قمة سويسرا.. دبلوماسية أوكرانيا تحت الاختبار
زعماء العالم يجتمعون في سويسرا لحضور قمة تشكل أكبر اختبار لنفوذ أوكرانيا الدبلوماسي منذ اندلاع الحرب الأكثر دموية بأوروبا.
وتستهدف الاجتماعات المقررة عقدها، السبت، الضغط على روسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا، لكن غياب حلفاء أقوياء لموسكو مثل الصين من شأنه أن يضعف تأثيرها المحتمل.
- ضوء أخضر.. أوكرانيا نحو الاتحاد الأوروبي بـ«موافقة مبدئية»
- مليارات واتفاقيات.. هل يمهد سخاء الغرب لعضوية أوكرانيا بـ«الناتو»؟
وبدون الصين تلاشت الآمال في عزل موسكو، في حين وضعت الهزائم العسكرية الأخيرة كييف في موقف دفاعي، كما حولت الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس الانتباه عن أوكرانيا.
ومن المتوقع أن تركز المحادثات على المخاوف الأوسع نطاقا التي أثارتها الحرب، مثل الأمن الغذائي والنووي وحرية الملاحة، كما أن مسودة الإعلان الختامي تصنف روسيا باعتبارها المعتدي في الصراع، حسب ما ذكرت المصادر.
حدود الدبلوماسية الأوكرانية
يرى ريتشارد جوان، مدير الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، أن "القمة تخاطر بإظهار حدود الدبلوماسية الأوكرانية، ومع ذلك فهي أيضا فرصة لأوكرانيا لتذكير العالم بأنها تدافع عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن موسكو لن تنهي الحرب في أوكرانيا إلا إذا تخلت كييف عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتنازلت عن أربع مناطق تطالب بها موسكو.
والمطلبان رفضتهما كييف سريعا واعتبرتهما بمثابة استسلام.
ويبدو أن شروط بوتين تعبر عن ثقة موسكو المتزايدة بأن قواتها لها اليد العليا في الحرب.
وتعتبر موسكو عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا جزءا من صراع أوسع نطاقا مع الغرب، الذي تقول إنه يريد إخضاع روسيا، وترفض كييف والغرب هذا ويتهمان روسيا بشن حرب غير قانونية.
طريق السلام؟
تريد سويسرا، التي تولت استضافة القمة بناء على طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تمهيد الطريق لعملية سلام مستقبلية تشمل روسيا.
لكن الانقسامات الجيوسياسية بشأن أعنف صراع أوروبي منذ الحرب العالمية الثانية تعكر صفو القمة.
واتهم زيلينسكي بكين بمساعدة موسكو في تقويض القمة، وهو الاتهام الذي نفته وزارة الخارجية الصينية.
وكانت الصين قد قالت إنها ستفكر في المشاركة، لكنها رفضت في نهاية الأمر بسبب عدم توجيه دعوة لروسيا.
ومن المقرر مشاركة نحو 90 دولة ومنظمة في القمة التي تستمر يومين في منتجع بورغنستوك الواقع على قمة جبلية في وسط سويسرا.