الحيوانات الأليفة.. قصة مثيرة في عالم التغير المناخي

ربما يبدو غريبًا أن تكون هناك علاقة بين تربية الحيوانات الأليفة والتغيرات المناخية؛ فما القصة؟
الحيوانات الأليفة جزء مهم من حياة الكثيرين حول العالم؛ فهي كائنات مسالمة مؤنسة، كما أنّ تربيتها والاعتناء بها يعزز الصحة النفسية، ويُضفي شعورًا رائعًا لدى مربيها.
لذلك، لا عجب من أنّ البعض مغرمون بالحيوانات الأليفة. لكن يبدو أنّ لهم يدًا خفية في التغيرات المناخية؛ فهم مؤثرون ومتأثرون بالتغيرات المناخية.
كيف يؤثرون؟
الحيوانات الأليفة تؤثر في البيئة والمناخ، لذلك؛ فلا عجب بأنّ البصمة الكربونية لحيوان أليف مثل الكلب أن تصل في المتوسط إلى 770 كيلوغراما من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا، بينما تُنتج القطة الأليفة في المتوسط 310 كليوغرامات من مكافئ ثاني أكسيد الكربون. وتأتي أغلب الانبعاثات من النظام الغذائي. ويتجلى هذا في عدة أشكال، نذكر منها:
1- استهلاك الطعام
تستهلك الحيوانات الأليفة الأطعمة المختلفة، وهناك الكثير منها يستهلك اللحوم المعروفة بإنتاجها لغاز الميثان، وهو أحد غازات الدفيئة، مشهور بأنّ قدرتها الاحترارية أقوى من ثاني أكسيد الكربون بنحو 80 مرة.
2- النفايات
هناك أشكال متنوعة للنفايات الناتجة عن الحيوانات الأليفة مثل بقايا الطعام أو الفضلات وغيرهما. تؤثر تلك النفايات بشكل ما على جودة التربة والماء.
3- المستلزمات المختلفة
تتطلب رعاية القطط العديد من المستلزمات، مثل: المعدات الطبية، الألعاب، الفراش، وغيرها من المستلزمات المصنوعة من مواد تتسبب في إطلاق انبعاثات للغازات الدفيئة وتستهلك الموارد البيئية.
كيف تتأثر؟
كما أنّ الحيوانات الأليفة تؤثر سلبًا على المناخ بإطلاق بعض الانبعاثات الدفيئة، لكنها أيضًا تتأثر بالتغيرات المناخية، وذلك عبر:
1- التغذية
في ظل التغيرات المناخية التي تهدد الأمن الغذائي العالمي؛ فمن المتوقع أيضًا أن يتأثر غذاء الحيوانات الأليفة بعوامل مثل الظروف الطقسية وانتشار الجفاف وارتفاع الأسعار وقلة الجودة، ما يؤثر على توافر المحاصيل والحبوب المستخدمة في تصنيع أغذية الحيوانات الأليفة.
2- الصحة البدنية
مع ارتفاع درجات الحرارة، تصبح الصحة البدنية للحيوانات الأليفة في خطر؛ فقد تتعرض إلى الأمراض المنقولة، والإجهاد الحراري، كما تزداد نسبة تعرضها للمخاطر المرتبطة بالكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف الناتجة عن الظواهر الطقسية المتطرفة.
3- السلوكيات
أظهرت العديد من الأبحاث تغيرات في سلوكيات الحيوانات؛ نتيجة التغيرات في درجات الحرارة، وتتمثل هذه السلوكيات في الميل إلى العدوانية، وتغيير توقيت التكاثر والهجرة، وتغيرات في النظام الغذائي.
على الرغم من أنّ وجودها له العديد من الفوائد، إلا أنّ تعزيز قدرات الحيوانات الأليفة على التكيف مع التغيرات البيئية من حولها واتخاذ الإجراءات الممكنة للحد من انبعاثاتها الدفيئة، يحتاج إلى جهود فعّالة.
aXA6IDE4LjIyNy43OS4xNjQg جزيرة ام اند امز