البرازيلي باولو كويلو.. كاتب كشف لقرائه سر "الكنز"
لم تبلغ شهرة كاتب برازيلي عالميا كما حدث مع باولو كويلو الذي ارتقى منابر النجومية منذ بدايات رحلته مع الأدب في ثمانينيات القرن الـ20
لم تبلغ شهرة كاتب برازيلي عالميا كما حدث مع باولو كويلو، فقد استطاع أن يرتقي منابر النجومية منذ بدايات رحلته مع الكتابة الأدبية في ثمانينيات القرن العشرين، ووصل بلغته إلى أكثر من 70 لغة من لغات العالم الحيّة عبر ملايين المبيعات لأعماله من شرق العالم لغربه.
ولعل الولع المُبكر لكويلو بحكايات "ألف ليلة وليلة" كان له أكبر الأثر في عبوره لمنطقة سحرية وروحانية في الحكاية، استطاع أن يؤسس عليها مشروعه الأدبي العابر للقارات، فتجد في أدبه تثمين لفكرة "الأسطورة الذاتية" لكل إنسان، والكنز الذي يقف في نهاية رحلته الذاتية عن نفسه وشغفه الخاص، وهي الأفكار التي نصعت في أشهر رواياته "الخيميائي" التي حفرت اسمه في الأذهان وحولته لكاتب ظاهرة.
وتلقى الجمهور العربي هذه الرواية بمزيد من الخصوصية، خاصة أن أحداث الرواية تدور في عالم الشرق، حيث يتتبع بطلها وهو راعٍ أندلسي "سانتياغو" حلمه المتمثل في كنزٍ مدفون قرب الأهرامات بمصر، فتبدأ رحلته من إسبانيا مرورا بالمغرب حتى بلغ مصر، وخلال هذه الرحلة الشاقة المُلهمة، يُصقل كويلو فلسفته بعبارة "إذا رغبت في شيء.. فإن العالم كله يطاوعك لتحقيق رغبتك"، وتعد هذه العبارة واحدة من أكثر عبارات الأدب، المرتبطة بنبرة تحفيزية، تداولا في السنوات الأخيرة.
وُلد باولو كويلو في 24 أغسطس/آب 1947، في مدينة ريو ديجينيرو، وعمل في الإخراج المسرحي والتمثيل وكذلك في كتابة الأغنيات، إلا أن كتاباته الروائية خلقت له عالما من الاحتفاء العالمي، وبات الإعلان عن إطلاقه عمل جديد خبر تتلقفه وسائل الإعلام العالمية بضجة واسعة.
ومن أشهر أعماله التي لاقت صدى واسعا كذلك هي روايته "فيرونيكا تقرر أن تموت" التي صدرت 1998، التي تدور أحداثها في مستشفى للأمراض العقلية، و"ساحرة بورتوبيللو"، و"على نهر بيدرا جلست وبكيت"، و"ألف" و"إحدى عشرة دقيقة"، و"بريدا" وغيرها.
ويؤمن كويلو بوجود لغة رمزية تربط بين ثقافات العالم، ما جعله مُتسعا لاستيعاب ثقافات العالم وعدم الاكتفاء بثقافة قارته الأمريكية الجنوبية، ويبحث كويلو عبر لغته الرمزية تلك عن مفردات أدبه التي تتردد في مشروعه، التي يسودها الغموض والصوفية واللغة الشاعرية والتحرر من خلال البحث عن الذات، والتجاسُر من أجل خوض هذا البحث ورحلته، كما يقول "السفينة آمنة على الشاطئ، لكنها ليست من أجل ذلك صُنعت".