بيجو تشتري أوبل في صفقة بالتوقيت الحرج
في توقيت يعتبره البعض حرجاً بسبب الركود الذي تشهده السوق الأوروبية، اتخذت شركة بي إس إيه المالكة لماركتي بيجو وستروين
في توقيت يعتبره البعض حرجاً بسبب الركود الذي تشهده السوق الأوروبية، اتخذت شركة بي إس إيه المالكة لماركتي بيجو وستروين شراء ماركة أوبل من شركة جينرال موتورز المالكة لها.
ونشر موقع "موبيل دوت ني تايمز" أن المتحدث باسم شركة جينرال موتورز أعلن أن الصفقة تمت أمس السبت، على الرغم من أنه غير منوط بالحديث عن صفقة البيع بين شركته وشركة إيه آي إيه الفرنسية، في الوقت الذي صرح فيه المتحدث عن الشركة الفرنسية بأن المؤتمر الصحفي المشترك بين بي إس إيه "المالكة لبيجو وستروين" مع جينرال موتورز تم تأجيله ليوم الإثنين المقبل وسيعقد في باريس.
التقرير ذكر أن صفقة شراء أوبل من قبل شركة بيجو وستروين هي الأضخم في أوروبا بعد صفقة فولكس فاجن، كما أن لها نتائج إيجابية كثيرة؛ فهي ستنقذ جينرال موتورز من الخسائر. كما أن هذه الصفقة تعد مناسبة لكل من ماركة بيجو وستروين وأوبل الذين حققوا مبيعات خلال العشرين عاماً الماضية في أوروبا؛ مما جعل منها سوقاً مستهدفة لهذه الماركات، بالإضافة إلى أن هذه الماركات تستهدف المستهلك نفسه الذي ينتمي للطبقة المتوسطة، في الوقت الذي لا يستهدف مصنعو هذه السيارات إنتاج سيارات كهربائية.
ويرى كارلوس تفارس الرئيس التنفيذي لبي إس إيه، أن الصفقة منطقية جداً بعد الظروف التي مرت بها الشركة وكذلك أوبل، فكلا الشركتين قامتا بتخفيض مصاريفهم بغلق عدد من المصانع لهم في المناطق التي اندلعت بها حركات شعبوية، كما قاموا بتسريح عدد من العمال وأجّلوا فكرة غزو السوق الصينية بعد أن فشلت خطواتهم الأولى في ذلك؛ فكان الاندماج بين هذه الماركات طبيعياً وضرورياً. لكن التقرير أكد أن المستفيد الأكبر من الصفقة هي أوبل؛ فمنذ عام 1990 لم تحقق الشركة أي أرباح، حتى أن جينرال موتورز عرضتها للبيع في عام 2009 بعد أن شارفت على إعلان إفلاسها وكانت في احتياج إلى 49.5 بليون دولار لتنقذ وجودها.
لكن الصفقة فشلت، فلجأت جينرال موتورز إلى إعادة النظر في أوبل وتطويرها والتركيز على إنتاج سيارات ذاتية القيادة منها، بتغيير أكثر من رئيس تنفيذي لها إلا أن ذلك لم ينجح في إعادتها على الطريق الصحيح، لذلك فإن كارل برورار محلل بشركة أبحاث السيارات كيلي بلو بوك قال إن بيع موتورز لأوبل مؤشر على التفكير الصحيح لإدارة الشركة لترفع من قيمتها السوقية بعد أن انخفضت أسهمها طوال السنوات الماضية بسبب أزمتها المالية، في حين يرى الدكتور بجامعة دويسبيرج إيسين الألمانية فيرنيناند دويودن هوفر أن شركة بي إس إيه وأوبل تستهدف 70% من مبيعاتهم بالسوق الأوروبية واندماجهم سيساعدهم على الوصول لهذا الهدف. خاصة أن السوق الأوروبية تعاني من أزمة في مبيعات السيارات حيث حققت مبيعات السيارات العام الماضي 14 مليون دولار وهو أقل من إجمالي ما حققته في عام 1999 والذي وصل إلى 15 مليون دولار.
كما أن الشركتين فقدت أرضية كبيرة في السوق الأوروبية بعد أن قامت ماركات كبيرة مثل بي إم دبليو ومرسيدس قامتا بإنتاج سيارات بأسعار مخفضة بعض الشيء، محققة مبيعات غير متوقعة. هذا بالإضافة إلى أن أوبل بشكل خاص تتعرض إلى ضغوط كبيرة بعد أن أوشكت على فقد سوقها الرئيسية وهي بريطانيا التي كانت تباع فيها تحت اسم "فوكس هول"، بعد قرار بريطانيا الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
شركتا أوبل وبي إس إيه من المتوقع أن تشتركا في تصميم السيارات وتبادل بعض المكونات مثل المحركات بينهما من أجل إنتاج سيارات تستطيعان بها أن تنافسا الشركات الأخرى وتكونان موجدتان بقوة في السوق. وقد تعاونتا بالفعل في إنتاج سيارة رياضية من المتوقع أن تطلق خلال معرض جينيف الدولي للسيارات.
aXA6IDMuMTM4LjEwNS40IA== جزيرة ام اند امز