خبراء ليبيون يرجحون فشل محاولة ستيفاني وليامز "الالتفافية"
رجح مراقبون ليبيون أن تفشل محاولة جديدة للمستشارة الأممية في ليبيا ستيفاني وليامز لتمرير مبادرة سابقة لها رفضت برلمانيا.
وبعد أن فشل إجراء الانتخابات الليبية في موعديها المقررين سابقا 24 ديسمبر/كانون الأول 2021 و24 يناير/كانون الثاني 2022، اضطر مجلس النواب الليبي لأخذ زمام المبادرة وقدم خارطة طريق جديدة بالتعاون مع ما يعرف بالمجلس الاستشاري، والتي أفضت إلى تشكيل حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا، وتشكيل لجنة لوضع قاعدة دستورية للانتخابات المؤجلة.
وطرحت المستشارة الأممية في ليبيا مبادرة لقيادة جهود التوصل للقاعدة الدستورية للانتخابات والتي لم يتجاوب معها مجلس النواب رسميا، إلا أن 93 نائبا أكدوا في بيان لهم أن المبادرة تعتبر مسارا موازيا لخارطة الطريق الجاري تنفيذها.
وتسعى المستشارة الأممية في ليبيا ستيفاني وليامز والسفارات الأوروبية والأمريكية المؤيدة لها لدعم مباردة وليامز، واستعادة الزخم الانتخابي، عبر لقاءات مع عدد من الفاعلين بينهم المرشحون للانتخابات الرئاسية والنيابية المؤجلة، وقادة الأحزاب، وفقا لبيانات سابقة لهم.
التصحر الحزبي
ويقول المحلل السياسي والصحفي الليبي سالم الغزال إن ليبيا لا زالت تعاني من التصحر في العمل الحزبي السياسي، ونظام الأحزاب في ليبيا لا يزال ضعيفاً جداً ولا يؤثر على المشهد السياسي، بعكس ما يظنه المجتمع الدولي.
وتابع في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن المجتمع الدولي يظن أنه من خلال اللقاءات المستمرة مع الأحزاب عبر نورلاند ووليامز، سيتم الضغط على السلطة التشريعية المتمثلة في مجلس النواب، ولكنها في الحقيقة لن تجدي نفعا في ذلك.
وأردف أن الزخم نحو الاستحقاق المنتظر، ما يزال موجودا ومجلس النواب أصدر خارطة طريق واضحة في هذا الشأن ولكن العيب الوحيد في هذه الخارطة أنه لا يوجد مدد محددة تستند عليها السلطة التنفيذية والمفوضية العليا للانتخابات لإجراء الاستحقاق، حيث إنها أشارت لخطوات وليس لمدد.
وحول مبادرة وليامز حول القاعدة الدستورية، فيرى الغزال أن التوافق بين المجلسين أصبح جزءًا من الإعلان الدستوري بعد تضمينه في التعديل رقم 12، ومن المستحيل التراجع عنه، وقد اتخذ مجلس النواب الخطوة، وأن المفترض هو دعم هذا التوافق وليس الاستهانة به وافتراض انعدام وجوده.
الفوضى الحزبية
ويرى المحلل السياسي الليبي محمد صالح أن ليبيا تعاني من فوضى حزبية حيث تم ترخيص أكثر من 120 حزبا، وغالبيتهم مجرد صفحات على فيسبوك وليس لها أعضاء أو برنامج وبالتالي لا يمكن احتسابهم على المشهد السياسي الليبي.
وتابع في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن المستشارة الأممية لم تحقق شيئا حتى الآن منذ تعيينها ولذلك تسعى لتنفيذ أي شيء قبل مغادرة المنصب في إبريل/نيسان القادم، في محاولة لاستعادة زمام المبادرة والتي تسعى من خلالها للبقاء في المنصب أو تعيينها رسميا مبعوثة أممية.
وأردف أن اللقاءات التي تعقد مع الأحزاب لا تعدو كونها مشاورات سياسية ولن تستطيع أن تحدث أي ضغط على الأرض لاعتبارات أهمها أن الأمر الواقع يتجه نحو تنفيذ خارطة الطريق التي اعتمدها مجلس النواب وأن أي مساع لا تدعم ذلك تعد خطوط موازية.
المرشحون
ويقول الخبير القانوني الليبي عبدالله الخفيفي إن الأحزاب والمترشحين لأي انتخابات لا يصح أن يتحدثوا نيابة عن الليبيين، وأن ما يقولونه لا يعدو أن يكون تعبيرا عن رؤاهم الشخصية.
وتابع في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن هنالك مساعي لاستحداث أجسام موازية غير شرعية كما تم واستحداث ملتقى الحوار السياسي الليبي الفاشل ليكون بديلا لمجلس النواب لكنه فشل في ذلك، وهنالك محاولة لاستبدال لجنة تعديل الدستور التي قررها مجلس النواب بلجنة موازية برعاية أممية، واستحداث أجسام سياسية غير شرعية مثل كتلة المرشحين مثلا التي يتوارد حديث عنها هذه الأيام.
وأردف أن المترشحين للانتخابات الرئاسية يفترض أن يتقدم كل منهم بـ 5000 تزكية ومترشحي مجلس النواب يتقدمون بـ 500 تزكية، وحتى الآن المفوضية العليا للانتخابات لم تعلن القوائم النهائية للمرشحين، وهنالك إجراءات طعون من بينها التدقيق في هذه التزكيات وبناء عليه لا يمكن حتى للمترشحين أن يتحدثوا باسم هؤلاء المزكين لإنه لم يتم الفصل في صحتها قانونيا.
واختتم أن كثيرا من الدبلوماسيين تخطوا مرحلة الالتزام بالقواعد والأعراف الدبلوماسية ويتدخلون بشكل مباشر في السياسة والاقتصاد الليبي، كما أن المستشارة الأممية يفترض أن عملها استشاري والبعثة الأممية وفقا لقرار إنشاءها ومن اسمها دورها الدعم وليس إدارة الأزمة او وضع مسارات بل دعم التوافق الحاصل.
الزخم الانتخابي
والثلاثاء استقبل السفير والمبعوث الأمريكي ريتشارد نورلاند ونظيرته البريطانية كارولين هوردال لقاء مع قادة 19 حزبا ليبيا، في تونس العاصمة.
وأبدى نورلاند، عبر حساب السفارة الأمريكية على تويتر إعجابه بمات وصفه "تصميم قادة 19 حزبا سياسيا ليبيا على المساعدة على استعادة الزخم نحو الانتخابات"، مؤكدا وقوف الولايات المتحدة إلى جانبهم.
والاثنين عقدت وليامز نقاشاً عبر الانترنت وصفت بـ"المثمر للغاية" مع ممثلي عدد من الأحزاب السياسية الليبية.
مؤكدة عبر حسابها على تويتر أنهم أطلعوها على تصورهم للخروج من المأزق السياسي وإعلاء صوت الأغلبية الصامتة وإعادة تفعيل العملية السياسية في ليبيا.
كما سبق والتقت وليامز بعدد من المرشحين للانتخابات الرئاسية والنيابية والسياسيين، للسبب ذاته وفق قولها، وهو استعادة الزخم الانتخابي وبحث سبل الخروج من الأزمة الحالية.
aXA6IDE4LjExOC4xNDYuMTgwIA== جزيرة ام اند امز