استثمار السلام لخدمة الحق الفلسطيني.. رؤية خبيرين مغربيين
بانضمام المغرب إلى قطار السلام، كرابع دولة عربية تبرم اتفاق سلام مع إسرائيل، تكرست قدرة العرب على تحقيق أمن واستقرار المنطقة.
وفند خبراء مغاربة في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية" كيف ستنعكس معاهدة السلام المغربية الإسرائيلية على مصالح الفلسطينيين بما يحمي ويضمن حقوقهم.
وثمن خبيران مختصان بالشأن السياسي بدولة المغرب، قرار بلادهما بإقامة علاقات دبلوماسبة كاملة مع إسرائيل، في وقت تتحول غيه أنظار العالم لدول عربية استطاعت أن تغير من معادلة التفاوض بواقع ملموس يمكنها من تهدئة التوترات بالمنطقة، ويسمح لها بمزيد من الحركة في إطار حفظ حقوق الشعب الفلسطيني.
والخميس، أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس، وكذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التوصل لاتفاق سلام بين المغرب وإسرائيل.
وفي تغريدة عبر "تويتر"، قال ترامب إن الجانبين اتفقا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، مؤكدا أن الخطوة تعد إنجازا هائلا للسلام بمنطقة الشرق الأوسط.
وبموجب الاتفاق، سيقيم المغرب علاقات دبلوماسية كاملة، وسيستأنف الاتصالات الرسمية مع إسرائيل، ويسمح بعبور رحلات ووصول وقيام رحلات بين البلدين.
قوة دفع
يرى الأكاديمي والخبير السياسي المغربي محمد بودن إن لـ"العين الإخبارية" إن الإدراك الاستراتيجي في الموقف الأمريكي لأهمية المغرب ودوره في المنطقة كقوة إقليمية منح المغرب فرصة لا تقف عند بعض المسلمات في حدود معينة أو أبعاد مختزلة رغم أن العلاقات المغربية الأمريكية لم تخرج أبدا من دائرة التحالف الاستراتيجي".
واستطرد: "لكن كان لازما تسجيل هذه النقطة الذهبية بشكل براجماتي يتناسب مع المصالح الوطنية".
وبالتزامن مع الإعلان عن اتفاق السلام بين المغرب وإسرائيل الخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توقيع مرسوم اعتراف بسيادة المغرب على كامل أراضي الصحراء المغربية.
وحول تأثير الاتفاق وغيره من اتفاقات السلام بالمنطقة على قضية وحقوق الشعب الفلسطيني يرى بودن أن "بلاده حريصة على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وفقا لقرارات الشرعية الدولية و المحددات الواضحة في موقفه، مؤكدا أن القرار المغربي بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل لن يكون على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وإنما قوة دفع لدعم اقامة الدولة الفلسطينية".
وذكر الخبير السياسي بودن أن "مواقف المغرب ثابتة ومتأصلة بشأن القضية الفلسطينية، وأن القيادة الفلسطينية تدرك أهمية الدور المغربي و حضوره التاريخي في الملف".
وراسما كيفية استثمار الاتفاق المغربي الإسرائيلي لصالح القضية الفلسطينية، قال بودن: "المغرب بإمكانه استثمار أي تطور ليكون قوة خير ودفع لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لوضع أسس ومحددات لبناء تدابير ثقة تقود إلى الحوار والمساهمة في خلق مناخ مناسب لتحقيق هدف إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية بالتسلسل المطلوب".
ووصف توقيت الاتفاق بأنه "لحظة فارقة سيكون ما بعدها مختلفا كما أنه يمثل جهدا كبيرا لضرب أكثر من عصفور في سياق دولي لا يعترف بالكمون و الضعف".
وشدد بودن على أن "بلاده قارب القضية الفلسطينية بشكل منفصل عن مصالحه الوطنية، وأدرك كذلك أن بناء السلام في الشرق الأوسط لن يتم على أساس الكراهية، والرفض التام بل بإعطاء فرص لتحريك عملية السلام".
خطوة شجاعة
بدوره قال المحلل السياسي المغربي والخبير في العلاقات الدولية إدريس لكريني لـ"العين الإخبارية" إن "دخول المغرب في علاقة رسمية مع إسرائيل لا يعني التخلص من القضية الفلسطينية وإهمالها بل المغرب يصر كل الإصرار على هذه القضية في إطار حل الدولتين واحترام الحقوق الفلسطينية التاريخية المشروعة".
ويرى لكريني أن"المغرب بإمكانه أن يستثمر هذه العلاقة وهذا الاتفاق فيما يتعلق بدعم حقوق الفلسطينين المشروعة واستخدام كل السبل التي تدعم تعزيز الحقوق الفلسطينينة والحد من حدة التجاوزات الإسرائيلية كسبيل للتضيق على الفلسطينيين".
وفي وصفه للاتفاق المغربي، بالخطوة الشجاعة، أوضح أنها "تعكس الحرص على خدمة القضية الفلسطينية من زاوية واقعية تدلل على الحرص على الاستمرار على نهج خدمة القضية الفلسطينية بصورة استراتيجية دون تفريط في الحقوق الفلسطينية المرتبط بإقامة الدولتين ودعم الفلسطينية بصورة فعالة".
ووفق لكريني فإن "الاتفاق المغربي الإسرائيلي خطوة يمكنها أن تجد دعما من المجتمع الدولي الذي بات يشعر فعلا أنه ثمة ارادة وحسن نية لدى دول عربية لإحياء سلام شامل يطوي هذا الملف باتجاه إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل".
وتابع: "الفلسطينيون أنفسهم بكل فصائلهم مقتنعون ويعون جيدا أن المغرب يدعم القضية الفلسطينية بكل ما أوتي من قوة سواء على المستوى الإنساني أو المستوى السياسي والدبلوماسي وكذلك المرافعة بشان تلك القضية في عدد من القمم العربية التي استضافها المغرب، وغيرها من المؤتمرات الدولية".
وتعد القضية الفلسطينية حاضرة بالنسبة للمغرب، على غرار الدول الثلاثة السابقة في قطار السلام، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، وهي قضية ثابتة ضمن السياسة المغربية الخارجية.
وترسخ هذا الحضور عبر مؤسسة "بيت مال القدس" التي تأسست بمبادرة من العاهل المغربي الحسن الثاني للدفاع عن هوية المعالم الإسلامية للقدس، والعمل على منع تهويدها.
aXA6IDMuMTQxLjM1LjI3IA== جزيرة ام اند امز