أما الصراخ القطري والتركي فلن يثني الدول العربية الأخرى عن اتباع ذات النهج وتطبيق الخطوة الإماراتية ذاتها.
إعلان الإمارات حول معاهدة السلام مع إسرائيل، إعلان أسعد الكثير من شرفاء العرب خاصة الذين تهمهم بصدق القضية الفلسطينية، وممن ضاق ذرعا بمتاجرة بعض الشخصيات المعروفة عربيا وعالميا، وعبث ومتاجرة الدول التي تعادي العرب بالقضية الفلسطينية من أجل تحقيق مكاسب سياسية، و على رأسها تركيا وقطر وهما أول من طبع مع إسرائيل، ولديهم علاقات متينة معها، وعندما أعلنت الإمارات توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل حلل هؤلاء الأمر لأنفسهم وحرموه على الإمارات.
الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام، عندما اتخذ قرار توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل، وزار الكنيست الإسرائيلي قاطعه العرب، وشنوا هجوما عنيفا على هذا الرجل الذي كانت لديه نظرة ثاقبة للمستقبل، ولو وافقه العرب في ذلك الوقت لما وصل حال القضية الفلسطينية إلى ماوصلت إليه من تدهور اليوم، و قامت دول وحكومات باستغلالها، وكانت مصر قد نجحت بعد حرب أكتوبر في استعادة كافة أراضيها باتفاقية سلام التزمت بها إسرائيل حتى اليوم، وهذه تجربة ناجحة للسلام يجب أن نتعلم منها جميعا إذا أردنا أن يحل السلام في منطقتنا العربية.
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رجل اختار طريق السلام من أجل خدمة القضية الفلسطينية، و نجحت الإمارات بوقف قرار إسرائيل بضم أراضي الضفة الغربية، و الإمارات سوف تضغط بعلاقتها القادمة مع إسرائيل من أجل حل الدولتين، وإحلال السلام في الشرق الأوسط ، لأن استمرار التوتر بين الإسرائيليين و الفلسطينيين يهدد بحرب ذات أبعاد دينية في الشرق الأوسط، وتدخل الإمارات يفتح بابا كبيرا للتعايش بين جميع الأديان في محبة وسلام وأمان.
هذه هي الإمارات بلد الشيخ زايد رحمه الله الذي صنع نموذجا ناجحا في الخليج والعالم العربي، وأصبحت الإمارات اليوم بفضل أبناء زايد من أنجح الدول، ومن الدول المتقدمة علميا واقتصاديا.
أما الصراخ القطري والتركي فلن يثني الدول العربية الأخرى عن اتباع ذات النهج وتطبيق الخطوة الإماراتية ذاتها، لأن هذا الأمر سوف يقضي على المتاجرة بالقضية الفلسطينية من قبل كل الطامعين بالدول العربية وخيراتها وثرواتها، وأمام الفلسطينيين اليوم فرصة تاريخية لدعم القرار الإماراتي وإنجاحه والوقوف معه صفا واحدا، من أجل إقامة دولتهم التي لطالما حلموا بها، فإذا أرادوا ذلك سيجدون كل العرب إلى جانبهم وبمساندتهم، أما الاعتماد على الشعارات أو الأتراك والإيرانيين، فلن يجلب إلى القضية الفلسطينية إلا المزيد من الانقسام والتقوقع. مقابل الإمارات التي قد اختارت التاريخ، والسلام يصنعه الشجعان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة