الطحالب والأراضي الخثية.. شراكة طبيعية لامتصاص الكربون

ربما إنبات بعض الطحالب على الأراضي الخث يعزز امتصاص الكربون.

في حقبة زمنية ترتفع فيها درجات الحرارة عامًا بعد عام، يتسارع العلماء والباحثون والخبراء لإيجاد أفضل الطرائق وأكثر فعالية لحل أزمة المناخ، ويجدر بالذكر أنّ أزمة المناخ التي يعاني منها الكوكب خلال هذا العصر تتمثل في الاحتباس الحراري، والذي يعني احتباس الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي ما يتسبب في رفع درجات الحرارة العالمية.

ولأنّ الطبيعة توفر الكثير من الحلول، فهناك بعض الحلول القائمة على الطبيعية؛ مثل المحيطات والتربة، كل هذه الأجسام الأرضية تساهم في امتصاص كميات هائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون. وهناك بعض الأراضي الخث، وهي أنظمة بيئية رطبة، تُغطي نحو 4.23 مليون كيلومتر مربع؛ أي 2.84% من سطح الأرض، وتتفاعل مع المناخ، عبر إضافة أو امتصاص كميات كبيرة من الغازات الدفيئة. لكن إلحاق الأضرار بها قد يقود إلى إطلاق كميات هائلة من الغازات الدفيئة؛ خاصة غاز الميثان، وهو أحد الغازات الدفيئة الذي تعادل قوته الاحترارية ثاني أكسيد الكربون 80 مرة، يرجع هذا لاحتوائها على مواد عضوية هائلة. لذلك، تحاول العديد من الدول استعادتها. على سبيل المثال؛ فنلندا، الدولة الأوروبية المشهورة التي أجرت العديد من عمليات الاستصلاح لاستعادة الأراضي الخث.

امتصاص أفضل

يحاول العلماء تحقيق أقصى استفادة من الأراضي الخث، الأمر الذي شغل شاغر مجموعة بحثية من جامعة شرق فنلندا؛ إذ قاموا بقياس معدل نمو طبقة طحالب السفاغنوم (Sphagnum) في 18 موقعًا من أراضي الخث بعد 10 سنوات من عملية استصلاحها؛ وهنا يجب الإشارة إلى أنّ طحالب السفاغنوم، هي أحد الكائنات الرئيسية التي تنمو في الأنظمة البيئية للأراضي الخث. وخلص الباحثون إلى أنّ معدلات امتصاص ثاني أكسيد الكربون لدى تلك الأراضي التي نمت عليها طبقة الطحالب واستقرت، كانت أعلى من معدلات امتصاص الأراضي البكر التي تم استصلاحها مؤخرًا. ونشر الباحثون دراستهم في دورية "ريستوراشن إيكولوجي" (Restoration Ecology) في 20 فبراير/شباط للعام 2025.

وكشف الباحثون في دراستهم عن أنّ متوسط سمك طبقات نمو الطحلب التي بلغت 15 سم، قد وصلت كمية الكربون التي احتجزها نحو 48 طنًا من ثاني أكسيد الكربون للهكتار الواحد. وهذا يعزز الأمل في أن تكون هذه الأراضي من أفضل الحلول لإعادة التوازن البيئي وتقليل التأثيرات المناخية. لكن، ما زالت هناك حاجة للمزيد من الأبحاث في هذا الصدد.

من هذا، يجب الإشارة إلى أنّ استعادة الأنظمة البيئية بكامل صحتها، من شأنه أن يُدر بالعديد من المنافع، ولو على المدى البعيد.