعمل عكس مصلحتها لأن هذه الأجيال لن تقبل أن تبقى محرومة من رؤية القدس وبالتالي فلن يكون بإمكان أحد أن يتوقع كيف سيتصرف هذا الجيل ردا على هذا الحرمان السياسي غير المبرر".
وأضاف أنه "لا يعقل أن يسمح للشبان الأجانب من أنحاء العالم بالوصول إلى القدس والسير في شوارعها في حين أن الشاب الفلسطيني الذي يقطن على بعد عشرات الكيلومترات منها سواء في رام الله او بيت لحم او غيرها من المدن في شمالي وجنوبي الضفة الغربية وقطاع غزة، غير قادر على رؤية المدينة".
وتابع الحسيني" سياسة إسرائيل تدفع إلى تفجر الأمور فهي من ناحية ترفض حل الدولتين القاضي باقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 ومن ناحية ثانية تمعن في الإستيطان وتمنع أجيال من الفلسطينيين من دخول عاصمتهم".
وتساءل الحسيني "بأي حق وأي شرع وأي قانون تدفع إسرائيل الشبان الفلسطينيين لأن يتمنوا أن يكبروا بالعمر سريعا ليكون بإمكانهم دخول القدس؟".
ففي صحن قبة الصخرة المشرفة كان راشد النتشه يلتق صور "السيلفي" مع الصخرة والأقصى بعد أن قرر البقاء لأطول فترة ممكنة في أجواء القدس عبر الإعتكاف في المسجد الأقصى للعشر الأواخر من شهر رمضان.
وقال لـ"العين": "لا تدري هي فرصة قد لا تتكرر مجددا واريد أن اغتنمها حتى اخرها ، جلبت معي حقيبة ملابس صغيرة ونويت الإعتكاف في المسجد حتى اخر شهر رمضان".
وأشار النتشه، وهو من سكان منطقة الخليل في جنوبي الضفة الغربية، إلى أنه يقوم في ساعات النهار بجولات في البلدة القديمة من مدينة القدس وقال" ازور حارات البلدة القديمة وامشي إلى جانب سورها القديم واتنفس عبق أسواقها القديمة مثل القطانين والعطارين والسلسلة والخواجات ..هي فرصة قد لا تتكرر إلا مرة واحدة في السنة ويجب عدم اضاعتها".
ففي أيام السنة من غير شهر رمضان تقتصر السلطات الإسرائيلية الدخول إلى القدس على الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية الذين تزيد اعمارهم عن 55 عاما ، أما ما دون ذلك فإنه يتعين عليهم الحصول على تصاريح خاصة من الإدارة المدنية الإسرائيلية وهي الذراع العسكري للحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
وحتى ما قبل التوقيع على اتفاق أوسلو في العام 1994 كان بإمكان الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة الوصول إلى مدينة القدس الشرقية بسهولة، ولكن مع إقامة 13 حاجزا عسكريا إسرائيليا تفصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية وتتخلل جدار الفصل الذي يحيط بالمدينة فإن الوصول إلى المدينة بالنسبة للشبان الفلسطينيين أصبح أكثر صعوبة وتحفه المخاطر.
ووفقا لمركز الإحصاء الفلسطيني فيقدر عدد السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة بحوالي 4.88 مليون فرداً؛ حوالي 2.97 مليون في الضفة الغربية و1.91 مليون في قطاع غزة.
وطبقا للمركز فيشكل الشباب في الفئة العمرية 15-29 سنة ما نسبته 30% من إجمالي السكان (1.3 مليون شاب).
النسبة العظمى من هذه الفئة لا تعرف مدينة القدس الشرقية والمسجد الأقصى ولم تراه في حياتها إلا عبر شاشات التلفزة او الصور الفوتوغرافية.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "اوتشا" في تقرير وصل "العين" إنه سمح لما يقرب من 65,000 فلسطيني بالدخول إلى القدس الشرقية عبر الحواجز المحيطة بالمدينة لأداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان و85,000 لأداء صلاة الجمعة الثانية وفق مصادر رسمية إسرائيلية.
وأضاف "يأتي هذا في أعقاب الرفع المؤقت لمتطلب التصاريح المفروض على حملة هوية الضفة الغربية: للرجال الذي تبلغ أعمارهم فوق 40 عاما والنساء من جميع الأعمار".
ومنذ بدء شهر رمضان يتوافد عشرات الاف الشبان الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاما إلى مدينة القدس الشرقية لرؤية المدينة والصلاة في المسجد الأٌصى.
وتكاد هذه الشريحة تكون هذا العام أكثر حظا من شريحة الشبان العام الماضي إذ حظرت السلطات الإسرائيلية على الشبان دون سن ال 45 عاما من دخول القدس في العام 2016 مقارنة مع الشريحة دون سن الخمسين عاما في العام 2015.
واستنادا إلى قرار الحكومة الإسرائيلية لهذا العام فإنه كان بإمكان فئة الذكور من سكان الضفة الغربية التي تزيد عن 40 عاما واليت تقل عن 13 عاما الدخول إلى القدس دون الحاجة إلى تصاريح ، أما الفئة التي تتراوح ما بين 30-40 عاما فإنه تعين عليها الحصول على تصاريح إسرائيلية في حين أن الفئة ما بين 13-30 عاما محرومة تماما من الدخول إلى المدينة.
ولا تنطبق أي شروط على الإناث تماما كسكان القدس الشرقية والقرى والمدن العربية داخل الخط الأخضر.
ولكن الفلسطينيين من سكان قطاع غزة هم الأقل حظا برؤية مدينة القدس إذ لا يسمح سوى ل 100 شخص تزيد اعمارهما عن 55 عاما بالدخول إلى المدينة اسبوعيا بعد الحصول على تصاريح خاصة.
وترفض دائرة الأوقاف الإسلامية المسؤولة عن ادارة شؤون المسجد الأقصى ، هذه الإجراءات الإسرائيلية.