"واشنطن بوست": البيت الأبيض يحظر سفر المسؤولين لسوريا والعراق
عندما تعرضت السفارة الأمريكية في بغداد، أمس الثلاثاء، للحصار لم يكن هناك مشرعون أو أعضاء بالكونجرس في هذا البلد
كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، الأربعاء، أن البيت الأبيض حظر على المسؤولين الأمريكيين زيارة العراق وسوريا حتى 15 يناير/كانون الثاني عام 2020.
وقال جوش روجين، المحلل السياسي بالصحيفة، إنه حصل على مذكرة للبنتاجون مصنفة "للاستخدام الرسمي فقط"، تنص على أن جميع زيارات مسؤولي الحكومة الأمريكية ورفيعي المستوى وأعضاء الكونجرس إلى مواقع مهام التحالف الدولي للقضاء على داعش في سوريا والعراق محظورة حتى 15 يناير/كانون الثاني الجاري.
وأوضح روجين أنه عندما تعرضت السفارة الأمريكية في بغداد للحصار، أمس الثلاثاء، لم يكن هناك مشرعون أو أعضاء بالكونجرس في البلاد رغم أن مثل تلك الزيارات شائعة خلال العطلات.
وأكد البنتاجون أنه حظر على هؤلاء المسؤولين زيارة البلاد هذا الشهر، وسط مخاوف بشأن عدم الاستقرار في المنطقة.
والمذكرة تحمل توقيع وزير الدفاع مارك إسبر وتصدق على طلب قائد القيادة المركزية الأمريكية كينيث ماكنزي، تتضمن استثناءات للرئيس ونائبه ووزير الدفاع والقادة العسكريين.
وفي 18 ديسمبر/كانون الأول، قال مسؤول دفاع رفيع المستوى لروجين إن القيادة المركزية الأمريكية أثارت مخاوف بشأن استقبال وفود كبار الشخصيات والاضطرابات في العراق، والحاجة للتركيز على دعم العمليات في سوريا، مشيرا إلى أنه توقف مؤقتا عن السفر خلال العطلات.
وأوضح المحلل السياسي الأمريكي أن هذا الأمر الاحترازي ثبت صحته، إذ جاء قبل سلسلة من الأحداث التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية، ودفعت بالتوترات حول الوجود الأمريكي في العراق إلى الوصول لنقطة الغليان.
وأمس الثلاثاء، اقتحمت عناصر من مليشيا حزب الله العراقية مقر السفارة الأمريكية في بغداد وسط تراخٍ أمني، حيث قاد زعيم مليشيا "بدر" هادي العامري، يرافقه قيس الخزعلي زعيم "عصائب أهل الحق" المحتجين حول مبنى السفارة.
وأضرم أنصار مليشيا حزب الله العراقي النيران عند إحدى بوابات مبنى السفارة وسط سماع دوي إطلاق نيران، فيما حلقت طائرات أمريكية في سماء السفارة لرصد الوضع.
وجاء هذا بعد أن استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية، الأحد، قواعد عسكرية لتلك المليشيات وأسقطت منهم قتلى وجرحى، ردا على هجوم نفذته تلك المليشيات على قواعد عراقية بها عسكريون أمريكيون وخلف خسائر بشرية.
و"كتائب حزب الله" واحدة من أكثر المليشيات الطائفية تطرفا في العراق، ولها علاقات وثيقة مع الحرس الثوري الإيراني، وقد حملها المسؤولون الأمريكيون مسؤولية عدد متزايد من الهجمات الصاروخية التي استهدفت منشآت أمريكية في البلاد.
ويشهد العراق احتجاجات كبيرة منذ أكتوبر/تشرين الأول مع ضيق الشباب ذرعًا بالفساد وقلة فرص العمل، وتحركهم ضد قوات الأمن والمليشيات الإيرانية وتزايد نفوذها.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحظر فيها البنتاجون زيارة مسؤولين للعراق، فبحسب المحلل السياسي للصحيفة، فعلت وزارة الدفاع الأمريكية ذلك عدة مرات من قبل، لكن حظر هذا العام يوضح مدى تدهور الوضع الأمني في العراق خلال الأسابيع والشهور الماضية.
وأشار روجين إلى أن مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أوردت في وقت سابق أن الخارجية الأمريكية تخطط لتقليل أعداد الدبلوماسيين في العراق بنسبة 28% بنهاية مايو/أيار 2020.
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg جزيرة ام اند امز