الرعاية التلطيفية.. لتوفير الرعاية الصحية والنفسية للمرضى
تهدف الرعاية التلطيفية إلى تقديم الراحة ودعم متعدد الأوجه، مما يساعد المرضى وأسرهم على التعامل مع التحديات الجسدية والنفسية والاجتماعية والروحية التي يواجهونها.
تحتاج العديد من الفئات لتقديم دعم نفسي ورعاية خاصة مثل الرعاية التلطيفية للسرطان أو الرعاية التلطيفية لمرضى القلب وأمراض الرئة المزمنة، الفشل الكلوي، والتصلب المتعدد. والمرضى الذين يعانون من آلام مزمنة أو أعراض شديدة لا تتحسن بالعلاجات التقليدية. أو المرضى الذين يحتاجون إلى دعم نفسي أو اجتماعي أو روحي. فما هي فوائدها وأهدافها؟
ما هي الرعاية التلطيفية؟
وفقًا لموقع Cleveland Clinic تُعرف الرعاية التلطيفية على أنها نوع من الرعاية الصحية التي تركز على تحسين جودة الحياة للمرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة أو مزمنة، وكذلك تقديم الدعم لأسرهم. تهدف الرعاية التلطيفية إلى تخفيف الأعراض الجسدية والنفسية والاجتماعية والروحية للمرضى، بغض النظر عن مرحلة المرض أو العمر.
فوائد الرعاية التلطيفية
توفر الرعاية التلطيفية مجموعة واسعة من الفوائد للمرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة أو مزمنة، ولأسرهم أيضًا، منها:
- إدارة فعالة للأعراض مثل الألم، الغثيان، ضيق التنفس، التعب، والأعراض الأخرى المرتبطة بالأمراض المزمنة.
- تقديم الدعم النفسي للمرضى وأسرهم للتعامل مع القلق والاكتئاب والخوف الناجم عن المرض.
- مساعدة المرضى وأسرهم في مواجهة التحديات الاجتماعية، بما في ذلك تقديم المشورة ودعم الأدوار الاجتماعية.
- تحسين التواصل بين جميع مقدمي الرعاية الصحية لضمان تقديم رعاية متكاملة ومتسقة.
- توفير الدعم والمشورة للأسر لمساعدتهم في التعامل مع مرض أحبائهم.
- مساعدة الأسر في تقديم الرعاية في المنزل، وتقديم الإرشادات والتدريب اللازم.
- مناقشة وتوثيق رغبات المرضى بشأن الرعاية المستقبلية، والرغبات المتعلقة بنهاية الحياة.
- ضمان تحقيق رغبات المرضى في الرعاية الصحية من خلال تنسيق الجهود بين جميع مقدمي الرعاية.
اقرأ أيضًا: الصداع النفسي.. ما هي الأعراض والأسباب وطرق العلاج والوقاية؟
أهداف الرعاية التلطيفية
تتضمن الأهداف الرئيسية للرعاية التلطيفية وفقًا لموقع Get Palliative Care ما يلي:
- تحسين جودة الحياة وتوفير الرعاية التي تضمن راحة جسدية وعاطفية ونفسية وروحية.
- الدعم النفسي والاجتماعي ومساعدة المرضى وأسرهم على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالمرض.
- توضيح الخيارات العلاجية واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الرعاية.
- توفير الدعم الروحي للمرضى وأسرهم لتحقيق السلام الداخلي والطمأنينة.
- تخفيف العبء على الأسرة وتوفير الإرشادات والتدريب للأسر حول كيفية تقديم الرعاية في المنزل.
- ضمان التنسيق الفعّال والتأكد من أن جميع مقدمي الرعاية يدركون ويمتثلون لرغبات المرضى.
- إدارة الأعراض بفعالية في المنزل لتقليل الحاجة إلى دخول المستشفى.
- تقديم رعاية مستمرة ومنسقة تقلل من الأزمات الصحية.
- مساعدة المرضى على الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الاستقلالية والقدرة على أداء الأنشطة اليومية.
- مساعدة المرضى على البقاء مندمجين في المجتمع والحفاظ على علاقاتهم الاجتماعية.
دور الرعاية التلطيفية في تخفيف الألم
تلعب الرعاية التلطيفية دورًا حيويًا في تخفيف الألم وتحسين نوعية الحياة للمرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة أو مزمنة. وتركز هذه الرعاية على تقديم دعم شامل يراعي الجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية والروحية للمرضى. ليكون دور الرعاية التلطيفية في تخفيف الألم كما يلي:
- تقييم نوع الألم الذي يعاني منه المريض، سواء كان ألمًا حادًا، مزمنًا، أو متقطعًا.
- استخدام أدوات تقييم موحدة مثل مقياس الألم العددي أو مقياس الوجه لتحديد شدة الألم وتأثيره على الحياة اليومية.
- تطوير خطة علاجية شاملة تتضمن الأدوية، العلاجات غير الدوائية، والدعم النفسي والاجتماعي.
- تحديث الخطة العلاجية بانتظام بناءً على استجابة المريض واحتياجاته المتغيرة.
- وصف الأدوية المسكنة للألم مثل المسكنات الأفيونية وغير الأفيونية، حسب حالة المريض.
- استخدام أدوية مخصصة لعلاج أنواع معينة من الألم مثل مضادات الالتهاب، ومضادات الاكتئاب، والأدوية العصبية.
- تقديم تمارين العلاج الطبيعي لتخفيف الألم وتحسين الحركة.
- استخدام تقنيات التدليك لتخفيف التوتر العضلي وتحسين الدورة الدموية.
- استخدام الحرارة أو البرودة لتخفيف الألم والالتهاب.
- تقديم استشارات نفسية لدعم المريض في التعامل مع الألم والضغوط النفسية المصاحبة له.
- توفير دعم اجتماعي من خلال مجموعات الدعم، والمساعدة في مواجهة التحديات الاجتماعية.
- تعليم المرضى تقنيات التأمل والاسترخاء لتخفيف التوتر وتحسين الاستجابة للألم.
- مراقبة استجابة المريض للعلاجات وتقييم فعالية التدخلات بانتظام لضمان تخفيف الألم بأفضل طريقة ممكنة.
اقرأ أيضًا: اضطرابات الأكل النفسية.. ما هي أنواعها وأسبابها وطرق علاجها؟
كيفية الحصول على الرعاية التلطيفية
يتطلب الحصول على الرعاية التلطيفية لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بعض الخطوات لضمان توفير خدمات الرعاية التلطيفية في المنزل اللازمة لك أو لأحد أفراد أسرتك، كما يلي:
- الاستفسار عن إمكانية الاستفادة من الرعاية التلطيفية وكيف يمكن أن تساعد في تحسين نوعية حياتك.
- سيقوم الطبيب بتقييم حالتك الصحية ومدى الحاجة إلى الرعاية التلطيفية.
- اطلب توصيات من الطبيب أو من أصدقاء أو أفراد عائلة مروا بتجربة مشابهة.
- اتصل بمركز الرعاية التلطيفية أو المستشفى للحصول على معلومات حول الخدمات المقدمة وكيفية البدء.
- حدد موعدًا لمقابلة فريق الرعاية التلطيفية ومناقشة حالتك واحتياجاتك.
- سيقوم فريق الرعاية التلطيفية بإجراء تقييم شامل لحالتك، بما في ذلك الأعراض، الألم، والحالة النفسية والاجتماعية.
- بناءً على التقييم، سيتم وضع خطة رعاية فردية تلبي احتياجاتك وتساعد في تحسين نوعية حياتك.
- احرص على حضور أفراد أسرتك للمشاركة في مناقشات الرعاية التلطيفية، لضمان دعمهم وفهمهم لما تحتاجه.
- تقديم الدعم والمساعدة لأفراد الأسرة في كيفية تقديم الرعاية والمشاركة في خطة العلاج.
- حافظ على التواصل المستمر مع الفريق للتأكد من تلقي الرعاية المناسبة وتعديلها بناءً على حالتك المتغيرة.
- احرص على التثقيف حول الرعاية التلطيفية وطرق تحسين نوعية الحياة من خلال المصادر الموثوقة والدورات التدريبية.
- انضم إلى مجموعات دعم المرضى والأسر التي توفر بيئة داعمة ومشاركة تجارب مشابهة.
الرعاية التلطيفية للأطفال
تعتبرالرعاية التلطيفية للأطفال نوع متخصص من الرعاية الطبية، حيث يركز على تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة للأطفال الذين يعانون من أمراض خطيرة أو مزمنة. وتهدف هذه الرعاية إلى تقديم الدعم الطبي، النفسي، والعاطفي للأطفال وعائلاتهم. وتشمل فرق الرعاية التلطيفية للأطفال على:
- الفريق الطبي المتخصص مثل أطباء، ممرضات، أخصائيين نفسيين، واختصاصيين اجتماعيين.
- تصميم خطط رعاية مخصصة لكل طفل بناءً على احتياجاته الخاصة.
- تقديم استشارات نفسية واجتماعية للأطفال وعائلاتهم.
- تعليم العائلات حول الحالة الصحية للطفل وكيفية التعامل معها.
- التنسيق مع المدارس لضمان استمرار تعليم الطفل ودعمه في البيئة التعليمية.
اقرأ أيضًا: إعادة التأهيل النفسي من الإدمان.. إليك أهم 10 نصائح لتجنب الانتكاسات
التحديات في تقديم الرعاية التلطيفية
يواجه تقديم الرعاية التلطيفية العديد من التحديات التي يمكن أن تعيق تحقيق الأهداف المرجوة، منها:
- بعض الأطباء والممرضات قد لا يكونون مدربين بشكل كافٍ على تقديم دور الأطباء في الرعاية التلطيفية أو كيفية دمجها في الرعاية التقليدية.
- قد تكون الرعاية التلطيفية مكلفة، خاصة إذا لم تكن مشمولة بالتأمين الصحي.
- نقص المرافق المتخصصة في الرعاية التلطيفية، خاصة في المناطق الريفية أو ذات الدخل المنخفض.
- التعامل مع الأطفال المصابين بأمراض خطيرة يضع ضغوطًا نفسية كبيرة على مقدمي الرعاية والعائلات.
- قد يكون من الصعب التنسيق بين فرق الرعاية المختلفة لضمان تقديم رعاية شاملة ومتواصلة.
- قد تكون هناك مقاومة لتقديم الرعاية التلطيفية بسبب المعتقدات الثقافية أو الدينية التي تفضل العلاجات التقليدية.
- توفير التدريب المستمر لمقدمي الرعاية لضمان أنهم على دراية بأحدث الأساليب والممارسات في الرعاية التلطيفية.
وأخيرًا، يمكننا القول أن الرعاية التلطيفية والدعم النفسي تهدف إلى تقديم رعاية شاملة تركز على الشخص ككل، مما يساعد على تحسين نوعية الحياة وتقليل المعاناة للمرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة وأسرهم.
aXA6IDE4LjIxOC43NS41OCA= جزيرة ام اند امز