مليارات واتفاقيات.. هل يمهد سخاء الغرب لعضوية أوكرانيا بـ«الناتو»؟
السخاء الغربي تجاه أوكرانيا بـ50 مليار دولار يترجم وحدة هذا المعسكر، لكنه يثير تساؤلا حول ما يستشرفه من خطط قد ترفع من منسوب التوتر مع روسيا.
وتضاعف الولايات المتحدة دعمها لأوكرانيا من خلال اتفاق أمني جديد طويل الأمد، تم التوقيع عليه في قمة مجموعة السبع المنعقدة في إيطاليا.
وأمس الخميس، وقع الرئيسان الأمريكي جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اتفاقا أمنيا بين البلدين.
وبمبادرة من الولايات المتحدة، اعتمد قادة مجموعة "السبع" الموجودون في إيطاليا منح قرض بقيمة 50 مليار دولار لكييف، بضمان الفوائد المستقبلية الناتجة عن الأصول الروسية المجمّدة.
وفيما رحب بالاتفاق الثنائي وتوافق دول مجموعة السبع على دعم كييف بـ50 مليار دولار مصدرها الأصول الروسية المجمدة، أكد بايدن أن المجموعة "تظهر (الرئيس الروسي) لبوتين في شكل جماعي أنه لا يستطيع أن يقسمنا".
تفاصيل الاتفاق
ويلزم الاتفاق الذي مدته عشر سنوات واشنطن بدعم الجيش الأوكراني على المدى الطويل، وفقا لما طالعته "العين الإخبارية" في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
دعمٌ أمريكي يأتي قبل انتخابات رئاسية مثيرة للجدل أثارت قلق الحلفاء الأوروبيين بشأن احتمال إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب.
وكجزء من الاتفاق، ستواصل الولايات المتحدة المساعدة في تدريب القوات الأوكرانية وتزويدها بالأسلحة.
لكن الأهم من ذلك، على عكس بند الدفاع المشترك في المادة 5 من حلف شمال الأطلسي، فإن الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة وكييف لا تتطلب من واشنطن إرسال قوات أمريكية للدفاع عن أوكرانيا في حالة وقوع هجوم مستقبلي.
ومع ذلك، فهو يلزم واشنطن بإجراء مشاورات رفيعة المستوى مع كييف في غضون 24 ساعة من أية هجمات مستقبلية.
ولن تكون الاتفاقية أيضا معاهدة رسمية ملزمة، مما يترك الباب مفتوحا أمام احتمال انسحاب ترامب من الصفقة إذا عاد إلى البيت الأبيض.
وهذه الاتفاقية هي واحدة من 31 اتفاقية أمنية ثنائية على الأقل وقعتها دول مختلفة أو من المقرر أن توقعها مع أوكرانيا في الأشهر المقبلة. وفق المجلة الأمريكية.
ويروج المسؤولون الغربيون لهذه الاتفاقيات باعتبارها علامة على التزام بلدانهم الدائم بمساعدة أوكرانيا في حربها ضد روسيا.
لكن أقوى مؤيدي أوكرانيا يقولون إن هذه الترتيبات الثنائية لا يمكن أن تحل محل هدف كييف النهائي المتمثل في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وقالت كريستين بيرزينا، الخبيرة في شؤون الأمن الأمريكي لمجلة "فورين بوليسي": "لا أحد يريد حقا أن يقاتل روسيا بعد 10 سنوات من الآن، لكن الشعور بالمدى القصير أو الالتزام سريع الزوال من جانب الولايات المتحدة يجب أن يتم استبعاده من خلال شكل هذا الاتفاق".
جسر للناتو
وخلصت "فورين بوليسي" إلى أنه على الرغم من أن الاتفاقية الأمنية الجديدة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وتلك التي وقعتها كييف مع دول أوروبية أخرى لا تحقق الهدف النهائي للرئيس فولوديمير زيلينسكي المتمثل في الانضمام إلى الناتو، إلا أنها تبدو وكأنها خطوة في هذا الاتجاه.
وهو ما تطرقت له كريستين بيرزينا، الخبيرة في شؤون الأمن الأمريكي، التي اعتبرت الاتفاق "جزءا مما تسميه الإدارة جسر أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي".
وكذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي اعتبر أن الاتفاق الثنائي مع الولايات المتحدة "يمهّد الطريق أمام انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال زيلينسكي إن الاتفاق "ينص على أن الولايات المتّحدة تدعم انضمام أوكرانيا المستقبلي إلى حلف شمال الأطلسي".
روسيا ترد
وفي أول تعليق روسي على الاتفاق الأمني بين أوكرانيا والولايات المتحدة، قللت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، من أهميته، ووصفته بأنه مجرد "حبر على ورق".
ونقلت وكالات إخبارية روسية عن زاخاروفا قولها إن "هذه الاتفاقيات لا علاقة لها بشيء وليس لها قوة القانون".