قمة سويسرا.. مقترح سلام زيلينسكي بانتظار موافقة المجتمع الدولي
تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، بتقديم اقتراحات سلام إلى روسيا ما أن تحظى بموافقة المجتمع الدولي.
وقال زيلينسكي، في افتتاح أول قمة للسلام في أوكرانيا التي تستضيفها سويسرا: "حين تصبح خطة العمل على الطاولة، و(تكون) شفافة بالنسبة إلى الشعوب ويوافق عليها الجميع، سيتم إبلاغها إلى ممثلي روسيا بحيث نتمكن فعلا من وضع حد للحرب".
وكان المؤتمر الذي تستضيفه سويسرا قد أطلق أعماله اليوم في غياب روسيا والصين أيضا، الأمر الذي قلل من آمال تحقيق قفزة نوعية لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثالث.
ومن جهتها، كررت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس وقوف الولايات المتحدة الحازم إلى جانب أوكرانيا.
وقالت أمام ممثلي مئة دولة ومنظمة موجودين في سويسرا حتى الأحد، بهدف وضع مسودة أولى لخطة سلام، "إذا لم يظهر العالم رد فعل حين يغزو معتد جاره، فإن معتدين آخرين سيزدادون جرأة من دون شك".
وطالما وصفت دول غربية العملية الروسية في أوكرانيا بـ"الغزو"، وهو ما ترفضه موسكو، التي تعتبر أن تحركها جاء نتيجة مساعي حلف شمال الأطلسي للتمدد نحو حدودها الجنوبية، وإنقاذا لأوكرانيين يتحدثون الروسية في شمال البلد السوفياتي السابق تقول إنهم يتعرضون للاضطهاد.
وأضافت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "قدم (الجمعة) اقتراحا. ولكن ينبغي قول الحقيقة: إنه لا يدعو إلى مفاوضات، إنه يدعو إلى استسلام" أوكرانيا.
وكان بوتين قد اشترط وضع ترتيبات أمنية في المنطقة تضمن عدم انضمام كييف إلى حلف الناتو، كما طالب بضم أربع مناطق في شمال أوكرانيا وشرقها. ورفض زيلينسكي الشروط الروسية عشية القمة.
ولاحظ الرئيس الكيني وليم روتو أنها "المرة الأولى التي نجتمع فيها للحديث عن السلام في أوكرانيا بدل الحرب فيها".
واعتبر أن "التزاما من أجل السلام يجعل بعض التنازلات الأساسية أمرا لا بد منه"، مؤكدا أنه للنجاح في صنع السلام ينبغي أن "يجتمع الأصدقاء والأعداء".
وشدد روتو على "وجوب أن تكون روسيا حول الطاولة"، الأمر الذي أشار إليه أيضا وزير الخارجية السعودي.
وقال الأمير فيصل بن فرحان، وزير خارجية المملكة: "نرى أنه من المهم أن يشجع المجتمع الدولي أي تقدم نحو سلسلة مفاوضات، تستدعي تسويات صعبة في إطار خارطة طريق تقود إلى السلام".
وأضاف "أي عملية ذات صدقية تتطلب مشاركة روسيا".
من جهته، رأى المستشار الألماني أولاف شولتز أن "السلام لا يعني فقط عدم (خوض) الحرب"، رافضا مفهوم "الحقيقة الجديدة" الذي روج له الكرملين ويعني الإقرار بسيطرة موسكو على 20% من الأراضي الأوكرانية.
وأكد أن "وقفا فوريا لإطلاق النار من دون مفاوضات جدية" سيؤدي فقط إلى "نزاع آخر مجمد".
بدورها، نبهت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى أن "تجميد النزاع" ليس حلا، بل هو "وصفة لحروب عدوانية مقبلة".
ودعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى "تحديد مبادئ سلام عادل ودائم يقوم على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وأضاف أنه "المسار الواجب سلوكه للتوصل إلى وقف دائم للعمليات الحربية".