متحدثون بـ"قمة التسامح": الإمارات ترسي دعائم التعايش مع الآخرين
القمة يشارك بها ما يزيد على 3000 شخصية من أكثر من 100 دولة و70 متحدثا ومحاضرا عالميا في جلسات حوارية رئيسية وورش تفاعلية
أشاد متحدثون بالجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة، في نشر التسامح والتعايش السلمي بين الأديان حول العالم، مؤكدين أن الإمارات ترسي دعائم التعايش مع الآخرين حول العالم، وذلك خلال مشاركتهم في جلسات اليوم الثاني من فعاليات الدورة الثانية من القمة العالمية للتسامح التي تقام في دبي.
ويشارك في القمة ما يزيد على 3000 شخصية من أكثر من 100 دولة و70 متحدثا ومحاضرا عالميا في جلسات حوارية رئيسية وورش تفاعلية تركز على محور التسامح الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإعلامي.
من جانبه، قال العميد الدكتور صلاح عبيد الغول، مدير عام حماية المجتمع والوقاية من الجريمة بوزارة الداخلية الإماراتية، إن مجتمع الإمارات والحكومة عودوا الناس على النظر للحياة بإيجابية والتركيز على الصور المضيئة والمشرقة التي تعزز المحبة والتعايش، إذ انصبت الجهود في الإمارات على قيمة الأمن لتحقيق التسامح.
واستحضر الدكتور صلاح عبيد الغول مقولة للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، توضح أهمية قيم التسامح في رؤية الشيخ زايد، إذ قال "هناك مقولة ذكرها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عندما تحدث عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يشير فيها إلى أنه عندما غادر البريطانيون بلادنا بنهاية الستينيات من القرن الماضي، وإذا برجل وبهمة الرجال يسارع الخطى ويختصر المسافات، فيؤمن الخائف، ويعلم الجاهل، ويطعم الجائع، ويبني أمة، بل هو الأمة.. إنه الشيخ زايد رحمه الله".
وأشار إلى أن طموح الإمارات دائما هو أن تكون وأبناؤها رقم واحد عالميا بكل شيء، وضرب مثالا بوزارة التسامح الأولى في العالم.
وأكد العميد الدكتور صلاح عبيد الغول أن تحقيق الأمن والأمان هو الرؤية الاستراتيجية لوزارة الداخلية الإماراتية.
وأضاف "يجب أن نأخذ كل ما هو إيجابي لدى كل الديانات والطوائف والأعراق والجنسيات".
وخلال مشاركته في القمة العالمية للتسامح قال الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليف، رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السياسي في مملكة البحرين، في جلسات القمة العالمية للتسامح، إن قيادات سياسية في الإمارات والبحرين تؤمن إيمانا راسخا بالتعايش السلمي والتسامح مما يدفع للتفاؤل.
وأشار الشيخ خالد إلى أن الإمارات تواصل مسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أرسى دعائم التعايش والتسامح مع الآخرين بكل دول العالم، إذ تسعى الإمارات تحت مظلة القمة وفي مشاريع ومبادرات عديدة لتثبيت وترسيخ التعايش.
وقدم آل خليفة أمثلة عن ثقافة التسامح التي تسود بلاد الخليج إذ رسختها قيم إنسانية تمتاز بها المجتمعات في الخليج، مستشهداً بمرور 200 سنة على وجود المعبد الهندوسي؛ حيث سمحت البحرين، البلد المسلم، بتسامحها في إنشاء المعبد، إضافة لافتتاحها أول كنيسة في المنطقة عام 1998.
وروى الشيخ جمال فودة، إمام وخطيب مسجد النور بنيوزيلندا، تفاصيل العملية الإرهابية التي حدثت في مسجدنا يوم 15 مارس 2019 المروعة، الناتجة عن العنصرية والاحتقان وانعدام التسامح في فكر بعض الأفراد، حيث قال "رأيت بأم عيني شخصا ينتابه الغضب ويرفع السلاح بوجه المصلين، حيث قال أحدهم للمهاجم ارحمني يا أخي". وأضاف "المصلون بالمسجد في نيوزيلندا كانوا يتساقطون بسبب شخص قلبه مليء بالكره ومغسول بالحقد".
ووصف فودة نيوزيلندا بـ"أرض السلام" التي أظهرت للعالم كيف يكون التسامح، وسلط الضوء على تعامل رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن في ذلك الموقف الصعب والصادم للشعب والحكومة، إذ ”قدمت نموذجا يحتذى به للقائد العظيم والحكيم في أحلك الأوقات" حسب تعبيره.
وأشاد جمال فودة بموقف القادة المسلمين المشرف والداعم لنيوزيلندا ولقيم التعايش الإنسانية.
وسلط جمال فودة الضوء على أهمية تعزيز قيم التسامح في سن مبكرة لدى الأطفال، وقال "تعلمت في الأزهر عندما كنت صغيرا أن القرآن وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام يدعواننا إلى المحبة والتعايش والتسامح والمساواة".
وقال فيكتور تشان، مؤسس مركز الدالاي لاما للسلام والتعليم في كندا "لم أكن أعرف الكثير عن المسلمين، في بداية عمري، وبعد جولتي لـ3 سنوات حول العالم كانت الدول الإسلامية التي زرتها هي الأفضل لدي، مثل أفغانستان التي قابلت فيها أكثر الأشخاص تسامحا، وكذلك في المغرب قضيت أوقاتا مميزة بالتعرف على المسلمين وثقافتهم".
وأشار إلى أن ”"البوذيين والهندوس والمسلمين وكل الديانات لا خلاف بينهم في جوهر الدين، وقوتهم بتماسكهم وتعايشهم، بما ينعكس بالسلام والرخاء على الإنسانية جمعاء".
وقدم الأب رفعت بدر، المدير العام للمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، المملكة الأردنية الهاشمية، الأردن كنموذج راق في التسامح والتعايش.
وتحدث عن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها قداسة بابا الفاتيكان مع شيخ الأزهر، إذ وصل صدى هذه الوثيقة الراقية والحضارية من دولة الإمارات إلى العالم أجمع.
وفي ظل تأكيده على أهمية التفاؤل بمستقبل البشرية وضرورة عدم استسلامها، شدد الأب رفعت بدر على أننا اليوم أمام تحد لخلق أجواء أكثر قابلية للتعايش بغض النظر عن الانتماء، وقال "أنا متفائل بالمستقبل وعندما ينظر الأطفال إلينا كرجال دين وسياسيين نستطيع أن نبث فيهم روح الإيجابية إلى المستقبل".
كما أشار إلى أن الإرهاب لم يكن حربا بين دين ودين آخر، بل هو حرب ضد الإنسانية، وهذا يفرض مزيدا من التعاون والتلاحم بين الأديان، وهو النهج الذي يسير عليه البابا فرانسيس.
وختم بقوله "هناك بلدان متخصصة ببناء الجدران، وهناك ديانات وبلدان وقيادات متخصصة ببناء الجسور الإنسانية".