"التحالف من أجل تونس": الإسلام السياسي دمر الدولة
اعتبر سرحان الناصري، رئيس حزب "التحالف من أجل تونس" أن سنوات حكم الإسلام السياسي في تونس اعتمدت أساسا على التدمير ممنهج للدولة التونسية في مؤسساتها وفي تقاليدها وفي ثقافتها وفي وحدة مجتمعها.
وتابع الناصري، في مقابلة مع "العين الإخبارية" إن" الإسلام السياسي الممثل في حركة النهضة بالأساس كان ينشط في السابق في السرية وكان يدعو دائما للإصلاح ويدعي أن لديه برنامجا إصلاحيا، لكن عندما وصل للسلطة وخرج للعلن اكتشفنا حقيقتهم وعشنا على وقع الإرهاب والاغتيالات السياسية وضرب المحتجين واستشراء الفساد والاعتداءات على الصحفيين والحريات وتدمير القطاع الفلاحي وثرواته".
وتابع: "اكتشفنا مؤخرا بعد فتح ملف الفساد في وزارة التربية التونسية والوظائف التي تقلدوها المعنيين بالعفو التشريعي العام من الإخوان وكيف دلسوا شهادات علمية وهذا هو الإرهاب الحقيقي لأنه يستهدف النشء".
واعترف الناصري بأن الإسلام السياسي هو أكبر كارثة حلت على تونس وهو الذي دمر المنظومة الحزبية والسياسية، إضافة إلى الأحزاب السياسية الأخرى من تيارات مختلفة والتي تحالفت معه طمعا في الحكم ولتقاسم كعكة الحكم من أجل المصالح الحزبية الضيقة.
وقال الناصري إن قيس سعيد في فترة الحملة الانتخابية ليس قيس سعيد بعد الانتخابات حيث كان في السابق شعاره "الشعب يريد" واليوم تغيرت تلك الوضعية وأصبح شعاره هو "الشعب صاحب السيادة"
تونس جديدة خالية من الفساد
أكد الناصري في حواره مع "العين الإخبارية" أن الرئيس يتحدث عن تونس جديدة خالية من الفساد وهناك العديد من الأشخاص يتكلمون الآن على لسان الرئيس التونسي حتى يشوهوا مشروعه السياسي النبيل الذي يضمن للدولة التونسية منوالا تنمويا سليما ويضمن اللامركزية ويحقق للتونسيين تقاسم ثروات البلاد.
واعتبر أن المرحلة الجديدة انطلقت في 25 يوليو/تموز وتواصلت في 22 سبتمبر/أيلول ومازالت المراحل القادمة ستكون إيجابية على المشهد السياسي والتنموي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي.
وبخصوص الهيئات المانحة للبلاد والهيئات الأممية والأطراف الأجنبية، يرى الناصري أنه من حقهم أن يطالبوا بعديد المسارات الدستورية في تونس وأن يطالبوا بعودة البرلمان لكن هذا يعتبر من المغالطات لأنهم يتحدثون عن البرلمان كمؤسسة وكعماد في الدولة التونسية ولا يتحدثون عن منظومة البرلمان الذي تشكل سنة 2019 بعد الانتخابات التشريعية.
و تابع: "لكن العيب ليس على الأشخاص الذين أرادوا أن يسيطروا على الوضع الإعلامي والسياسي والتدخل في الشؤون الداخلية أو المس بالسيادة الوطنية ومن القرار الوطني والسيادي وإنما العيب في الشخصيات التونسية والسياسية التي شجعتهم ودعتهم إلى تونس ليتدخلوا في الشأن الوطني وكانوا مستعدين بيع أي شيء من أجل الرجوع إلى الحكم بالاستقواء بالأجنبي.
وأكد أن "هؤلاء الأشخاص يمثلون أذرعا لدى بعض القوى الدولية مثل تركيا والدول الداعمة لمسار الإسلام السياسي، وهؤلاء كان لديهم أذرع في تونس تخدم مصالحهم سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى الثروات الفلاحية والإنتاجية والثروات الطاقية في تونس وعلى التدخل في المستوى الاقليمي بين الجزائر وليبيا وفي أفريقيا جنوب الصحراء".
وتابع: "هؤلاء الأشخاص نوجه لهم تهمة الخيانة العظمى والمس بالقرار الوطني والسيادة الوطنية".
وبخصوص المنصف المرزوقي الرئيس الأسبق الذي طلب من فرنسا التدخل، قال الناصري إن المرزوقي لم يكن شخصا فقط بل هو عقلية تتشارك معها عديد الوجوه السياسية التي تريد اليوم أن يصوروا للتونسيين والعرب والعالم بأن تونس تعيش مرحلة خطيرة تمس من الديمقراطية وتكرس لمنظومة الاستبداد والدكتاتورية لأن هؤلاء الناس تعودوا على أن يعيشوا في هذا المناخ حيث كانوا منذ زمن حكم بورقيبة يظهروا في جبة الزعاماتية وجبة النضال.
وقال رئيس حزب "التحالف من أجل تونس": "كان من الأجدر على هؤلاء الأحزاب ترتيب بيتهم الداخلي عوض أن يتحدثوا عن الديمقراطية وضرب المنظومة الديمقراطية في تونس لأنه على مدى عشرات السنين كانوا يترأسون لأحزابهم ويمنعون ظهور وجوه جديدة حتى في الفترة الأخيرة حاولوا تقديم وجوه شبابية جديدة في شكل أمين عام لكنهم مقصيين عن الخروج في الإعلام ."
وأضاف: "كان من الأجدر أن يحترموا أنفسهم حيث أصبحنا نشك حتى في نضالاتهم وفي تزييفهم للحقائق بعد ما رأينا كيف يستهدفون استقرار تونس ووضعها السياسي الذي يعتبر أساسيا في تنمية الدولة التونسية وجلب الاستثمار وخلق الثروات "
واستطرد: "نتمنى اليوم في مشروع قيس سعيد السياسي الجديد أن يكون بمساهمة المنظمات الوطنية والأطراف السياسية والأحزاب السياسية النظيفة التي ليس لديها ملفات فساد في دائرة المحاسبات وغير متورطة في ملفات دم في تونس ليبني معهم المرحلة الجديدة حتى يكون الاستثمار مدخل الهيئات والدول المانحة في شكل استثمار يحفظ لنا كرامتنا ويبعد عنا أي شكل تسول أو استجداء لأن تونس لا تستحق ذلك لأن التونسي بكرامته ودفعنا الدم في سبيل ذلك ولا يمكن أن نقبل بأن يشوه هؤلاء السياسيون ذلك".
وزاد: "نحن جيل سياسي جديد نرفض أي جهة تريد إرجاع تلك المنظومة الفاسدة المرتكزة على منظومة الإسلام السياسي.
وعن حزبه، قال سرحان الناصري إن حزبه تأسس رسميا في فبراير/شباط 2019 بعد مشاورات كبيرة مع الشباب في جميع المحافظات وقررنا نحن كشباب أن ننتهج نهج الإصلاح ومسؤولية البناء الجديد للدولة ورفضنا الاصطفاف وراء الأحزاب التقليدية التي تتدعي الزعاماتية والتي كانت تنشط لمدة سنوات كبيرة لكنها تحالفت في العشرية الأخيرة مع الإسلام السياسي وانقلبت على مبادئها وناخبيها.
كما لاحظنا مدى التدمير الذي شهدته تونس لذلك قررنا كجيل جديد التأسيس لجمهورية ثالثة ولنظام سياسي سليم بعيد عن الفساد والإرهاب، يضيف الناصري.
وتابع: " بالرغم من أن العديد حذرونا من تأسيس هذا الحزب بحجة أن المنظومة الحزبية في البلاد أصبحت مكروهة وغير مرحب بها لكن نحن هدفنا هو البناء بتطبيق القانون وباحترامه ولا يمكن أن ننشط في العمل السياسي تحت غطاء جمعية أو منظمة او ائتلاف مجتمعي لأن مرسوم العمل السياسي يقر بالحزب السياسي ونحن نتشرف بأننا حزب سياسي منقطع عن المنظومة القديمة.
aXA6IDMuMTQ1LjcuMjUzIA== جزيرة ام اند امز