إجازة بلا أجور وتجاهل حكومي.. كورونا يعمق جراح الأتراك
فاقم فيروس كورونا المستجد من آلام المواطنين الأتراك الذين يعانون بالفعل من تردي السياسات الاقتصادية لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان
فاقم فيروس كورونا المستجد من آلام المواطنين الأتراك الذين يعانون بالفعل من تردي السياسات الاقتصادية لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان، بعدما أجبر الوباء العديد من الشركات والمؤسسات وأماكن العمل على الإغلاق، ما يعني تسريح العاملين أو منحهم إجازات غير مدفوعة الأجر.
وسلطت صحيفة "برغون" الضوء على الأوضاع المعيشية والاقتصادية للأتراك الذين أخذوا إجازات غير مدفوعة من أماكن عملهم على خلفية تفشي فيروس كورونا في البلاد، والتقت عددا منهم أكدوا أنهم باتوا بلا دخول، وأن الدولة لم تقم بأي إجراءات تقف بها بحانبهم في مثل هذه الظروف الصعبة.
- الاقتصاد يواصل النزيف.. كورونا يجبر شركات تركيا على الإغلاق
- رغم تراجع أسعار النفط وأزمة كورونا.. تركيا ترفع أسعار الوقود
في مدينة إزمير، غربي البلاد، التقت الصحيفة عددا من العاملين في القطاع الخاص، فشددوا على أنه بعد إجبار وزارة الداخلية لأماكن عملهم على الإغلاق، باتوا في الشارع بلا أي ضمانات أو رواتب يستطيعون من خلالها تلبية احتياجات أسرهم، ودفع الفواتير التي اقترب وقت استحقاها.
وقال "بَرك ب" عامل في أحد المطاعم، إنه بعد تفشي الفيروس، أرسلت وزارة الداخلية تعميما، أجبر صاحب المطعم على الإغلاق، فبات في إجازة مفتوحة دون أجر.
وأضاف: "لا نعرف الآن من أين سنأكل، وكيف سندفع الفواتير المستحقة علينا، كان هذا العمل هو مصدر الرزق الوحيد لي".
وتابع: "والدتي تعمل مديرة في إحدى المدارس الخاصة، لكنها هي الأخرى أجبرت على أخذ إجازة دون أجر بسبب تفشي الفيروس".
وأردف: "لم يعد هناك مصدر رزق لدينا، ولا أعرف كيف سنعيش حتى يعاود مكان عملي الافتتاح ثانية بعد أزمة الفيروس".
وأضاف: "على الدولة أن تفعل شيئا لمساعدتنا، لا سيما أنني سمعت أن منظمة الصحة العالمية ستدفع أموالا لتركيا لمساعدتها في التصدي للفيروس وتداعياته الاقتصادية".
واستطرد: "هذه الأموال يجب أن تدفع للشعب ممن يعانون مثلنا، وليس لخزينة الدولة، عليهم أن يدفعوا لنا أموالا تعيننا على حياتنا اليومية من مأكل ومشرب وضروريات الحياة".
شخص آخر يدعى "غورقان أويانيق ترك"، قال للصحيفة إنه يعاني منذ أن توقف عمله في قاعة للأفراح في إزمير، بسبب فيروس كورونا، مؤكدا أنه وآلافا آخرين مثله يمرون بفترة صعبة للغاية بسبب انقطاع دخولهم فجأة ودون وسابق إنذار، على حد تعبيره.
وشدد على "ضرورة تصدي الدولة لإيجاد حل لهذه الأزمة، حتى لا يتحول الأمر إلى مأساة تفوق مأساة تفشي فيروس كورونا".
وتابع قائلا: "كنت أتقاضى راتبي باليومية، ونحن لا نعمل منذ يوم الإثنين، وليس هناك تاريخ محدد لمعاودة النشاط، وحتى الآن لا نعلم كيف سنعيش في ظل تجاهل الدولة لظروف أعداد كبير مثل من العمال".
وأصاب تفشي فيروس كورونا، الحياة في تركيا، حيث أعلن العديد من المؤسسات، والشركات الكبيرة والصغيرة، وقف أنشطتها حتى إشعار آخر، خشية الإصابة بالفيروس القاتل.
والسبت، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، ارتفاع عدد الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) إلى 21، بعد تسجيل 12 وفاة، فيما ارتفعت الإصابات إلى 947، بعد تسجيل 277 حالة جديدة.
وتم تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في تركيا يوم 11 مارس/آذار الجاري.
وأغلقت تركيا المقاهي وأماكن الترفيه والرياضة ومنعت صلاة الجماعة في المساجد ووسعت حظر طيران.
وفي وقت سابق السبت، أعلنت وزارة الداخلية إغلاق محال الحلاقة ومصففي الشعر ومراكز التجميل مؤقتا.
كما أعلنت الوزارة تطبيق حظر تجوال جزئي بالنسبة للمسنين ممن تزيد أعمارهم على 65 عاما، وأصحاب الأمراض المزمنة.
وسبق وأعلنت السلطات التركية تعطيل المدارس في عموم البلاد لمدة أسبوعين، للحيلولة دون تفشي الفيروس.
واضطرت تركيا، إلى وقف الرحلات الجوية لـ68 دولة حول العالم.
وكان عضو اللجنة العلمية التركية لفيروس كورونا البروفسور ألباي عزب أعلن، الثلاثاء الماضي، أنه من المتوقع زيادة عدد الإصابات بالفيروس خلال الأسابيع الأربعة المقبلة، وفي أسوأ الحالات ستصل إلى 30 ألف إصابة.
ومنذ الإعلان عن أول إصابة الفيروس في البلاد، وكل أحزاب المعارضة تشن هجوما على نظام أردوغان، لقصور النظام الصحي في مواجهة انتشاره، ولعدم اتخاذ التدابير اللازمة، فضلا عن اتباع الحكومة سياسة التعتيم فيما يخص الإصابات والوفيات.
aXA6IDMuMTQuMTMyLjQzIA== جزيرة ام اند امز