"مسعفون".. مشروع صحي لإنقاذ الأرواح في عدن اليمنية
في محاولة لتجاوز قلة الإمكانيات وضعف التجهيزات الطبية بمستشفيات مدينة عدن جنوب اليمن، جاءت فكرة توحيد الجهود لتحسين الخدمات الصحية في المدينة.
وظهرت مؤخرا منظمة عالمية، هي منظمة "مسعفون" الدولية، التي تتركز مهمتها في تسهيل عملية نقل المرضى بين المستشفيات الحكومية والخاصة داخل إطار مدينة عدن.
وبدأت فكرة مشروع "مسعفون" بسبب رفض عدد من المستشفيات استقبال الحالات الحرجة والطارئة، نتيجة ضعف إمكانياتها أو افتقارها لعدد كافٍ من السرائر والتجهيزات.
الفكرة التي تعمل عليها المنظمة تقوم على تأسيس شبكة تواصل بين مستشفيات عدن كافة، بالإضافة إلى تخصيص رقم هاتفي ساخن موحد يكون في متناول المواطنين والمرضى.
أسطول لإسعاف المرضى
كما يعتمد المشروع، حسب منظميه، على توفير أسطول من سيارات الإسعاف مستعد للانطلاق الفوري عندما يتم استدعاؤه من قبل المواطنين والمرضى إلى أماكن سكنهم أو مواقع الحوادث.
وعندها تنطلق سيارات الإسعاف هذه، وهي مجهزة بكافة الإمكانيات الطبية والصحية، وتضم طبيبا أو ممرضا يستطيع تشخيص الحالة مبدئيا، والتوجه بها نحو المستشفى أو المركز الصحي المناسب.
وفي حال عدم قدرة المستشفى أو المركز الصحي على استقبال الحالة، يتم التواصل عبر شبكة المستشفيات للبحث عن مستشفى قادر على استقبال الحالة ومعالجتها.
وترجع عدم قدرة بعض المستشفيات استقبال بعض الحالات إما لعدم توفر أسرّة مجهزة، وإما لقلة الإمكانيات والكوادر الطبية المختصة، أو غيرها من الأسباب.
إنقاذ فوري
المشروع يقوم على أساس احترام الإنسان، وعدم تعرضه للرفض من قبل بعض المستشفيات، بناء على قاعدة بيانات بالمستشفيات أو المراكز التي تتوفر الخدمات فيها الصحية وفق طبيعة الحالة.
كما يقدم خدمة إنقاذ حياة المرضى، خاصة للحالات الطارئة، وسرعة نقلها للمراكز المختصة، مع إمكانية تقديم الإسعافات الأولية في سيارات الإسعاف المجهزة حتى تستقر الحالة وهي في طريقها نحو المستشفى.
اللافت في فكرة المشروع أنها عملت على جمع المستشفيات الخاصة بالحكومية، الأمر الذي أعطى بعدا إنسانيا للمشروع، يتمثل في "إنقاذ الأرواح"، بعيدا عن أي أرباح قد تسعى إليها المستشفيات الأهلية.
تنظيم عملية التواصل
وفي هذا الشأن، يؤكد القائم بأعمال رئيس هيئة مستشفى الجمهورية النموذجي العام بعدن الدكتور سالم الشبحي، أهمية المشروع.
الدكتور الشبحي قال لـ"العين الإخبارية" إن المشروع يعمل على التواصل بين المستشفيات لنقل المرضى والمصابين من مستشفى إلى آخر، عبر مراكز وغرف عمليات في كل مستشفى من المستشفيات الحكومية والخاصة، داعيا إلى استخدام تقنيات اتصال مناسبة وأكثر فاعلية، مثل "الراديو فون"، تكون موجودة في سيارات الإسعاف والمراكز الصحية في المستشفيات لتفعيل عملية التواصل.
وأشار الشبحي إلى أهمية أن يكون هناك أكثر من شخص مسؤول في كل مستشفى، أو على الأقل مطلع وملم بعمل تفاصيل المشروع وحركة سيارات الإسعاف.
واقترح أن يكون هذا الشخص المسؤول من المدراء المناوبين في مراكز الطوارئ، بالإضافة إلى الأطباء أو الممرضين في أقسام الطوارئ بالمستشفيات.