التعويم.. أحدث تقنيات الاسترخاء والعلاج بالملح
معظم أحواض تقنية التعويم تركز على مسألة الانعزال عن العالم الخارجي أي وسط حالة من السكون التام ووسط الظلام.
تقنية التعويم أو ما يطلق عليها اسم "العلاج بالتحفيز البيئي المحدود" تساهم في جعل المرء يشعر بالاسترخاء الكامل وتبعده عن حالة التوتر التي تزيد مع ضغوطات الحياة والعمل.
وتعتمد هذه التقنية على شيء غاية في البساطة: الاستلقاء داخل حوض بحيث يكون جسم المرء مغموراً بالمياه، ثم يصبح في حالة استرخاء، فالاسترخاء يأتي دون تكبد العناء للحصول عليه.
"ويعتمد مبدأ التعويم بشكل أساسي على كثافة المياه وكمية الملح فيه، مثلما يحدث في البحر الأسود. ولكن كثافة المياه تعد أمراً ضرورياً لا يمكن الاستغناء عنه"، وفقاً لما قاله دابيد مورثيا، المسؤول عن مركز التعويم والعلاج بالملح في مدريد.
ويوضح مورثيا أن الملح المستخدم في الأحواض لتقنية التعويم هو كبريتات المغنسيوم التي يعرفها الناس باسم ابسوم، وهو اسم البلدة الإنجليزية التي تم اكتشافه بها. ويوجد هذا النوع من الملح بشكل طبيعي في الينابيع الساخنة وهو يختلف عن الملح الموجود في مياه البحر، أو ذلك المستخدم في الطهي وهو "كلوريد الصوديوم".
ويضيف أن ملح الأبسوم أكثر نعومة ولا يثير التهيجات بالجسم كما أنه ينعم الجلد، ومن ثم فإنه بالكاد يتسبب في تجعد الجلد، فعندما نقوم بتقنية التعويم فإن الجلد لا يمتص المياه بل إنها تنساب من حوله وهو أمر يعرف باسم التناضح أو "الخاصية الأسموزية"، مما يساعد على تخليص الجسم من السموم.
وأشار مورثيا إلى أن من المعتاد استخدام ملح الابسوم في الاستحمام من أجل تخفيف الآلام والتقلصات العضلية والتشنجات ومعالجة مختلف المشكلات الجلدية.
منافع للجسم:
وشدد مورثيا على أن تقنية التعويم تعود بالكثير من المنافع على الجسم "فهي تخفض التوتر العضلي؛ لأن الماء يساهم في الطفو ومن ثم فإن أجسامنا ليست بحاجة للقيام بأي مجهود. كما أنها تزيد توجيه الأكسجين للأنسجة العضلية، وهو الأمر الذي يسمح بسرعة التعافي من الإصابات والكسور".
ويؤكد أن أحد المنافع الأخرى لتقنية التعويم تتمثل في إزالة السموم من الجسم عبر التناضح: فبفضل التركيز العالي للملح ودرجة الحرارة الثابتة للمياه، تقوم أجسامنا بالعمل كجهاز فلترة يزيل السموم.
ويرى الخبير أن التعويم يمنح الإحساس بانعدام الجاذبية والطفو في الماء دون مجهود وتكبد أي عناء من أجل البقاء داخل المياه، وهو ما يجعل الجسم يشعر شيئاً فشيئاً بالاسترخاء، ثم يتخلص من التوتر العضلي ويشعر بأنه انعزل عن العالم الخارجي.
ويشير مورثيا إلى أن الأحواض الصالحة لممارسة تقنية التعويم هي حمام سباحة عمقه 30 سم يحتوي على 700 لتر من المياه و350 كجم من أملاح المغنيسيوم، مبيناً أن "تلك المستخدمة في مركزنا ليس لها غطاء وفي معظم الأحوال تكون عبارة عن أحواض غطس، ففي حالة وجود غطاء لها قد تمنح المرء شعوراً بالخوف من الأماكن المغلقة".
وأوضح أن معظم أحواض تقنية التعويم تركز على مسألة الانعزال عن العالم الخارجي أي في حالة من السكون التام ووسط الظلام، مضيفاً أنه في المركز بمدريد أضافوا أمراً آخر وهو نظام صوت وأضواء خافتة بها أشكال للنجوم والسحاب من أجل توفير تجربة جديدة، علماً بأن كل مستخدم للتقنية يمكنه اختيار تفاصيل جلسته وفقاً لحالته وحاجته.
ويقول مورثيا، إن أي شخص يمكنه الاستمتاع بتقنية التعويم "فجميعنا نحتاج إلى لحظة من السلام والراحة، ولكن هناك فئة يمكنها الاستفادة بشكل أكبر من التقنية مثل المرأة الحبلى، حيث يساعدها التعويم على تخفيف آلام الحمل. كما أنه يمثل تجربة تجعل الأم تعيش في حالة شبيهة بحالة الجنين داخل رحمها".
كما أضاف أن التعويم يمكن أن يعود بالنفع على الرياضيين خلال عملية تعافيهم بعد جلسات المران المكثفة أو بعد المنافسات، ففوائد هذه التقنية لا تتعلق فقط بالجانب البدني بل بالتركيز أيضاً.
ويوصى بالاستعانة بتقنية التعويم أيضاً لمن يعانون من إصابات الظهر والآلام المزمنة والحادة مثل الألم العضلي الليفي المتفشي (فيبرومالجيا) أو متلازمة التعب المزمن ومشكلات التوتر والأرق والاحتكاكات الجلدية مثل الصدفية والتهاب الجلد.
وفي حالة القيام بجلسة تعويم، يوصي الخبير بعدم القيام بها فور إزالة الشعر أو الحلاقة؛ نظراً لأن الملح يمكن أن يسبب الضيق بعدها، ونفس الأمر إذا كان الشخص يعاني من إصابة ما، علماً بأنه إذا كانت الإصابة بسيطة فيمكن مداواة الأمر بالفازلين.
وينصح مورثيا "بتخصيص وقت قبل بدء أي نشاط بهدف الحيلولة دون القضاء على حالة الاسترخاء العميق التي يمكن التوصل لها عبر التعويم، كما ينصح بتزويد الجسم بالماء نظرا لأنه يفقد السوائل خلال التعويم بسبب الملح الموجود في الماء".