"مليشيات المرور" بصنعاء.. أحدث حلقات صراع أجنحة الحوثي
تتسابق قيادات حوثية كبيرة على تعزيز نفوذها في صنعاء من خلال تشكيل وتشييد قوات ومجاميع عسكرية وأمنية جديدة تضاف إلى تشكيلاتها المليشاوية.
وأبرز هذه القيادات الحوثية النافذة هو المدعو "عبدالكريم الحوثي" عم زعيم المتمردين والمعيّن في منصب وزير الداخلية في حكومة الانقلاب غير المعترف بها.
ومؤخرا، دفعت مليشيات الحوثي بمجاميع جديدة في العاصمة المختطفة صنعاء لإحلالها بدلا عن شرطة المرور التي تتولى تنظيم عملية السير، وذلك بتوجيه من القيادي النافذ "عبدالكريم الحوثي".
وأطلقت المليشيات الحوثية على هذه المجاميع اسم شرطة "الضبط المروري" وتم نشرها بكثافة لتشمل أحياء صنعاء وليس فقط في خطوط السير الرئيسية كما هو معلوم لنشر أفراد شرطة السير.
ويغطي أفراد هذه المجاميع الجديدة التي تتبع وزير داخلية الانقلاب عبدالكريم الحوثي وجوههم بقناع قوات مكافحة الإرهاب والمهام الخاصة رغم ارتدائهم زي "شرطة المرور".
وأظهرت صور متداولة توقف عدد من باصات النقل على جانبي الطريق بالقرب من جولة الرويشان وسط صنعاء، لحظة انتشار تلك القوات للخضوع لحملات تفتيش دقيقة تتجاوز مهام رجل المرور وشرطة السير.
وتعيش صنعاء صراعا محتدما بين القيادات الحوثية الكبيرة، وأبرز هذا الصراع يدور بين عبد الكريم الحوثي عم زعيم مليشيات الحوثي ومحمد علي الحوثي القيادي البارز والطامح للعب دور محوري داخل البنية الهرمية والتنظيمية للجماعة الإرهابية.
الصقور تتصارع
وكشفت مصادر أمنية في صنعاء لـ"العين الإخبارية" عن عمليات تجنيد يقوم بها وزير داخلية الانقلاب الحوثي "عبد الكريم الحوثي" وتشمل عددا من فروع الداخلية بينها النجدة والمرور والأمن المركزي وشرطة المنشآت وديوان عام الوزارة والأمن العام.
وأوضحت أن القيادي النافذ في المليشيات عبدالكريم الحوثي يجند أعدادا كبيرة من الأفراد المستجدين غالبيتهم من مناطق صعدة وعمران وصنعاء وذمار وحجة المحسوبة للجناح المتطرف للمليشيات أو ما يسمى جناح الصقور الأكثر ارتباطا بالحرس الثوري الإيراني.
وحسب المصادر فإن القيادي عبدالكريم الحوثي يشيد ما يشبه القوة الخاصة به مستخدما وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب إطارا وغطاء لبناء هذه المجاميع العسكرية والتي تتلقى تدريبات مكثفة تشمل استخدام السلاح المتوسط والثقيل كالدبابات وقطع المدفعية.
وكشفت عن تدريبات ميدانية تتلقاها المجاميع التي يجندها "عبدالكريم الحوثي" كقتال المدن وعمليات اقتحام المباني وتنفيذ العمليات الخاصة.
وتأتي هذه التحركات لتملك كتلة عسكرية وأمنية قوية في لعبة السباق على النفوذ العسكري داخل تكوين المليشيات والذي يتمحور في صراع بين محمد علي الحوثي وعبدالكريم الحوثي الطامحين على خلافة زعيم المليشيات الانقلابية.
ويكمل عبدالكريم الحوثي بهذه الخطوة سيطرته على كل مفاصل العاصمة صنعاء بما فيها طرق ومنافذ صنعاء الداخلية التي تشكل عينا على تحركات ومناطق وجود قيادات المليشيات، وفقا للمصادر الأمنية.
أكذوبة الضبط المروري
رغم محاولة داخلية حكومة الانقلاب غير المعترف بها الترويج لهذا الانتشار المسلح بأنه لتنظيم حركة المرور والحد من الاختناقات في شوارع العاصمة بيد أن انتشار المجاميع الجديدة بهذا الحجم وتدقيقها في هويات الأشخاص بدلا عن تراخيص القيادة وملكية المركبات يكشف الهدف الرئيسي لنشر هذه المجاميع المدججة بالأسلحة وسط الشوارع.
واعتبر مراقبون لـ"العين الإخبارية" انتشار هذه المجاميع المليشاوية وتدقيقها في الهويات تأكيدا على مسارات الصراع الحوثي-الحوثي وارتفاع جرائم الاغتيالات الغامضة التي طالت عددا من قيادات المليشيات ومشرفيها الميدانيين، بعضهم ينتحلون رتبا عسكرية رفيعة ويحتلون مناصب عليا.
ومن بين أولئك الذين تم تصفيتهم في صنعاء، المدعو "أبوالكرار سعد المراني"، المشرف الأمني لمليشيات الحوثي في مديرية حوث بمحافظة عمران، عبر حارسه الشخصي الأيام الماضية.
ونسبت غالبية الاغتيالات إلى صراع الأجنحة المتنامي بين قادة المليشيات الحوثية للتنافس والسيطرة على مراكز النفوذ والاستحواذ على مصادر الثروة.
وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء، خلال الشهرين الماضيين، وقوع أكثر من 34 حادثة قتل طالت مدنيين وقيادات حوثية ضمن جرائم التصفيات المتبادلة بين أجنحة المليشيات الحوثية الأمنية والعسكرية.