"البنايات مهمة" تُسقط رئيس تحرير صحيفة أمريكية
صحيفة فيلادلفيا إنكوايرر واجهت موجة غضب بعد نشر عنوان مثر للجدل يقترح المساواة بين تلف الممتلكات وحياة الأمريكيين السمر
استقال رئيس تحرير صحيفة أمريكية بعد موجة استياء أثارها عنوان رئيسي يتحسر على تضرر ممتلكات خلال الاحتجاجات ضد وحشية الشرطة والظلم العنصري المطالبة بالعدالة للأمريكي الأسمر جورج فلويد ضحية عنف الشرطة.
وأعلنت صحيفة "فيلادلفيا إنكوايرر" السبت، أن ستان ويشنوفسكي (58 عاما)، تنحى عن منصب النائب الأول لرئيس التحرير ورئيس التحرير التنفيذي، بعد أن اعتذر عن قرار "خاطئ بشكل فادح" لاستخدام عنوان "البنايات مهمة أيضا" في مقال نشر الثلاثاء.
ويقترح هذا العنوان المساواة بين فقدان المباني وحياة الأمريكيين ذوي البشرة السمراء، حسبما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية.
وقالت الصحيفة إن العنوان السيء، الذي يطالب بالمساواة بين تضرر البنايات وحياة الأمريكيين السود، أدى إلى استياء عام بين موظفي الصحيفة.
وكتب محرر الصحيفة براندون بيل في تغريدة على "تويتر"، أنه ادعى أنه "مريض ومتعب" حتى لا يعمل يوم الخميس.
في حين قال متحدث إن نحو 30 من موظفي الصحيفة البالغ عددهم 210 تهربوا من العمل لنفس السبب.
وكان بيل من بين الذين وزعوا خطاب احتجاج مفتوح، قائلين إن الصحفيين الأمريكيين من أصل أفريقي قد سئموا من الأخطاء المتهورة التي جعلت من الصعب عليهم القيام بعملهم، وفي أسوأ الأحوال، تعرض حياتهم للخطر.
وجاء في الرسالة: "لقد سئمنا تحمل عبء هذه المؤسسة التي يبلغ عمرها 200 عام، نضغط ونصرخ من أجل عصر أكثر إنصافا. لقد سئمنا من إخبارنا بأن نظهر كلا الجانبين للقضايا لأنه لا يوجد جانبان".
تأتي ردود الفعل العنيفة في الوقت الذي تعرضت فيه صحيفة "نيويورك تايمز" لانتقادات واسعة إثر نشرها مقال رأي للسناتور الأمريكي توم كوتون يدعو إلى استخدام القوات الفيدرالية لقمع الاحتجاجات.
وظهر عنوان "إنكوايرر" على مقال كتبته الناقدة المعمارية إنجا سافرون، التي أعربت عن قلقها من أن المباني المتضررة من العنف خلال الأسبوع الماضي يمكن أن "تترك فجوة في قلب فيلادلفيا".
ووجهت الصحيفة موجة استياء جديدة بعد أن استبدلت العنوان الرئيسي على الإنترنت بآخر نصه "حياة السود مهمة. هل البنايات كذلك؟".
وفي نهاية المطاف، استقرت الصحيفة على عناوين: "البنايات المدمرة تضر بشكل مفرط الأشخاص الذين يحاول المتظاهرون النهوض بحياتهم".
وفي وقت لاحق، نشرت الصحيفة اعتذارًا من كبار المحررين، وقالت الناشر والرئيس التنفيذي ليزا هيوز في مذكرة للموظفين إن العنوان "مسيء وغير لائق"، وإن الصحيفة بحاجة إلى قوة عاملة أكثر تنوعًا.
عمل ويشنوفسكي في الصحيفة لمدة 20 عامًا، وكان رئيس التحرير عندما فازت الصحيفة بجائزة "بوليتزر" عام 2012 فئة الخدمة العامة لإجراء تحقيق متعمق في العنف داخل مدارس فيلادلفيا.
ومن المقرر أن يغادر الصحيفة رسمياً في 12 يونيو/حزيران الجاري، لكن هيوز لم تعلن من سيخلفه على الفور.
وأثار مقتل جورج فلويد، وهو من أصل أفريقي (46 عامًا) الذي ظهر في فيديو وهو يجاهد لالتقاط أنفاسه بينما يجثو ضابط شرطة أبيض بركبته فوق عنقه لمدة 9 دقائق تقريبًا، موجة احتجاجات عارمة بدأت من منيابوليس وامتدت عبر أنحاء الولايات المتحدة، وتخللها أعمال شغب وعنف.
وألقي القبض على 4 ضباط، ويواجه المتهم الرئيس الضابط السابق ديريك تشوفين تهما بالقتل من الدرجة الثانية والقتل غير العمد، فيما يواجه الأخرون اتهامات بالمساعدة والتحريض.
aXA6IDE4LjIyNS45NS4yMjkg جزيرة ام اند امز