صاروخ باليستي "كاذب".. تفاصيل ليلة رعب بجزر الهاواي
خطأ بشري قلب هاواي التي تضم جزرًا خلابة رأسًا على عقب
"صاروخ باليستي يهدد هاواي، احتموا على الفور في الملاجئ، الأمر ليس تدريباً".. إنذار خاطئ تلقاه سكان ولاية هاواي الأمريكية السبت الماضي، جعلهم يمضون ليلة رعب حقيقية.
وفي الواقع فإن هلع سكان الجزيرة الواقعة في المحيط الهادي، لم ينبع من الرسالة فقط، وإنما من السياق الذي وردت فيه، حيث سبق لكوريا الشمالية وأن هددت، في أكثر من مناسبة، باستهدافها بصواريخها.
- لأول مرة منذ الحرب الباردة.. "هاواي" تختبر صافرات الإنذار النووي
- كيف تنجو من الانفجار النووي؟ كوريا الجنوبية تنصح سكانها
جوسلين أزبيل، استيقظت ليلتها من نومها في فندق بجزيرة ماوي في هاواي، وأسرعت نحو قبو الفندق لتتخذ منه ملجأ من الصاروخ الباليستي المقبل.
وتصف الفتاة العشرينية لشبكة "سي إن إن" الأمريكية لحظات الرعب التي عاشتها الولاية بسبب الإنذار الخاطئ.
إزبيل (24 عاما) قالت إن ما يدور بالذهن في ذلك الوقت هو ما إن كانوا سيموتون، وما إن كان هناك بالفعل صاروخ يتجه نحوهم، أم أن الأمر كان مجرد اختبار.
"لم نعرف حقا"، تضيف، فقبل دقائق من هذا المشهد كانت قد تلقت تنبيها على هاتفها يقول "تهديد بقدوم صاروخ باليستي صوب هاواي، ابحث عن مأوى على الفور، هذا ليس تدريبا".
خطأ بشري قلب هاواي التي تضم جزراً خلابة رأساً على عقب، وأوضح حاكم الولاية، ديفيد إيج، أن ما حدث كان خطأ وقع أثناء إجراء يحدث عند تغيير مناوبة العمل، وضغط الموظف على الزر الخطأ.
غير أن ذلك الخطأ قلب هاواي رأساً على عقب، وسادت حالة من الذعر والارتباك، ورافق موظفو الفندق إزبيل والمئات من النزلاء إلى القبو.
إزبيل لفتت إلى أنهم انتظروا 20 دقيقة، بدت أطول من دهر، قبل إبلاغهم بأن التنبيه كان إنذاراً كاذباً وأن لهم الحرية في استئناف يومهم، ما منحها شعوراً بارتياح لم تجد له وصفاً يعبّر عنه.
كانت لحظات رعب حقيقية فاصلة بين لحظة الحياة والموت، حيث توقفت عقارب الساعة لوهلة، وخُيل للجميع أن الموت قادم في أي لحظة، حتى أن الجميع فقد القدرة على التعقيب أو الحديث.
وفي حال أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً صوب هاواي، سيكون أمام سكان الجزر البالغ عددهم 1.4 مليون، إشعار قبل نحو 20 دقيقة من بلوغ الصاروخ إليهم.
وبدأت وكالة إدارة الطوارئ في الولاية اختبار نظام صافرات الإنذار النووي، وقيل لسكان هاواي إن أفضل حل هو البقاء بالداخل واللجوء إلى مكان حتى يصبح الوضع آمناً للمغادرة.
ولكن العديد من الموجودين في الجزر ليسوا مواطنين، وإنما سياح عابرون ليس لديهم خبرة في الاستعداد لهجوم صاروخ باليستي.
الزوار يتساءلون: إلى أين نذهب؟
تخدم كينياتا هاينز في البحرية الأمريكية، وكانت قد انتقلت إلى هاواي منذ 3 أسابيع فقط للدراسة، وقالت إنها كانت تغسل شعرها عندما تلقت التنبيه، فقفزت لتقرأ الرسالة، وحاولت التواصل مع صديقها الذي كان متمركزًا بالفعل في الميناء العسكري "بيرل هاربر".
وقالت هاينز إنه في تلك اللحظة لم يتمكن هاتفها من إجراء المكالمة ما جعل الموقف أكثر إجهاداً، وأوضحت أنها لم تكن تمتلك أدنى فكرة حول ما ينبغي أن تكون عليه خطوتها التالية، لذلك التقت بجيرانها الذين قضوا وقتاً في المنطقة أكثر منها.
وأشارت إلى أنها حاولت هي وجيرانها معرفة ما إن كانوا سيذهبون مستخدمين السيارة أم يركضون إلى أقرب مأوى، مضيفة أنها كانت ممنونة أن جيرانها كانوا من المحليين ويعرفون ما يجب القيام به، لأن السياح ممن كانوا يزورون هاواي فقط لن يعرفوا إلى أين يذهبون أو ماذا يفعلون.
دموع المصطافين
يزور عدنان ميسوالا، حي وايكيكي بالجزيرة حاليا مع أسرته، وقال إنهم في ذلك الصباح كانوا يستعدون للذهاب إلى الشاطئ، وكانت الأسرة معا عندما تلقوا التنبيه، ما آثار الرعب والصدمة في نفوسهم.
الأسرة كانت تقطن في الطابق 36 بأحد الفنادق، وطلبت إدارته من النزلاء البقاء بالداخل.
ميسوالا يصف الموقف بقوله: "كانت زوجتي تبكي ولم نعرف ماذا نفعل"، قبل أن يصل والده كوتوب، ويعلق قائلا: "مع البيئة السياسية الجديدة، أعتقد حقا أن هذا الأمر جدي".
ونشرت شبكة "إيه بي سي نت" الأسترالية، لقطات فيديو قالت إنها من تطبيق "سناب شات" تُظهر رجلا يخبر طفلة للقفز إلى حفرة عقب الإنذار الخاطئ.