لمواجهة التحرش.. قانون فلبيني يجرم التصفير والمعاكسات
الفلبين تقر قانونا يعاقب على المضايقات الجنسية في الشوارع والأماكن العامة بالخدمة المجتمعية أو السجن وغرامة مالية طبقا لخطورة الجريمة.
وقّع الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي على قانون يعاقب على الألفاظ الخادشة للحياء والأشكال الأخرى من التحرش والمعاكسات، مثل التصفير في الأماكن العامة، فيما خرجت مظاهرات غاضبة ضد القانون.
ووقع دوتيرتي، 74 عاما، على القانون المعنون بـ"قانون الأماكن الآمنة" في 17 أبريل/نيسان، لكنه لم ينشر إلا الإثنين.
بموجب القانون، فإن المضايقات الجنسية في الشوارع والأماكن العامة، مثل أماكن العمل والمدارس، يعاقب عليها بالخدمة المجتمعية أو السجن وغرامة مالية طبقا لخطورة الجريمة.
ويُعاقب الأشخاص المدانين بارتكاب إيماءات جسدية مسيئة، مثل التعري والتحسس الجسدي بالسجن 6 أشهر وغرامة لا تقل عن 200 دولار.
وأثار إقرار دوتيرتي القانون موجة جديدة من الغضب الشديد، وقال ناشطون إن "كرهه للنساء" سيجعل تنفيذ القانون أمرا صعبا.
وقال حزب "جابرييلا" السياسي، المعني بحقوق المرأة على تويتر، إن الرئيس كان "أكثر منتهكي القانون وقاحة بتصريحاته الفاشية".
وأضاف الحزب: "وفقا لهذا السياق، سيكون تطبيق القانون تحديا بالتأكيد".
بينما رحبت عضو مجلس الشيوخ، المعارضة ريزا هونتيفيروس، التي وضعت القانون، بقرار الرئيس، مشيرة إلى أنه سيؤدي إلى سد الثغرات في التشريعات السابقة ضد التحرش الجنسي. واستطردت: "القرار جيد بقدر ما يتم تطبيقه".
وأثار الرئيس الفلبيني في الماضي الجدل بشأن معاملته للنساء، ففي 2016، أبدى إعجابه بصحفية بطريقة غير لائقة خلال مؤتمر بثه التلفزيون.
والعام الماضي، قبل فلبينية على شفتيها، وهما على خشبة المسرح أثناء زيارته إلى كوريا الجنوبية، في خطوة استدعت اتهامه بإساءة استخدام السلطة.
وحث دوتيرتي الجنود العام الماضي على إطلاق النار على النساء المقاتلات في منطقة الرحم.
وفي حادثة أخرى عام 2016، أثار الرئيس الغضب عندما قال إنه كان يريد اغتصاب مبشر أسترالي "جميل"، تعرض للاعتداء الجنسي وقتل لاحقا في أعمال شغب في سجن فلبيني.
بينما قالت الصحفية والناشطة إنداي فارونا: "تأخر توقيع القانون كثيرا"، مشككة في قدرة الرئيس الفلبيني على تنفيذه، وقائلة: "يعتقد أنه فوق القانون".
أما الناقدة الرئيسية لدوتيرتي، العضو في مجلس الشيوخ ليلى دي ليما، فقالت إنها تأمل ألا يعفى الرئيس من الالتزام.
وانتقد دوتيرتي مرارا دي ليما بسبب علاقة غرامية، مشيرا إلى تهم تتعلق بتهريب المخدرات، بينما قالت إنها ذات دوافع سياسية.
وقال المتحدث باسم الرئيس الفلبيني، سلفادور بانلو، إن الأخير سيلتزم بالقانون، لكنه رفض مزاعم كراهيته للنساء.
وأوضح بانلو: "عندما يطلق الرئيس النكات فإنه يهدف إلى جعل الناس يضحكون وهو لا يقصد الإساءة أبدا"، مضيفا: "يجب أن تعرف النساء ذلك، إن كره النساء يختلف عن إضحاك الناس".