أصغر ثعبان سام في العالم على مائدتك.. خرافة الفلفل الأخضر
ما بين ادعاء الفبركة والحديث عن أن خطورة سم الثعبان تأتي فقط عند لدغ الشخص، تباينت ردود الأفعال حول فيديو استخراج ثعبان من الفلفل.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بفيديو قصير يظهر فيه شخص، وهو يستخرج ما قال إنه "أصغر ثعبان في العالم" من حبة فلفل أخضر، ومال البعض في تعليقاتهم إلى إغلاق باب الجدل نهائيا، بادعاء أنه فيديو "مفبرك"، بينما تعامل أصحاب الاتجاه الثاني مع واقع أصبح قائما بانتشار الفيديو، وتعاملوا مع حقيقة أنه ثعبان، وقالوا إنه حتى لو كان ساما، فإن خطورة سمه، تأتي فقط عندما يتم حقنه في الدم.
ولكن خبراء استطلعت "العين الإخبارية" آرائهم، لم يشككوا في صحة الفيديو، لكنهم اعترضوا على وصف ما يتم استخراجه من حبه الفلفل الأخضر بأنه ثعبان، وقالوا إن ما يتم استخراجه من حبة الفلفل هو الدودة المستديرة، المعروفة باسم "نيماتودا".
والنيماتودا، هي ديدان ثعبانية صغيرة، توجد في أي بيئة تتوافر فيها أسباب الحياة، وتنتشر في معظم الأراضي الزراعية، وخاصة بمنطقة الجذور الثانوية للنبات (الريزوسفير)،المنطقة من 15 - 35 سم من سطح التربة، وتكون مرتبطة بالمجموع الجذري للنبات.
ويقول محمد أبو المجد الأستاذ بمركز البحوث الزراعية في مصر، إن انتشار هذه الديدان يرتبط بتغيرات المناخ، حيث أظهرت العديد من الدراسات أن التغيرات المناخية تؤثر على التوزيع الزماني والمكاني لها، وأحد العوامل الحاسمة في ازدهارها، هي درجة الحرارة، فعندما ترتفع الحرارة ، يتم تقصير دورة الحياة، ويزداد عددها.
ويضيف إن غسل الخضروات وتعقيمها بشكل صحيح قبل الاستهلاك، يمكن أن يساعد في تجنب خطر انتقال يرقات هذه الديدان الثعبانية إلى المستهلك.
ويؤكد خالد البدري، الأستاذ بكلية الزراعة جامعة أسيوط (جنوب مصر) على ما ذهب إليه أبو المجد، ويقول إن التغيرات المناخية عامل حاسم في انتشار تلك الديدان، حيث أنها تقاوم الجفاف، كما أنها صديقة لفطريات التربة (أعفان الجذور) التي لا تصيب النبات إلا من خلال الجروح.
ويشير البدري إلى أنه يوجد حوالي 4 آلاف نوع منها، ولا يخلو أي نبات مزروع من الإصابة بواحد أو أكثر من أنواعها.