كاتب أمريكي لـ"العين": الإمارات الأفضل عربيا في الحريات الدينية
بوابة العين تحاور كبير باحثي مركز هدسون الأمريكي حول ما تتعرض له الجالية المسلمة في أمريكا، وأوضاع الحريات الدينية في الشرق الأوسط
اعتبر بول مارشال، كبير باحثي مركز "هادسون" للحريات الدينية في واشنطن، أن دولتي الإمارات العربية المتحدة والمغرب يعدان الأفضل عربيا في مجال الحريات الدينية.
وفي حوار مع "بوابة العين" الإخبارية أعرب مارشال، مؤلف كتاب "الصامتون بالإكراه"، المعنىّ بـ"ازدراء الأديان" في الدول العربية والإسلامية، عن أمله أن يتوقف حد المشاكل التي يتعرض لها المسلمون في أمريكا عند المتابعة والرقابة الأمنية فحسب، دون أن تتوسع هذه المشاكل لتشمل الحريات المدنية لمسلمي أمريكا.
وقال مارشال إنه لا يتوقع حدوث أي هجمات على المسلمين في الولايات المتحدة مثل تلك التي حدثت مؤخرا في كندا، وقال "نعم الكراهية الدينية في العالم في تنامٍ وتطور، وإذا ما نظرنا للعالم خلال الثلاثين عاما التي تلت الحرب العالمية الثانية فسنجد أن معدلات الكراهية الدينية كانت في انكماش حتى وصلت إلى أدنى معدلاتها خلال أول 10 سنوات في القرن الـ21، لكنها اليوم أصبحت في تنامٍ وهو ما يثير المخاوف بشأن تهديد السلام العالمي".
وفيما يلي نص الحوار..
ينتاب المسلمون في الولايات المتحدة الكثير من المخاوف للتضييق عليهم وانتهاك حقوقهم المدنية ..كيف تنظر إلى هذه المخاوف؟
بشكل عام أرى أن هذه المخاوف تستند إلى أسباب وجيهة، وأعتقد أنه سيكون هناك المزيد من إجراءات المراقبة والمتابعة للمسلمين في الولايات المتحدة؛ بسبب المخاوف من عمليات إرهابية محتملة.
ودعني أؤكد لك أن منظمات الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، فضلا عن وسائل الإعلام سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها، في حالة استنفار عام للدفاع عن حقوق المسلمين في أمريكا، وأظن أنه لا الزمان ولا المكان باتا مناسبين لأي رغبة عنصرية لأي قيادي في العالم، فنحن الآن في القرن الحادي والعشرين والعالم يشهد أكثر الفترات استقرارا على مر تاريخه ولا أعتقد أن السلام العالمي مهدد بشكل حقيقي فهناك مخاطر بطبيعة الحال هنا أو هناك والتحديات أصبحت أكبر من ذي قبل لكن حتى الآن لا توجد بوادر لتهديد السلام العالمي.
• ماذا عن جرائم الكراهية ضد المسلمين في أمريكا؟
لا أتوقع حدوث أي هجمات على المسلمين في الولايات المتحدة مثل تلك التي حدثت مؤخرا في كندا، أو على الأقل آمل أن لا يحدث هذا.
*كيف تتوقع الحرية الدينية في الولايات المتحدة خلال حكم الرئيس ترامب؟
لا أعرف ما سيحدث تحت حُكم ترامب، وأستطيع أن أجزم لا يوجد شخص يعلم على وجه اليقين ما سوف يفعله ترامب.
• هل ترى أن هناك زيادة في الكراهية الدينية في العالم؟
نعم الكراهية الدينية في العالم في تنامٍ وتطور، وإذا ما نظرنا للعالم خلال الثلاثين عاما التي تلت الحرب العالمية الثانية فسنجد أن معدلات الكراهية الدينية كانت في انكماش حتى وصلت إلى أدنى معدلاتها خلال أول 10 سنوات في القرن الـ21، لكنها اليوم أصبحت في تنامٍ وهو ما يثير المخاوف بشأن تهديد السلام العالمي.
• لكن قلت إن السلام العالمي واستقرار المجتمع الدولي ليسا أمام تهديد وشيك؟
نعم هذا حقيقي.. لكنني أخشى أن تكون الكراهية الدينية سببا لتفشي نزاع هنا أو هناك، وحتى أكون واضحا لا أعتقد بحال من الأحوال تطور الأمر لحرب عالمية أو ما شابه، لكنني كذلك أتوقع أن يستمر الشكل الحالي من النزاعات والحروب بما يهدد استقرار مناطق في العالم مثل الشرق الأوسط على سبيل المثال.
• ماذا عن الشرق الأوسط؟
منطقتكم تشهد فترة شديدة الاضطراب ربما لم تشهد مثيلها من قبل، وتنظيم داعش الإرهابي يهدد الجميع وليس خافيا على أحد أن الكراهية الدينية أحد أهم الأسباب المغذية للحروب والنزاعات في الشرق الأوسط، ولن أكون مبالغا إذا قلت إن الصراعات في الشرق الأوسط راجعة في الأساس إلى أسباب دينية والنظم السياسية الوطنية لم تعرف استقرارا كما نعرفه نحن في العالم الغربي في أوروبا والولايات المتحدة.
• في تقديرك ما أفضل دول الشرق الأوسط في الحريات الدينية؟
بشكل عام الإمارات والمغرب هما أفضل الدول العربية؛ فالأولى حققت تقدما هائل خلال السنوات الأخيرة لتعزيز التسامح الديني وتعزيز سيادة القانون والمسائلة، مما خلق واقعا اجتماعيا جديدا، والثانية لديها تراث ثقافي وحضاري غني بالتسامح الديني والحريات الدينية.
• ماذا عن أسوأ الدول في مجال الحريات الدينية؟
ليس لدي أرقام للانتهاكات الأخيرة، لكن من المؤكد أن الحرب الرهيبة في سوريا جعلت منها أسوا دولة في الحريات الدينية بما لايدع مجالا للشك، وهذا على المستوى العربي، ثم العراق واليمن ولحد ما لبنان، وعلى المستوى العالمي فإيران والعراق وباكستان على رأس القائمة.
ويجب التنبيه إلى أن دولة مثل إندونيسيا، وهي دولة إسلامية لديها الكثير من القواسم المشتركة مع دول المنطقة العربية، حققت تقدما ملفتا في مجال الحريات الدينية ولديها تجارب كثيرة يمكن أن تفيد التسامح في الدول العربية، وأعلم أن الأمر سيكون صعبا بطبيعة الحال لأن العالم العربي يمكن أن يكون مترددا في التعلم من مسلمين من أي مكان آخر، لكن سيكون من المفيد للعالم العربي أن يكون منفتحا للتأثيرات الإسلامية الأوسع.
• ما اقتراحاتك للحد من ظاهرة عدم التسامح الديني، وانتشار جرائم ازدراء الأديان؟
على المدى البعيد، يجب أن تبدأ الدول ذات المعدلات المخيفة فى انتشار خطابات الكراهية والتمييز الديني، في إصلاح منظومتها التعليمية، والسماح بمناخ تعددي، يدعو للتسامح وتغليب النزعات الإنسانية، والأمر ينطبق على الإعلام ووسائل صناعة الرأي العام.
وعلى المدى القصير يمكن للقادة الدينيين، في المجتمعات المحلية ذات الأفكار المستنيرة، التركيز على خطاب التسامح والحرية، وتغليب النزعات المشتركة للحضارة الإنسانية، بدلاً من التركيز على خطابات القتل والتدمير والانتقام.
*هل تعتقد أن سنٌ قوانين وتهيئة البنية التشريعية ضد التمييز يمكن أن يساعد لمجابهة الكراهية الدينية؟
بشكل شخصي لست من أنصار سن قوانين لتجريم خطابات الكراهية، أو معاداة السامية، لأن فرض القوانين يؤدى لتكميم الأفواه، ويمنع الأفكار من التدفق، فضلا عن أنها لن تغير قناعات الناس.
على سبيل المثال، أوروبا لديها ترسانة من قوانين تجريم خطابات الكراهية ومعاداة السامية، ومع ذلك لم تقضِ على جرائم الكراهية، بينما في الولايات المتحدة لا تتوافر بها تلك القوانين، ومع ذلك فهناك حالات كراهية أقل، وهذا بالطبع لا ينفي حق الدولة في معاقبة من يتورط في جريمة كراهية، مثل الاعتداء على أشخاص، أو ممتلكات، وفق القوانين المحلية الطبيعية.