لماذا تتغير شخصية المرضى بعد زرع الأعضاء؟ طبيب يشرح الأسباب
"شخص كان يكره الموسيقى الكلاسيكية، ثم أصبح شغوفا بها بعد حصوله على قلب رجل موسيقي، ورجل في عمر 45 عاما وضع له قلب صبي يبلغ 17 عاما، فأصبح يحب الاستماع للموسيقى الصاخبة".. هذه بعض من القصص الرائجة حول تأثير عمليات زرع الأعضاء.
وتوصف هذه الحالة بـ"الذاكرة الخلوية"، والتي تعني تكون ذكريات أو تفضيلات أو سلوكيات، تبدو مرتبطة بالمتبرع، ورغم أن بعضا ممن أجريت لهم عملية زراعة أعضاء أبلغوا عن هذه الحالة، إلا أن معتز حمدي، استشاري الطب النفسي بوزارة الصحة المصرية، يؤكد على أنه لا توجد أدلة علمية قوية تدعم هذه الظاهرة، وعزا ما يحدث إلى عوامل نفسية أو مصادفات، مستبعدا حدوث أي تأثير فسيولوجي مباشر لعملية الزرع.
وأحد التفسيرات التي اقترحها بعض أنصار الذاكرة الخلوية، هو أن الأعضاء تحتوي على خلايا تحتفظ بذكريات أو خصائص المتبرع، والتي تؤثر بعد ذلك على سلوك المتلقي أو تفضيلاته.
ويقول حمدي لـ"العين الإخبارية": "هذه الفرضية تفتقر إلى دعم علمي كبير وغير مقبولة على نطاق واسع في المجتمع الطبي، لكن قد تلعب العوامل النفسية مثل التوقع دورا في تشكيل تصور المتلقي لهويته أو سلوكه بعد عملية الزرع، بالإضافة إلى ذلك، قد تكون التغيرات نابعة عن رغبة المريض في تكريم ذكرى المتبرع".
ويضيف أن تأثير التوقع، يبدو متشابها مع ما يحدث في من تأثيرات "الدواء الوهمي" المستخدم في التجارب السريرية بهدف التأكد من فوائد الدواء تحدث لأسباب بيولوجية وليست نفسية.
والفكرة أن الفريقين المشتركين في التجارب السريرية يحصلان على دواء، أحدهما حقيقي والآخر وهمي، دون أن يعرف كل فريق ماهية الدواء الذي حصل عليه، وبالتالي يتساوى الفريقان في الأثر النفسي الذي يحدثه الدواء، ويتم قياس الأثر البيولوجي للدواء في المجموعة التي حصلت على الدواء الحقيقي.
ويقول حمدي: "في بعض التجارب السريرية يحقق الدواء الوهمي نتائج قريبة من الحقيقي بسبب الأثر النفسي، وهذا ما قد يفسر شعور البعض بمشاعر غير ملائمة للعمر بعد عملية الزرع".
aXA6IDMuMTQyLjQzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز