انتخابات أوروبا.. خريف الأحزاب الكبرى يضرب القارة العجوز

عام 2017 يحمل الكثير من المفاجئات للقارة العجوز، أوروبا والتي تعاني من شبح التفكك تشهد عملية تراجع حاد للأحزاب الكبرى
يبدو أن عام 2017 يحمل الكثير من المفاجئات للأوساط السياسية داخل القارة العجوز، أوروبا والتي تعاني من شبح التفكك من جانب، والإرهاب من جانب آخر، حيث شهدت تراجعا حادا للأحزاب الكبرى،في ظل صعود حركات سياسية جديدة.
فرنسا
تلقت الأحزاب الفرنسية الرئيسية ضربة موجعه بعد فوز الرئيس الشاب بتذكرة الدخول لقصر الإليزيه لمدة 5 سنوات، ضربة قوية جعلت أحزاب فرنسا ترتيب نفسها من جديد للفوز بأغلبية برلمانية، ولكنها فشلت أيضاً ونجح الشاب بحركته السياسية الوليدة "الجمهورية إلى الأمام"، الأمر الذي سيتيح له على الأرجح الحصول على أغلبية ساحقة في الجمعية الوطنية خلال الدورة الثانية الأحد المقبل.
وأظهرت النتائج الرسمية النهائية للدورة الأولى حصول ماكرون على 32,32% من الأصوات، يليهم اليمين بـ21,56%، ومني الحزب الاشتراكي بخسارة كبرى إذ حصل على 9,51 بالمئة بحسب النتائج الرسمية النهائية، هزيمة مدوية بالمقارنة مع الانتخابات السابقة في 2012 والتي منحت الحزب يومها الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية.
بهذه النتائج يعاني الحزب الاشتراكي من الموت الوشيك لمعسكره السياسي، أما اليمين والذي زاد الفارق بينه وبين حركة الرئيس الشاب، فقد أصيب بخسارة فادحة أخرى.
بريطانيا
لم تعان الأحزاب الفرنسية الكبرى من مرارة الهزيمة وحدها بل شاركتها نظيراتها البريطانية أيضاً، حزب المحافظين بقيادة رئيسة الوزراء تيريزا ماى ذاق من كأس الهزيمة وفشل في الحصول على أغلبية مقاعد البرلمان.
ماى التي دعت إلى انتخابات برلمانية مبكرة على أمل تدعيم موقف حكومتها المؤيد للخروج "الصعب" من الاتحاد الأوروبي قبل المفاوضات التي من المفترض أن تعقد في 19-20 مايو/أيار الجارى، خسرت رهانها وفشل حزبها في الحصول على أغلبية البرلمان، لينتهي رهانها ببرلمان معلق.
مجلس العموم، الذي يتألف من 650 مقعداً، لم يتمكن أي من الأحزاب المتنافسة من الحصول على الغالبية المطلقة فيه أي 326 مقعدا.
هولندا
الفوز العريض الذي حققه الحزب الليبرالي الهولندي في الانتخابات التشريعية، في مارس/آذار الماضي، كان من وجه نظر المحللين إيجابه واضحة للأحزاب اليمينية المتطرفة.
شهدت نتائج الانتخابات التشريعية حصول الحزب الليبرالي الذي يتزعمه مارك روتى على أغلبية الأصوات، يليه حزب الحرية المناهض للهجرة - بزعامة خيرت فيلدرز - في المركز الثاني ثم تقاسم الحزب الديمقراطي المسيحي، وحزب الخضر اليساري المركز الثالث بفارق مقعد واحد.
الرابح الأكبر هو الحزب الليبرالي المحافظ بزعامة روتى، يليه حزب اليسار الأخضر، الذي رفع بأربعة أضعاف عدد مقاعده، أما الخاسر الأكبر، فهو من دون شك حزب العمال الاجتماعي الديمقراطي الذي شغل السلطة خلال السنوات الأربع الماضية، وبهذه النتائج تبين أن الناخب لم يكن راض على سياستهم وعلى ما قدموه خلال فترة سلطتهم ولم يعرف الحزب خسارة أكبر من هذه من قبل.
وحصل حزب المحافظين على 318 خاسراً 12 مقعد مقارنه بالانتخابات السابقة، أما حزب العمال حصل على 262، وحصد 30 مقعد مقارنه بالانتخابات السابقة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTM4IA== جزيرة ام اند امز