فوارق ضخمة بين الشمال والجنوب.. أرقام سلبية تحاصر اقتصادات أوروبا
يتوقع خبراء غرق القارة الأوروبية في انكماش جديد في الربع الأول من 2021، نتيجة تداعيات الموجة الثانية من جائحة كورونا.
وبات الاقتصاد الأوروبي، ضحية تداعيات جائحة كورونا، وسجل انكماشا تاريخيا، مع تراجع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 6.8% العام الماضي.
وأثار بطء حملات التلقيح مخاوف من أن يكون تعافي الاقتصاد الأوروبي، شاقا، بحسب وكالة فرانس برس.
اقرأ المزيد:
- موجة كورونا الثانية تعصف بشركات الطيران الأوروبية.. استغاثة وشطب
- ضوء أخضر أوروبي لصفقة استحواذ بورصة لندن على "رفينيتيف"
- رسميا.. المملكة المتحدة تغادر السوق الأوروبية الموحدة
وعاود إجمالي الناتج الداخلي في منطقة اليورو الهبوط في الربع الرابع من 2020، مسجلا تراجعا بنسبة 0.7%، مع الموجة الثانية من الإصابات المنتشرة منذ الخريف، بعدما سجل انتعاشا تاريخيا بلغ 12.4% في الربع الثالث من 2020 بفضل رفع القيود، حسب مكتب الإحصاءات يوروستات.
المواصلات والسياحة
وانكماش الاقتصاد الأوروبي في 2020، كان بقليل مما كانت تخشاه بروكسل إذ توقعت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي انخفاضا بنسبة 7.8% على مدار العام.
غير أن الأزمة الصحية التي تنعكس بشدة على المواصلات والسياحة، قد تغرق القارة الأوروبية في انكماش جديد مع تراجع إجمالي الناتج الداخلي مجددا في مطلع العام، بحسب توقعات محللين.
وكان الانكماش أقل وطأة بقليل في دول الاتحاد الأوروبي الـ27 مجتمعة، إذ بلغ -6.4% لمجمل العام 2020 و-0.5% في الربع الأخير من 2020.
صمود ألماني
وبالرغم من مقاومة الاقتصاد بشكل أفضل مما كان منتظرا في نهاية العام بفضل صمود القطاع الصناعي الألماني، إلا أن أداء أوروبا كان أدنى بكثير من العديد من منافسيها.
اقرأ المزيد:
وبلغ تراجع إجمالي الناتج الداخلي العام الماضي 3.5% في الولايات المتحدة و3.1% في روسيا، في حين سجل نموا بنسبة 2.3% في الصين التي انطلق منها فيروس كورونا.
كما أن الآفاق للعام 2021 ليست أفضل لأوروبا، إذ يتوقع أن يكون الانتعاش أقوى في الولايات المتحدة (+5.1%) والصين (+8.1%) منه في منطقة اليورو (+4.2%)، بحسب آخر توقعات صندوق النقد الدولي.
عودة القيود
وقال الخبير في شركة "كابيتال إيكونوميكس" جاك آلن رينولدز، إنه "مع القيود الصارمة التي لا تزال ضرورية للسيطرة على الفيروس، وحملات التلقيح التي تتقدم ببطء، سيبقى النشاط في أوروبا ضعيفا جدا لبعض الوقت".
وأشار كذلك إلى المخاطر الناجمة عن النسخ المتحورة من الفيروس التي تتفشى بسرعة أكبر، متوقعا تراجع إجمالي الناتج الداخلي إلى منطقة اليورو بنسبة 0.5% في الربع الأول من 2021، ما يعني انكماشا اقتصاديا، وهو من حيث تعريفه التقني فصلان متتاليان من النمو السلبي.
تباين بين الشمال والجنوب
وحذر الخبير الاقتصادي من التباين المسجل بين دول الشمال ودول الجنوب.
اقرأ المزيد:
وأوضح بهذا الصدد أن إرجاء رفع القيود إلى الفصل الثاني من العام وربما بعد ذلك حتى، "سيكون أشد وطأة بكثير على اقتصادات دول المتوسط التي تعول أكثر على السياحة".
وأشار إلى أن المخاطر "أشد على دول مثل إسبانيا أو اليونان منها على ألمانيا" التي تستفيد من انتعاش الصناعة.
وتمكنت ألمانيا من الحد من خسائرها عام 2020 مع اقتصار تراجع إجمالي ناتجها الداخلي على 5%، فيما بلغ التراجع 8.3% في فرنسا و8.9% في إيطاليا، وصولا إلى 11% في إسبانيا.
ثمن فادح
وكان لإجراءات الإغلاق الصارمة التي اعتمدتها غالبية الدول الأوروبية خلال الربيع ثمن فادح، ازداد مع القيود المفروضة اعتبارا من الخريف لمواجهة الموجة الثانية من جائحة كوفيد-19.
وكانت النتيجة سنة من التقلبات على وقع التدابير المفروضة، ثم المخففة أو المرفوعة بحسب الظروف، ثم المتجددة.
وتراجع إجمالي الناتج الداخلي إلى منطقة اليورو في الفصل الأول بنسبة 3.7% مع بدء تفشي الفيروس، قبل أن تصل النسبة في الفصل الثاني إلى 11.7%، وهو مستوى غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، في خضم الموجة الأولى عندما أرغمت غالبية مصانع القارة على التوقف عن العمل.
اقرأ المزيد:
أما الربع الثالث فشهد انتعاشا تاريخيا بلغ 12.4% بفضل رفع القيود لكن تراجعا كبيرا تلاه مجددا في نهاية العام.
لكن الخبير الاقتصادي في مصرف آي إن جي بيرت كولين لفت إلى أن الموجة الثانية تتميز بشكل واضح عن الأولى.
وأشار إلى أنه "تم تكييف التدابير وكانت أقل شدة" في حين أن دول العالم الأخرى "بقيت هذه المرة مفتوحة".
وإن كان العام انتهى على تراجع، إلا أنه استفاد في ربعه الأخير من طلب قوي من الصين أدى إلى "أرقام صادرات إيجابية وزيادة في الإنتاج الصناعي".
لكنه توقع "تراجعا جديدا في إجمالي الناتج الداخلي" إلى منطقة اليورو في الفصل الأول من العام الجاري مع تمديد التدابير، قبل تسجيل تحسن.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC43OCA= جزيرة ام اند امز