"دوري السلام".. فعاليات لنشر ثقافة التعايش بمدارس عدن اليمنية

غرس القيم والمبادئ لا يمكن أن يثمر ويحظى بالديمومة والبقاء ما لم يكن مكانه في نفوس الصغار، حتى يتربوا على المُثل والمفاهيم السليمة.

وفي ظل أوضاع الحرب الحوثية المستمرة على اليمنيين، وما تزرعه المليشيات الإرهابية من مبادئ تناهض السلام والتعايش، كان لزاما مواجهة هذا التهديد الذي قد يعصف بالمجتمع اليمني.

لهذا أخذ عدد من المؤسسات المدنية على عاتقها غرس قيم السلام في نفوس وصدور طلبة المدارس، باعتبارهم الفئة القادرة على تقبل وتشرّب هذه المبادئ وترجمتها إلى سلوك واقعي حين يكبرون، ويقاومون به ثقافة الحرب والإقصاء.

واختتم مكتب التربية والتعليم في محافظة عدن، ومؤسسة ألف باء مدنية وتعايش، مؤخراً "دوري السلام"، لمدارس مديرية خورمكسر، الذي يهدف لنشر ثقافة  التعايش، وذلك ضمن مشروع التماسك المجتمعي، المنفذ بالشراكة مع منظمة شركاء اليمن.

ويهدف دوري السلام إلى تعزيز قيم التماسك المجتمعي، لدى طلاب 10 مدارس بخورمكسر، نالوا تأهيلاً نوعياً لتعزيز معارفهم في مجال مفاهيم ومصطلحات السلام والتعايش، ونبذ الصراع والتطرف العنيف.

وقالت مديرة المشاريع في مؤسسة ألف باء مدينة وتعايش، آثار علي: "إن مشروع التماسك المجتمعي تنفذه المؤسسة منذ سنتين بالشراكة مع منظمة شركاء اليمن الدولية، في مديرية خورمكسر، ويهدف إلى التخفيف من النزاعات والتطرف العنيف".

وأشارت في حديثها لـ "العين الإخبارية" إلى أن المرحلة الأولى من المشروع كانت عبارة عن تدريب المدارس الـ10 الحكومية بخورمكسر في مجال السلام والصراعات، فيما شملت المرحلة الثانية تدريب 75 شخصا من أهالي المديرية، بينهم تربويون ونشطاء مجتمع مدني وشباب وفتيات.

ولفتت مدير المشاريع في مؤسسة ألف باء، إلى أن التدريب في المرحلتين تركز حول مواضيع السلام والتعايش وحل النزاعات والوساطة المجتمعية والتعايش.

التدريبات تلتها أنشطة ميدانية لاحقة، عبر تنفيذ منحتين، الأولى للمدارس عبر تنفيذ "دوري السلام"، الذي هو عبارة عن مسابقة فكرية في نفس المواضيع التي تدرب عليها الطلاب، حيث تسابقت المدارس فكرياً، وحصل الفائزون على منح مالية، وفق مديرة المشاريع.

وتضيف آثار علي، أن الـ3 مدارس الفائزة حصلت على منح مالية بواقع: ألف دولار للمركز الأول، و900  دولار للمركز الثاني، فيما نال المركز الثالث على 800 دولار، تستثمرها المدرسة الفائزة لتوفير كافة الاحتياجات التي تنقص كل مدرسة.

وكشفت عن أن النشاط القادم من المشروع سيكون عبارة عن جلسات توعوية لمثقفي الأقران، ينفذها الطلاب أنفسهم من أعضاء أندية السلام التي تم تأسيسها في المدارس المستهدفة، والتي كانت من مخرجات التدريب.

وسيقوم الطلاب ومشرفو الأنشطة والأخصائيون الاجتماعيون الذين تم تدريبهم مع الطلاب، بواقع 5 طلاب ومشرفَين اثنين؛ بتوعية أقرانهم من الطلاب الآخرين، ولـ40 طالبا لمدة يومين، في كل يوم 20 طالبا بكل مدرسة، لتتحقق توعية 400 طالب وطالبة.

ومن المقرر أن تستمر جلسات التوعية هذه بناءً على وعود باستمرار أندية السلام واستدامتها، حتى بعد انتهاء البرنامج، بحسب ما أفادت به مديرة المشاريع آثار علي.

وتتابع: "عقب ذلك سيتم تنفيذ عدة أنشطة، حيث ستعمل مؤسسة ألف باء مدينة وتعايش على توفير كافة المستلزمات المالية للأنشطة الرياضية أو الفنية أو الثقافية، بحسب خصوصية كل مدرسة وإمكانياتها، قبل إقامة لقاء ختامي نقوم فيه بتكريم الطلبة ومدراء المدارس".

يذكر أن ثمة مشروعا خدميا وحيويا شهدته مديرية خورمكسر، ما زال جاريا تنفيذه، كان نتيجة وحصادا لمرحلة تدريب أهالي المديرية، تمثل في تنفيذ مشروع الصرف الصحي في حي "الدوبي لاين"، والذي كان يمثل بؤرة نزاع محلي، تم تجاوزها بفضل مشروع التماسك المجتمعي المنفذ من قبل منظمات المجتمع المدني.