1000 قيادة دينية يبحثون صياغة جديدة للتسامح بمنتدى تعزيز السلم في أبوظبي
المنتدى يعتزم إصدار "ميثاق حلف الفضول العالمي الجديد"، بمشاركة نحو 1000 شخصية من القيادات الدينية والفكرية حول العالم
تجتمع قيادات دينية عالمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، للمشاركة في فعاليات الملتقى السنوي السادس لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، الذي ينعقد بين 9 و11 ديسمبر/ كانون الأول الجاري بأبوظبي.
ويقام الملتقى، تحت رعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، ويتناول "دور الأديان في تعزيز التسامح.. من الإمكان إلى الإلزام".
ويعتزم منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، برئاسة الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، إصدار "ميثاق حلف الفضول العالمي الجديد"، بمشاركة نحو 1000 شخصية من القيادات الدينية والفكرية حول العالم.
وتشهد أعمال الملتقى أيضا تكريم الفائزين بـ"جائزة الحسن بن علي للسلم الدولية"، التي يمنحها منتدى تعزيز السلم سنويا لشخصيات دولية، لعبت أدوارا بارزة في تعزيز وترسيخ قيم التسامح والسلام والوئام.
ويهدف الملتقى إلى إحداث تَحَوُّل في المنظور الديني والقانوني للتسامح، بما يدعم مسارات المواطنة الحاضنة للتنوع، ويضمن حق أهل الأديان جميعا في ممارسة شعائرهم في جو من الكرامة والسكينة والحرية المسؤولة.
ويسعى الملتقى إلى بيان أسس التسامح ومظاهره في الإسلام، من خلال التأصيل العلمي والتأثيث الفقهي للتعددية الدينية في الإسلام، وتجديد النظر وتحقيق القول في التعامل مع الآخر، خصوصا فيما يتعلق بالنسك والمعابد والتهنئة بالأعياد وغير ذلك من القضايا التي تتجاذبها الأصول.
ويناقش المشاركون في المنتدى مفهوم التسامح كقيمة أخلاقية، لها جذورها الروحية العميقة في الرواية الإسلامية، التي تنبني على التخلق بأسماء الله الحسنى.
كما يعرض المنتدى الجذور الأخلاقية للتسامح في التعاليم الدينية والفلسفية المختلفة، من خلال آليات ومناهج التربية على التسامح، واستعراض بعض النماذج والمبادرات الناجحة، لتنشئة الأجيال على سلوكيات إيجابية متسامحة.
ويتدارس المشاركون سبل مأسسة حلف الفضول الجديد، بعد النجاح الذي حققته مبادرات ومشاريع مشتركة بين ثلة من قادة الأديان الإبراهيمية، من خلال ميثاق عالمي يعمل على نقل الحرية الدينية وعلاقات التّعاون وقيم التسامح من مجرّد الإمكان إلى درجة الالتزام الأخلاقي والإلزام القانوني.
ويأتي ذلك عبر حماية دور العبادة التي أصبح الاعتداء عليها يهدد حرية الدين في أنحاء كثيرة من العالم، والإسهام في التخفيف من حدة المعاناة التي تعيشها البشرية اليوم، وفي إطلاق مبادرات واسعة النطاق، لتعزيز التعايش والتضامن والمحبة بين بني البشر، على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومشاربهم الفكرية.
يذكر أن ما يميز ميثاق حلف الفضول الجديد كونه يسعى إلى الانتقال بالعلاقة بين الأديان والإنسان من الوثائق إلى المواثيق الجامعة، باعتباره تذكيرا بالقيم والمشتركات الإنسانية التي ولدت في الجزيرة العربية قبل الإسلام.
وكانت تلك القيم والمشتركات الإنسانية أساسا لحلف الفضول الذي انعقد في مكة قبل الإسلام، وزكاه الرسول محمد عليه السلام، وباعتباره حصيلة واستثمارا لكل عناصر قوة الرسائل والإعلانات والوثائق السابقة عليه، وباعتباره ينطلق من الإنسان ويستهدف الإنسان انطلاقا من خلفية مؤسسة على الفضائل والقيم المشتركة بين العائلة الإنسانية.
وتشهد العاصمة أبوظبي حلفا جديا مستلهما من حلف الفضول حيث تحتضن الملتقى السنوي لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الذي يسعى إلى ترسيخ قيم التسامح والسلام بين مختلف الديانات، وينبذ كل أشكال التطرف والعنف، ليؤسس لحلف فضول عالمي جديد.
ويجمع هذا الحلف، الأديان الكبرى على قيم التسامح والتعاضد والتكافل؛ بغرض تعزيز السلم العالمي.
وتستلهم فعاليات الملتقى السنوي لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، قيم تجربة "حلف الفضول" العربي الذي عقدته خمسة بطون من قريش قبل الإسلام لنصرة المظلوم وردع الظالم، لتشكيل حلف فضول جديد يجمع العقلاء والحكماء من مختلف المشارب الفكرية والعقدية.
ويمثل هذا الحلف الجديد للبشرية فرصة أكيدة بل وحيدة للدفاع عن القيم الإنسانية والسلم في العالم، في مواجهة الإرهاب العابر للقارات، والتصدي لكل خطاب يبرر التعصب والكراهية ورفض الآخر، بسبب دينه أو عرقه أو جنسه أو جذوره الثقافية.
aXA6IDMuMTQuMjQ2LjUyIA== جزيرة ام اند امز