لجان شعبية بجنوب أفريقيا.. مدنيون في وجه أعمال النهب
لم يكن أسوأ المتشائمين يتوقع انزلاق الأمور بجنوب أفريقيا إلى مرحلة خطيرة من أعمال العنف تمتد إلى النهب ونشر الفوضى.
فأعمال الشغب التي طالت أجزاء واسعة من جنوب أفريقيا قادت إلى سقوط 72 قتيلا ونهب المئات من مراكز التسوق.
وحاليا يلوح في الأفق نقص للغذاء وتعطل لقاحات فيروس كورونا وإغلاق المصفاة التي تزود ثلث إمدادات النفط في البلاد، بحسب موقع (iol).
وعلى مدار الـ27 عاما الماضية، أي منذ التحول الديمقراطي في جنوب أفريقيا، عانى هذا البلد من نوبات اضطرابات لكنها لم تصل للمستوى الحالي.
وأمام انتشار عمليات النهب المميت على نطاق واسع في مناطق معينة من البلاد، وحالة من الغضب من التباطؤ الحكومي، لجأ مدنيون إلى تنظيم دوريات بسيارات شرطة لحماية الشركات ومراكز التسوق من النهب في دور أشبه بـ"اللجان الشعبية" للمصريين عقب أحداث 25 يناير/كانون الثاني 2011.
لكن وزيرة الدفاع في جنوب أفريقيا نوسيفيوي مابيسا-نكاكولا أكدت أنها رفعت عدد الجنود المنتشرين على الأرض في منطقة "كوازولو ناتال وجوتنج" إلى 25 ألف جندي.
وتبحث اللجنة الدائمة المشتركة للدفاع بجنوب أفريقيا منذ مساء الأربعاء، نشر 10 آلاف جندي في المناطق المضطربة.
غير أن أحزاب المعارضة طالبت في وقت مبكر أمس بسرعة نشر 75 ألف جندي، وما بين الرقمين السابقين تم الاستقرار على الدفع بـ25 ألف فرد من قوة الدفاع.
وما بدا مثيرا تصريح وزيرة الدفاع عن أن "الهجمات كانت منسقة"، قائلة: "ما نراه هو بذور ثورة مضادة، وتقويض للدولة ويجب على الدولة تأكيد سلطتها".
ودعا ملك الزولو إلى الهدوء بعد أيام من الاحتجاجات العنيفة التي أثارها سجن رئيس جنوب إفريقيا السابق جاكوب زوما.
وسرعان ما تحولت الاحتجاجات التي بدأت مطلع الأسبوع ضد حكم السجن بحق زوما بتهمة ازدراء المحكمة إلى أعمال شغب دموية واسعة النطاق في بعض المناطق.
وصدر حكم بالسجن 15 شهرا بحق زوما الأسبوع الماضي، وقد بدأ تنفيذ الحكم الأربعاء.
وكان يتعين على زوما المثول أمام لجنة تحقيق بشأن عدد من الاتهامات بالفساد خلال فترة حكمه بين عامي 2009 و2018، لكنه لم يستجب لاستدعاء المحكمة.