4 أجزاء.. صدور الأعمال الكاملة للشيخ مصطفى عبدالرازق
الشيخ مصطفى عبدالرازق يعد أحد أهم قادة الفكر ودعاة الإصلاح الديني في مصر، واختير شيخاً للأزهر في ديسمبر عام 1945.
أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر، الأعمال الكاملة للشيخ مصطفى عبدالرازق، شيخ الأزهر الأسبق، وذلك في 4 أجزاء حققها وقدمها الدكتور عصمت نصار، أستاذ الفلسفة.
ويعد الشيخ مصطفى عبدالرازق (1885 - 1947)، أحد أهم قادة الفكر ودعاة الإصلاح الديني في مصر، وشغل منصب شيخ الأزهر، ويعتبر مجددا للفلسفة الإسلامية في العصر الحديث، وصاحب أول تاريخ لها بالعربية، ومؤسس "المدرسة الفلسفية العربية".
وتولى الشيخ مصطفى عبدالرازق وزارة الأوقاف 8 مرات، وكان أول أزهري يتولاها، واختير شيخاً للأزهر في ديسمبر/كانون الأول عام 1945.
وقال جرجس شكري، مدير النشر في هيئة قصور الثقافة، إن الجزء الأول يشمل بحثاً مطولاً عن الشيخ مصطفى، وأعماله ودوره التنويري في الفكر العربي، مع 3 كتب هي: "الدين والوحي والإسلام"، و"الإسلام والتصوف"، و"أعلام الإسلام".
وأشار إلى أن الجزء الـ2 يشمل مؤلفة "أشتات مجتمعات لتصانيف موقعة"، والذي جاء في 3 أقسام، الأول يضم 13 بحثاً تحت عنوان "الأبحاث والتحقيقات"، ومثلها في القسم الثاني، فيما اشتمل القسم الـ3 على 70 مقالاً تجسد رؤيته التي تنحاز للنزعة العملية الإصلاحية.
أما الجزء الـ3 فيحوي كتابه المهم "تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية"، ثم كتابه عن الإمام محمد عبده والبهاء زهير، وكتابه عن الكندي، والذي جاء تحت عنوان فيلسوف العرب، مع 3 أبحاث مهمة عن المتنبي "فلسفة المتنبي في الميزان"، و"ابن الهيثم الذي أطلق عليه بطليموس العرب" وبحثه المهم عن ابن تيمية.
فيما يشمل الجزء الـ4 على الكتاب الذي أصدره شقيقه الشيخ علي عبدالرازق، تحت عنوان "من آثار مصطفى عبدالرازق"، وقدمه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، ويضم نبذة عن حياته كتبها شقيقه، وبعض أعماله مثل "صفحات من سفر الحياة"، و"كتاب الواجب"، و"مقالات السفور"، و"مذكرات مسافر" و"مذكرات مقيم".
ولعب "عبدالرازق" دوراً مهماً في الثقافة المصرية والعربية أوائل القرن الـ20، وأكمل مسيرة والده حسن عبدالرازق، الذي كان من مؤسسي جريدة "الجريدة"، والتي دعت إلى الحكم الدستوري والإصلاح الاجتماعي والتعليم.
حفظ "عبدالرازق" القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر، حيث التقى الشيخ الإمام محمد عبده، وهناك حصل على شهادة العالمية عام 1908، ودرّس القضاء الشرعي في الأزهر، ثم استقال وسافر إلى فرنسا، ودرس في جامعة "السوربون"، ثم جامعة ليون، التي حاضر فيها في أصول الشريعة الإسلامية.
وحصل الشيخ مصطفى عبدالرازق على شهادة الدكتوراه برسالة عن "الإمام الشافعي أكبر مشرعي الإسلام"، وترجم إلى الفرنسية "رسالة التوحيد" للإمام محمد عبده، بالاشتراك مع برنار ميشيل، وألفا معاً كتاباً بالفرنسية.
وفي عام 1927، عين أستاذاً مساعداً للفلسفة الإسلامية بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً)، ثم أصبح أستاذ كرسي في الفلسفة، وأصدر أهم كتبه الفلسفية "تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية"، وكتاب "فيلسوف العرب والمعلم الثاني".