باريس تحت تهديد العملات المشفرة.. تفكيك شبكة خطف استهدفت مستثمرين

في قلب العاصمة الفرنسية، وبينما تبدو الشوارع هادئة، كانت تُنسَج خيوط جريمة مرعبة هزت أوساط العملات المشفرة، لم تكن ضحايا هذه العصابة سوى شخصيات بارزة في عالم الكريبتو وأفراد من عائلاتهم.
دفع ذلك السلطات الفرنسية إلى أن تضرب بقوة، بإلقاء القبض على 16 مشتبهاً بهم، بعد محاولة خطف جريئة لابنة رجل أعمال في وضح النهار. وتفتح التحقيقات المكثفة الباب أمام أسئلة أكبر: من هو العقل المدبر؟ وهل نحن أمام موجة جديدة من جرائم الكريبتو المنظمة في فرنسا؟
وذكرت محطة "تي إف 1" الفرنسية، أن الخناق يشتد على المجموعة التي يُشتبه في تورطها بمحاولة خطف طالت شخصيات من عالم العملات المشفرة في باريس.
وأوضحت أن فرقة مكافحة العصابات التابعة للشرطة الفرنسية قد أوقفت حوالي 16 مشتبهاً بهم، من بينهم عدد من القاصرين، جميعهم يُعتقد أنهم على صلة بمحاولة اختطاف جرت وسط العاصمة الفرنسية قبل أسبوعين.
ووفقاً للمحطة الفرنسية فإن العملية استهدفت تحديداً ابنة رجل أعمال معروف في مجال العملات الرقمية المشفرة، وشارك فيها رجال مقنّعون ظهروا في وضح النهار.
وأظهرت التحقيقات أن المتورطين أدّوا أدواراً متنوعة: من الخاطفين إلى الحراس والسائقين، فيما يشبه “فريق تنفيذ” مجند عبر الإنترنت.
- ترامب يضغط وأوروبا تستجيب.. خطط لتحويل استثمارات الشركات إلى أمريكا
- إثيوبيا تُطلق سياسة وطنية للمياه والطاقة.. خارطة طريق لعقدين
من يقف وراء هذه الشبكة؟
تشير الأدلة إلى أن كل فرد في هذه الشبكة استجاب لإعلان إجرامي نُشر على منصات التواصل، مقابل مبلغ يقدّر بنحو 5 آلاف يورو.
لكن المحققين يسعون الآن لمعرفة من هو "الآمر الناهي" الحقيقي؟ هل هو نفس الشخص الذي أمر باختطاف والد مستثمر في العملات المشفرة في الدائرة 14 بباريس قبل عشرة أيام؟
يومها، أُلقي القبض على 6 رجال يُشتبه في احتجازهم الضحية داخل منزل بالضواحي وقطعهم إصبعه. هناك تشابه كبير في الأسلوب، وطريقة التوظيف، بل حتى في نوعية المنفذين القابلين للاستبدال.
ولا تستبعد السلطات الفرنسية أيضاً وجود صلة بين هذه العصابات وجرائم أخرى. ففي يناير/كانون الثاني، تم احتجاز رجل أعمال وشريكته في منطقة شير، حيث تعرّض هو أيضاً لبتر إصبعه.
وفي ديسمبر/كانون الأول الذي سبقه، تعرّضت زوجة رجل أعمال بلجيكي للاختطاف، وكان الزوجان نشطين جداً على وسائل التواصل الاجتماعي.
اليوم، أصبح مستثمرو العملات المشفرة أكثر حذراً، ويسعون لإخفاء أي خيط قد يؤدي إلى تحديد هويتهم.
من جانبه، قال سيباستيان مارتن، رئيس شركة الأمن السيبراني Raid Square: "قد تكون المعلومات التي تفضحهم مجرد عنوان يظهر في منشور قديم، أو رقم هاتف، أو حتى نمط حياة كأن يتردد الشخص على نفس المكان للجري. والعصابات تراقب هذه التفاصيل لتنفّذ هجماتها".
أما المتهمون في محاولة الاختطاف التي وقعت في الدائرة 11 بباريس، فقد يواجهون تحقيقات مطولة تصل مدة الحجز فيها إلى 96 ساعة، في وقت تتوسع فيه التحقيقات لتشمل شبكات إجرامية أكثر تعقيداً في عالم الكريبتو الغامض.