اليوم يستعيد العراق أو يستعاد العراق بشكل تدريجي من محاولات السيطرة الإيرانية
بعيداً عن المصطلحات والمعاني غير الدقيقة للعروبة فإن اليقظة العربية تتفوق بشكل تدريجي على المشروع الإيراني في العراق الذي تعرض للسقوط في عام 2003 على يد القوات الأمريكية، وما زالت الأسئلة المهمة حتى اليوم لم يتم الإجابة عنها لماذا غزت أمريكا العراق مع كل المعارضات العربية لهذه الأفعال.
منذ اللحظات الأولى للدخول الأمريكي إلى العراق والأسئلة تتراكم حول الكيفية التي سمحت لإيران بالتوغل في العمق العراقي وكانت المحاولات الإيرانية تستهدف إحكام السيطرة على العراق بكل مفاصله.
المحاولات الإيرانية للغوص في العراق نجحت بشكل مؤقت ولكنها لم تستطع ولن تستطيع الصمود مع أقل قدر من اليقظة لعروبة العراق الذي يشكل واحداً من أهم الدول العربية اقتصادياً وسياسياً وتاريخياً.
الحقيقة الكبرى أمام إيران أن معوقات الاندماج الإيراني في العراق أكبر من أن تجعل إيران تصمد فهناك معوقات عرقية ولغوية وجغرافية وجيوسياسية، ولذلك فإن اليقظة العربية في العراق حتى وإن كانت صغيرة إلا أنها تستطيع أن تغير الكثير من أوراق اللعبة لصالح الشعب العراقي الذي يعاني الكثير من المشكلات التي خلقها مأجورون لصالح النظام الإيراني في فترات متعددة في المسار السياسي العراقي.
المحاولات الإيرانية للغوص في العراق نجحت بشكل مؤقت ولكنها لم تستطع ولن تستطيع الصمود مع أقل قدر من اليقظة لعروبة العراق الذي يشكل واحداً من أهم الدول العربية اقتصادياً وسياسياً وتاريخياً.
ولذلك فإن الدم العراقي دم عربي وسوف يستمر مع كل محاولات إيران فرض الطريقة الصفوية في احتلال العراق من جديد، فكما هو معروف أنه في عام 1508م احتل الشاه إسماعيل الصفوي العراق إلى درجة أنه تم فرض اللغة الفارسية في بغداد بشكل كبير، ومع كل ذلك لم تستطع القومية الفارسية أن تفرض نفسها أو لغتها على عروبة العراق، فعمق العراق تاريخياً شكّل عنصراً مهماً من عناصر المقاومة الطبيعية لكل احتلال يمكن أن يتعرض له العراق.
تاريخ العراق شكّل مرحلة عسر هضم بالنسبة للكثير من القوى التي حاولت الدخول إلى العراق أو السيطرة عليه، ولذلك فإن ما حدث في عام 2003 م واستعجال إيران في محاولة تغيير الواقع كان هدفه محاولة إعادة تاريخ قديم فشل في الاستقرار في العراق وتحقيق النتائج، الحقيقة التاريخية التي شكّلت العراق وعروبته يمكنها العودة وبشكل مباشر وسريع، ولعل ما نشهده اليوم في العراق من مؤشرات إيجابية للتخلص من التدخلات الإيرانية يثبت لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن العراق سيظل عسير الهضم على كل المحاولات لإخضاعه خارج منظومته العربية.
اليوم يستعيد العراق أو يستعاد العراق بشكل تدريجي من محاولات السيطرة الإيرانية التي عجزت الصمود ولو لفترة بسيطة أمام تحولات جذرية في المسار العراقي حدثت أثناء الانتخابات البرلمانية في العراق، وهذا ما يثبت أن المشروع الإيراني في العراق يتم طرده عبر ورقة التاريخ ولن يكون ذلك في العراق فقط بل سوف نشهد خلال الأشهر المقبلة تصحيحاً للأخطاء التي حدثت في المنطقة وكانت إيران سببها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة