رغم جائحة كورونا وحرب أوكرانيا.. الإمارات والسعودية تؤمنان محدودي الدخل

في وقت يعاني فيه محدودي الدخل حول العالم جراء الحرب والجائحة، تعمل دولتا الإمارات والسعودية على تقديم الدعم الكامل للمواطنين.

وتسببت جائحة كورونا في إعاقة نمو الاقتصاد العالمي خاصة مع ظهور مشاكل سلاسل الإمداد الأمر الذي تسبب في ارتفاع أسعار النقل حول العالم وزيادة معدلات التضخم وأسعار المنتجات والسلع الرئيسية.

وفاقم من تأثير سلاسل الإمداد، العملية العسكرية التي شنتها روسيا على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، الأمر الذي أدى لارتفاع معدلات التضخم بشكل كبير وارتفاع أسعار السلع في مختلف دول العالم.

وأضر هذا الارتفاع بمحدودي الدخل ليس فقط في الدول النامية بل أيضا في الدول المتقدمة.

مسيرة دعم المواطن الإماراتي مستمرة.. قرارات مرنة وتنافسية

وتعاني ألمانيا (أكبر اقتصاد أوروبي) من تزايد أعداد الطوابير على بنوك الطعام لديها بلغت نحو 150% في بعض الولايات هناك.

برنامج إماراتي لمحدودي الدخل

واستبقت دولة الإمارات والسعودية هذا الأمر باتخاذ عدد من الخطوات من أجل حماية محدودي الدخل لديها.

ففي دولة الإمارات وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بإعادة هيكلة "برنامج الدعم الاجتماعي لمحدودي الدخل" ليصبح برنامجًا متكاملًا بمبلغ 28 مليار درهم.

وبذلك يرتفع مخصص الدعم الاجتماعي السنوي من 2.7 مليار إلى 5 مليارات درهم، انطلاقا من حرص القيادة على توفير سبل العيش الكريم لأبناء الوطن من ذوي الدخل المحدود في كل أرجاء دولة الإمارات.

ويجسد توجيه رئيس دولة الإمارات بتقديم هذا الدعم -من خلال البرنامج الاجتماعي الأشمل الذي يرفع الميزانية من 14 مليار درهم إلى 28 مليار درهم- حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على توفير مختلف سبل الدعم للأسر المواطنة والمواطنين ذوي الدخل المحدود تعزيزاً للاستقرار الأسري وبما يتماشى مع منظومة الرفاه المجتمعي وجودة الحياة التي تحرص دولة الإمارات على إرساء دعائمها وترسيخ مقوماتها لمواطنيها.

وتشمل توسعة مخصصات الدعم زيادة المزايا القائمة واستحداث مزايا جديدة تهدف إلى التخفيف من أثر تضخم أسعار المواد الغذائية وارتفاع تكاليف الوقود والطاقة للأسر.

ويغطى برنامج الدعم من خلال وزارة تنمية المجتمع، مختلف المحاور الأساسية للأسر المواطنة ذات الدخل المحدود بما يشمل علاوة رب الأسرة وعلاوة الزوجة وعلاوة الأبناء، والدعم المالي المخصص للسكن، والاحتياجات الأساسية مثل المواد الغذائية والماء والكهرباء والوقود، إضافة إلى الدعم المالي المؤقت للمواطنين العاطلين الباحثين عن العمل، والمواطنين العاطلين عن العمل فوق سن 45.

وتهدف المخصصات الأربعة الجديدة؛ إلى تمكين الأسر الإماراتية محدودة الدخل من الحصول على المسكن الملائم، وتشجيع الأبناء المتفوقين على الالتحاق بالجامعة، ودعم كبار السن من المواطنين.

مخصص سكن

وعلى صعيد المخصصات الجديدة، فقد تقرر منح مخصص سكن بقيمة تصل إلى 2500 درهم شهريا، ومخصص التعليم الجامعي بقيمة 3200 شهريا للطلاب المتفوقين ومخصص المتعطل الباحث عن العمل بقيمة 5000 درهم على مدار 6 أشهر ومخصص من لا يعمل ممن يتجاوز عمره الـ45 عاما بقيمة تصل إلى 5000 درهم شهريا.

أما زيادة العلاوات فشملت زيادة علاوة رب الأسرة مع سنوات الخبرة لتصل إلى 13 ألف درهم، وزيادة علاوة الزوجة لتصل إلى 3500 درهم شهريًا، وزيادة علاوة الأبناء لتصل إلى 2400 درهم للابن الأول، و1600 درهم للابن الثاني والثالث، و800 درهم للابن الرابع فأكثر، وفقا لوكالة أنباء الإمارات.

وبشأن علاوات بدل التضخم فقد شملت علاوة الوقود وهي عبارة عن دعم شهري بقيمة 85% من زيادة سعر الوقود عن 2.1 درهم للتر، وعلاوة الكهرباء والماء وهي دعم شهري للكهرباء بقيمة 50% لاستهلاك أقل من 4000 كيلو وات، ودعم شهري للمياه بقيمة 50% لاستهلاك أقل من 26 ألف غالون شهريا، وعلاوة المواد الغذائية التي تعادل 75% من قيمة التضخم في أسعار المواد الغذائية.

وأوضحت وزارة تنمية المجتمع في دولة الإمارات أنه سيتم بدء صرف المخصصات في شهر سبتمبر 2022، لافتة إلى أن المساعدة الاجتماعية ستكون عبارة عن مبالغ مالية تصرف للمستحقين من ذوي الدخل المحدود بحسب الشروط والأحكام، وأن شروط الاستحقاق تحدد بحسب الحالة الاجتماعية.

قروض ميسرة

يأتي هذا في وقت وقعت وزارة الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات في 5 يوليو/تموز 2022، ممثلة ببرنامج الشيخ زايد للإسكان، مذكرة تفاهم مشتركة مع 4 بنوك ومصارف وطنية، وهي بنك أبوظبي الأول، وبنك الإمارات دبي الوطني إضافة إلى بنك دبي الإسلامي، ومصرف أبو ظبي الإسلامي، والتي بموجبها سيتم تمويل القروض السكنية، في إطار تنفيذ السياسة الإسكانية الجديدة التي اعتمدها مجلس الوزراء لتمويل قروض برامج الإسكان الحكومي -باهتمام القيادة الرشيدة، بتوفير حياة كريمة لأبناء الإمارات، وبكل ما يحقق لهم العيش الكريم بوصفهم أولويّة قصوى.

كما سيتم خلال العام الجاري 2022 استهداف الإعلان عن 3 آلاف اسم من المستفيدين من القروض السكنية، بمعدل 500 قرار سكني شهرياً. وتشمل السياسة الإسكانية الجديدة 500 قرار بقيمة 400 مليون درهم.

وقد تم إخطار المستفيدين من الدفعة الأولى من خلال رسائل نصية لإفادتهم بصدور القرارات، للبدء في الإجراءات، من خلال اختيار أحد البنوك والمصارف الوطنية الـ 4 الداعمة للسياسة الإسكانية الجديدة.

وفي يوم الخميس الموافق 7 يوليو/تموز 2022، اعتمدت دولة الإمارات قروضًا سكنية لمواطنيها بقيمة 2.4 مليار درهم خلال الستة أشهر القادمة، بواقع 500 مستفيد شهريًا.

كما تستهدف حكومة دولة الإمارات إنجاز 13 ألف منزل من برنامج زايد للإسكان خلال السنوات المقبلة.

السعودية تخصص 20 مليار ريال

وفي السعودية وافق العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود قبل عدة أيام، على تخصيص 20 مليار ريال (5.33 مليار دولار) لمواجهة تداعيات ارتفاع الأسعار العالمية.

وقالت وكالة الأنباء السعودية، انطلاقاً من حرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بأبنائه من المواطنين والمواطنات في سبيل حماية الأسر المستحقة من تداعيات الآثار المُترتبة على ارتفاعات الأسعار العالمية، وبناءً على ما رفعه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية على ضوء دراسة مجلس الشؤون الاقتصادية برئاسته لتطورات الأوضاع الاقتصادية في العالم، صدر أمر ملكي كريم بالموافقة على تخصيص دعم مالي بمبلغ (20) مليار ريال لمواجهة تداعيات ارتفاع الأسعار عالمياً.

• حساب المواطن السعودي.. زيادة "كبيرة" في الدعم المخصص لشهر يوليو
  

وتمثل توزيع هذا المبلغ كالتالي: 10.4 مليار ريال كتحويلات نقدية مباشرة لدعم مستفيدي الضمان الاجتماعي، وبرنامج حساب المواطن، وبرنامج دعم صغار مربي الماشية، على أن يخصص بقية المبلغ لزيادة المخزونات الاستراتيجية للمواد الأساسية والتأكد من توفرها.

وتضمن أمر خادم الحرمين الشريفين التالي:

أولاً: تخصيص مبلغ (ملياري) ريال لصرف معاش إضافي لمرة واحدة لمستحقي الضمان الاجتماعي للعام المالي الحالي 1443-1444هـ، 2022م.

ثانياً: إعادة فتح التسجيل ببرنامج حساب المواطن وفق الضوابط المعلنة مسبقاً.

ثالثاً: تخصيص مبلغ (ثمانية مليارات) ريال كدعم مالي إضافي للمستفيدين من برنامج حساب المواطن لنهاية العام المالي الحالي وفق الضوابط المعلنة مسبقاً.

رابعاً: تخصيص مبلغ (408 ملايين) ريال كدعم مالي لمستفيدي برنامج صغار مربي الماشية.

زيادة كبيرة في حساب المواطن

كما قام برنامج حساب المواطن السعودي، قبل يومين بإيداع مخصص دعم شهر يوليو/تموز للمستفيدين المكتملة طلباتهم والمستوفين لمعايير الاستحقاق في الدفعة الـ56.

وجاءت عملية الإيداع بعد تطبيق الضوابط الجديدة والمتضمنة إعادة فتح التسجيل في البرنامج وتقديم دعم إضافي للمستفيدين بمبلغ ثمانية مليارات ريال حتى نهاية العام المالي الحالي 2022.

وأوضح مدير عام التواصل لبرنامج حساب المواطن عبدالله الهاجري أن زيادة الدعم للمستفيدين وصلت إلى 73% مقارنة بالدفعات السابقة، ليبلغ إجمالي الدعم لدفعة شهر يوليو/تموز الجاري بعد الدعم الإضافي أكثر من 3.1 مليار ريال .

وبلغ عدد المستفيدين المستوفين لمعايير الاستحقاق في هذه الدفعة أكثر من 10.2 مليون مستفيد وتابع، وبلغ إجمالي التعويضات المدفوعة بأثر رجعي عن الدفعة السابقة قرابة 25 مليون ريال، ليصبح إجمالي ما دفعه البرنامـج للمستفيدين منذ إطلاقه أكثر من 123 مليار ريال منها مليار وسبعين مليون ريال تعويضات عن دفعات سابقة.

وأكد الهاجري أن 76% من المستفيدين تحصلوا على الدعم في هذه الدفعة، وبلغ متوسط دعم الأسرة الواحدة 1919 ريالا، مقارنة بمتوسط دعم الدفعة السابقة البالغ 1067 ريالا، فيما بلغ عدد أرباب الأسر أكثر من 1.9 مليون رب أسرة مشكلين ما نسبته 94% بينما بلغ عدد التابعين 8.1 مليون مستفيد، وبلغ عدد المستقلين المستوفين لمعايير الاستحقاق أكثر من 116 ألف مستفيد، بنسبة 6% من إجمالي المستفيدين الرئيسيين.

وأشار الهاجري إلى أن أكثر من 80% من إجمالي المستقلين تحصلوا على الاستحقاق الكامل، والذي بلغ 720 ريالا مقارنة بالدفعة السابقة والبالغ 417 ريالا.