الأسطورة بيليه.. ملك كرة القدم الوحيد
"ملك كرة القدم الوحيد".. هكذا عُرف أديسون آرانتيس دو ناسيمينتو.. المعروف باسم "بيليه" أسطورة كرة القدم البرازيلية.
"ملك كرة القدم الوحيد"، بهذه الكلمة وصف الكاتب الاورجواياني إدواردو جاليانو أسطورة كرة القدم البرازيلية أديسون آرانتيس دو ناسيمينتو، المعروف باسم بيليه، نظرا لما كان يمتلكه من مهارات لا تمحى من ذاكرة الجماهير.
الأسطورة الذي سيبلغ من العمر 80 عاما في 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لم تعرفه العديد من الأجيال الحالية إلا من خلال مقاطع الفيديو التي تم الاحتفاظ بها من حقبته، ولكنه مع ذلك يحتفظ بقيمته كأحد أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم.
وكتب جاليانو عن شخصية بيليه في كتابه الشهير "كرة القدم بين الشمس والظل": "من حالفه الحظ منا ورآه يلعب، حصل على باقات من الجمال النادر، لحظات جديرة بالخلود تسمح لنا بالاعتقاد بأن الخلود موجود".
الأفضل في التاريخ
حظي بيليه بإشادة الكتاب والصحفيين والفنانين والزملاء الخصوم، ولكن مع ذلك لا يزال الجدل قائما حول ما إذا كان هو الأفضل على مر العصور أم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا، في منافسة انضم إليها أيضا في السنوات الأخيرة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.
وقال "الملك" في مقابلة لصحيفة "فولها دي ساو باولو" في ديسمبر/كانون الأول 2018: "بالنسبة لي، مارادونا كان أحد أفضل اللاعبين، لو سألتني هل كان أفضل من ميسي؟ نعم كان أفضل بكثير، وكذلك هناك بيكنباور وكرويف، لاعبون رائعون أيضا".
ورغم أن بيليه عانى من مشكلات صحية في السنوات الأخيرة، ويعاني من مشكلات في الحركة، لكنه هنأ البرتغالي كريستيانو رونالدو مؤخرا بتسجيل الهدف الـ100 مع منتخب بلاده.
وكتب بيليه: "مبروك كريستيانو على كل خطوة للأمام في مسيرتك"، وقبلها بشهور اعترف عبر موقع "يوتيوب" بتفضيله للمهاجم البرتغالي، قائلا: "اليوم كريستيانو رونالدو هو الأفضل، لأنه الأكثر استقرارا، هو كذلك منذ 10 سنوات. ولكن لا يجب أن ننسى ميسي".
وفي نفس القناة، كشف بيليه أنه كان سعيدا في الـ8 عقود التي عاشها، لأنه كان يسعى دائما لعدم إلحاق الضرر بأحد وعدم أذى أحد.
رحلة سانتوس
لعب بيليه لأول مرة مع سانتوس البرازيلي عام 1956، واعتزل في عام 1977 مع فريق نيويورك كوزموس في مباراة لعبها الفريق الأمريكي ضد ناديه القديم، حيث لعب شوطا مع كل فريق.
في هذه السنوات الـ 21، لعب بيليه 1363 مباراة، سجل فيها 1283 هدفا، كلها بقميصه رقم "10"، الذي كان رقمه في سانتوس، وفي المنتخب البرازيلي، وفي كوزموس.
ومع سانتوس، حقق بيليه 11 بطولة إقليمية بين 1957 و1974 والدوري البرازيلي 5 مرات، وكأس ليبرتادوريس مرتين في 1962 و1963، ومونديال الأندية مرتين في نفس العامين.
كان سانتوس آنذاك يعد نادٍ في أمريكا الجنوبية في القرن العشرين، والرابع عالميا خلال نفس الفترة.
بيليه كان يلعب آنذاك مع جيل يضم جيلمار وليما وكالفيت وماورو ودالمو ودورفال وزيتو ومينجالفيو وبيبي وكوتينيو وغيرهم من أبرز نجوم الكرة البرازيلية
منتخب البرازيل
ومع المنتخب البرازيلي، فاز بيليه بكأس العالم 3 مرات (السويد 1958 وتشيلي 1962 والمكسيك 1970)، من بين 4 نسخ خاضها، حيث لعب أيضا نسخة إنجلترا 1966، وسجل 12 هدفا في 14 مباراة.
ولعب بيليه مباراته الأولى مع منتخب "السيليساو" في 7 يوليو/تموز 1957 على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو أمام الأرجنتين، واعتزل في نفس الملعب يوم 18 يوليو/تموز 1971 أمام يوغسلافيا، في حضور 200 ألف متفرج بالمدرجات ومئات الملايين يشاهدون مباراة اعتزاله عبر التلفاز.
سجل بيليه 77 هدفا بقميص المنتخب البرازيلي، ليصبح هدافه التاريخي، متقدما على نيمار، مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي الذي يبلغ 28 عاما، بـ3 أهداف.
شخصية مزدوجة
وتظهر عظمة بيليه في شخصيته، فحين تم اختياره كأفضل لاعب في القرن الـ20، سُئل البرازيلي من هو بيليه ومن هو أديسون آرانتيس دو ناسيمينتو، فأجاب: "إنهما شخصان في شخصية واحدة، بالنسبة للأطفال ومن يحبون كرة القدم هو أسطورة، نموذج لكل العالم. ولكن أديسون شخص لديه مزايا وعيوب، هذا هو الفارق".
تزوج بيليه 3 مرات، آخرها في 2016 من سيدة الأعمال البرازيلية ذات الأصل الياباني مارسيا سيبيلي أوكي، التي تصغره بـ25 عاما، وأنجب 5 أبناء من أول زوجتين، وترتبط باسمه ابنتان من خارج إطار الزواج، إحداهما توفت في أكتوبر/تشرين الأول 2006.
وحصل بيليه على أرفع الأوسمة في بلاده، وعالميا، كان أول رياضي يسمى سفيرا للنوايا الحسنة من قبل اليونسكو، وعمل بعد اعتزاله معلقا رياضيا وممثلا للعلاقات العامة لعدة شركات.
كما عمل بيليه مستشار للاتحاد البرازيلي لكرة القدم، ومتعاونا مع الأمم المتحدة، وعضوا بالمجلس الوطني للوقاية من الإيدز ومكافحته، ووزيرا للرياضة بالبرازيل بين 1994 و1998، وسفيرا لمونديال 2014.