بيليه ومارادونا.. جدل لن ينتهي حول لقب "الأعظم" في كرة القدم
سيتواصل الجدل بشأن اللاعب الأعظم في التاريخ، حتى مع التنافس في الحقبة الحالية بين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو.
وقبل ظهور ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، كان الجدل الدائر في كرة القدم حول من هو أعظم لاعب في التاريخ يتمحور حول لاعبين اثنين، بيليه ودييجو مارادونا، لكنه اتسع حاليا وشمل "البرغوث" والدون البرتغالي.
ومع وفاة بيليه، مساء الخميس عن عمر 82 عاما، وقبله بعامين، مارادونا، وإلى جانب تحقيق ميسي للقب كأس العالم 2022 مؤخرا، سيزداد الجدل ولن ينتهي.
أكبر إنجازات بيليه ومارادونا
وفاز بيليه، بكأس العالم ثلاث مرات في إنجاز فريد كلاعب، وذلك في أعوام 1958 و1962 و 1970.
ووضع بيليه بلدة سانتوس الصغيرة على الخريطة قبل أن يذهب الولايات المتحدة مع فريق نيويورك كوزموس ويختتم مسيرته الكروية هناك عام 1977.
بدوره، قاد مارادونا، الذي توفي عن 60 عاما في 2020، منتخب الأرجنتين إلى لقب كأس العالم 1986، بمستوى غير اعتيادي.
وربما قدم مارادونا الأداء الأكثر تأثيرا على الإطلاق في بطولة كبرى، كما أنه قاد نابولي إلى مكانة لا مثيل لها في إيطاليا وأوروبا خلال حقبة ثمانينات القرن الماضي، بعدما كان الفريق الجنوبي يعاني من شبح الهبوط.
بيليه ومارادونا.. منافسة على لقب الأعظم
الجدل حول من كان تاريخه أكبر أثار انقساما في عالم كرة القدم لدرجة أنه عندما تم التصويت لمارادونا على أنه لاعب القرن العشرين في استطلاع للرأي على موقع الاتحاد الدولي "فيفا" على الإنترنت كان هناك غضب واسع النطاق.
وشعر الكثيرون بأن مسيرة بيليه التي سبقت عصر الإنترنت وضعته في وضع غير جيد لدى المشجعين الشبان، مقارنة بمارادونا.
ولذلك، أجرى الفيفا استطلاعا آخر صوتت فيه "عائلة كرة القدم" الخاصة به، وفاز به بيليه مما سمح للاعبين بتقاسم المجد.
وكتب الفيفا في ذلك الوقت: "هنا بيليه، المهاجم الذي كانت منطقته هي منطقة الجزاء، اللاعب الذي سجل أهدافا للمتعة وأصبح وزيرا للرياضة وأكثر ملائمة لنموذج شخصيتك الهادئة".
وأضاف الفيفا: "هناك مارادونا، ربما يكون اللاعب الأكثر اكتمالا على الإطلاق، صانع ألعاب وهداف وذكي من الناحية الفنية لا يمكن التنبؤ به ومندفع داخل وخارج الملعب. لاعب عانى من مجموعة متنوعة من المشاكل لسنوات عديدة".
وأثارت هذه الحالة بين اللاعبين الكثير من القضايا الفرعية المصحوبة بمجموعة من التفسيرات مثل: الأرجنتيني مقابل البرازيلي، رجل الشعب مقابل شخصية المؤسسة، الشخص المندفع أمام نظيره الهادئ، المتمرد مقابل الملتزم.
وأخذ الجميع جانبا ولم يخجل البطلان من الإفصاح عن مشاعرهما، حيث أعتقد بيليه أن مارادونا كان غير لبق أو وقور، بينما يرى الأخير مارادونا أن أسطورة البرازيل كان عملية بيع كبيرة ومصنوعة.
وقال مارادونا في واحدة من انتقاداته اللطيفة لبيليه :"كلاعب كان رائعا، لكنه يفكر سياسيا"، بينما وصف بيليه اللاعب الأرجنتيني الذي كان يعاني من الإدمان بأنه "مثال سيء" وأكثر من ذلك بكثير".
ومع ذلك، كان لقاء اللاعبين القادمين من أمريكا الجنوبية جيدا عندما التقيا للمرة الأولى في عام 1979، حيث سافر مارادونا إلى ريو للقاء بيليه.
كان بيليه سعيدا بتقديم المشورة للنجم الناشئ، وكان مارادونا متحمسا لتحقيق حلمه في مقابلة النجم البرازيلي.
لكن علاقتهما ساءت في عام 1982 بعد أن انتقد بيليه مارادونا عقب طرده بسبب احتكاك مع لاعب برازيلي في مباراة بكأس العالم في إسبانيا.
ومنذ ذلك الحين، أمضوا عقودا ينتقدون بعضهم البعض ثم يعودون بإشادة صادقة مثل الإهانات.
ورغم كل ذلك، كان بيليه متسامحا عند سماعه بوفاة مارادونا قائلا: "فقدت صديقا عظيما والعالم فقد أسطورة".
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg جزيرة ام اند امز