سياحة باريسية.. ليلة فاخرة في شارع الشانزلزيه وفندق "لو فوكيت"
شارع الشانزلزيه في باريس، تأسس عام 1667 على يد المعماري أندريه لو نوتر لملك فرنسا لويس الرابع عشر.
شارع الشانزليزيه، الاسم وحده كفيل بإبهارك، وعلى الرغم منح الاسم إلى شوارع عديدة فإنها لا تقارن بشارع الشانزلزيه الأصلي في باريس، الذي تأسس عام 1667 على يد المعماري أندريه لو نوتر لملك فرنسا لويس الرابع عشر.
وبمرور الأعوام أصبح "الشانزليزيه" واحداً من أشهر الشوارع في العالم وأكثرها أناقة، ولم لا؟! فقد نجا الشارع من الثورة الفرنسية وحرب أهلية وحشود السياح الذين يسحقون أرصفته كل يوم.
وبامتداد شارع الشانزليزيه على ناصية جورج الخامس، يقع فندق "لو فوكيت" أشهر فنادق المنطقة، الذي كان مصنع "بيرة" فرنسية في البداية، وافتتح عام 1899 على يد لويس فوكيت، ثم تحول إلى ملجأ رومانسي للعشاق والمشاهير من الفنانين والسياسيين بسرعة كبيرة، وحتى الآن يلعب "لوفوكيت" دور المضيف في حفل عشاء جوائز سيزار السنوية، حتى أن الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي احتفل بفوزه بالانتخابات عام 2007 بين أركان الفندق، ليس هو وحسب فقائمة المشاهير الذي استضافهم الفندق تطول لتشمل الممثل الأمريكية كيانو ريفز بطل سلسلة "ماتريكس" والموسيقي فرانك سيناترا والممثلة صوفيا لورين.
نظرة داخل فندق باريير لو فوكيت
عام 2006 افتتحت مجموعة "باريير" فندق "باريير لو فوكيت" في باريس، بعد أن تم تجديد المبنى على يد المهندس المعماري إدوارد فرانسوا ومهندس الديكور جاك غارسيا، كما أنه يخضع حالياً لمجموعة أخرى من التجديدات، وهو ما يمكنك استشعاره من خلال نسمات الهواء المنعشة داخل الغرف، واللوحات الحديثة هادئة الألوان، على عكس الثراء التقليدي في الطبقة السفلية للفندق الواضح في خشب الماهوجني والنحاس والمخمل الأحمر الموجودين في كل مكان.
وبمجرد أن تطأ قدماك فندق "لو فوكيت" ستجد نفسك في عالم غاية في الأناقة والرفاهية، فالمنظر من على سطح الفندق هو الأفضل في باريس، وهناك سببان لكون المنظر من هناك أفضل حتى من مثيله في برج إيفل، الأول هو منظر قوس النصر في منتصف جادة 12، والذي يخلق مشهداً متكاملاً يطل على الواجهات البيضاء الشهيرة لمنازل باريس، والثاني هو أن بإمكانك أن ترى برج إيفل من مكانك، في حين لا يمكنك أن ترى البرج لو كنت تقف فيه بالفعل!
تناول العشاء في مطعم "لو جوي" في الفندق، هو تجربة فرنسية خالصة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولو كنت ترغب في عيش التجربة كاملة عليك بتناول القواقع بالثوم، أو "ستيك" مع صوص الشانزليزيه، أو ربما بإمكانك تجربة المحار من فرير بيسون، وكل هذه الوجبات لذيذة المذاق، وما يزيد من أهمية الفندق هو أنه على بعد نصف ساعة مشي فقط من برج إيفل.
وأثناء زيارتك، لا يجب أن تفوت رؤية كنيسة سانت شابيل التي تم بناؤها في الفترة من 1242 إلى 1248 في عهد لويس التاسع، الذي استخدمها لحفظ المقتنيات المسيحية، إلا أن هذه التحفة القوطية دمرت أثناء الثورة الفرنسية، وأصبحت مكاتب إدارية للمسؤولين إلى أن تم استعادتها في عام 1836، وأصبحت واحدة من عجائب أوروبا، ورمز للمعمار القوطي وبناء زجاجي ليس له مثيل.
وهناك طرق كثيرة كي تنهي بها سهرتك في باريس، لكن لو كنت تشعر براحة أكبر في البقاء في الفندق، يتيح لك "لو فوكيت" فرصة الاسترخاء في حديقة خاصة وسرية قريبة من مطعم "لو جوي" في الطابق الأرضي، وهناك بإمكانك الاستمتاع بالهدوء في منطقة من أكثر المناطق ازدحاماً في باريس، وبعبق الجو الباريسي الذي يمكنك أن تلمسه في كل ركن من أركان الفندق.