"فوبيا الحجاج".. الدوحة تتحسس مسدسها خوفاً من"خشخشة" الإحرام
قطر تمنع الحجاج من السفر خوفاً من انفجار الأوضاع
على بعد عدة أمتار من مكتب مخصص لاستقبال الحجاج القادمين من قطر، في معبر "سلوى" البري، الرابط بين المملكة العربية السعودية وقطر، وقف المواطن القطري أحمد الكواري (43 عاماً)، ليتنفس الصعداء، بعد عبوره أخيراً للضفة الأخرى، حيث الطريق لأداء مناسك الحج.
وقال "الكواري" وهو اسم مستعار حسب طلبه خلال حديث لبوابة العين الإخبارية، أن الدقائق القليلة التي قضاها في المنفذ أعادت له الأمل في حج سلس بعد أن كانت رحلته مستحيلة، فمنذ أن نوى زيارة بيت الله الحرام، وهو أسير لأمزجة الحكومة القطرية، فالسلطات في الدوحة بدأت بترويج أخبار مفادها أن السعوديين عقب مقاطعتهم للنظام منعوا القطريين من الحج.
وأضاف الكواري:" في البدء استغربنا الأمر، فمن غير المنطقي أن تقوم المملكة بمثل هذه الخطوة، لكننا هناك محرم علينا سماع أي صوت سوى صوت الإعلام الرسمي، حتى علمنا لاحقاً من وسائل التواصل الاجتماعي بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عقب استجابته لوساطة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، وهو رجل يحظى بتقدير كبير، زادته هذه الخطوة، استبشرنا خيراً بالكرم الملكي وانتظرنا طائرات الخطوط السعودية لتقلنا للمملكة، لكن طال انتظارنا والطائرات لم تأت، علمنا أن حكومتنا رفضت طلب الطائرات السعودية بالهبوط في مطار الدوحة للأسف".
وتابع الكواري أن هذه الخطوة أثارت غضباً كبيراً وسط الأسر القطرية التي تنتظر مقدم الطائرات السعودية، فكثيرون لايحتملون قطع كل هذه المسافة عبر البر.
بعض الحجاج اعترضوا كثيراً بعد تكشف المؤامرة الحكومية، حسب الكواري، الذي أكد أن احتجاجاتهم قوبلت بمنع أصحاب الأصوات العالية من أداء الحج، حتى عبر معبر "سلوى"، فيما حذره رجال أمن قطريون من الحديث عن الانتهاكات التي تحدث للحجاج وأطلقوا سراحه ليأتي عبر الطريق البري.
لكن ما يحدث لا مبرر له سوى الخوف بحسب الحاج القطري، الذي أكد أن السلطات في الدوحة أضحت تنحو منحى أكثر وحشية تجاه مواطنيها منذ مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لها، مشيراً إلى أن الجميع داخل قطر مراقب، والنظام القطري يخشى من التجمعات، فعندما يجتمع أكثر من اثنين في متجر يتحسس الأمن القطري مسدسه، فما بالك باجتماع آلاف الحجاج مع بعضهم في ظل حالة التذمر المسيطرة على الناس عقب تغير نمط حياتهم بسبب عناد "تميم" ومن يؤويهم من إرهابيي الإخوان المسلمين وغيرهم من الحركات المتطرفة الأخرى.
تطابقت روايات القطريين الذين قابلتهم بوابة العين الإخبارية، وإن تحفظ بعضهم على ذكر الأسماء خوفاً من قمع أمن تنظيم " الحمدين" لهم، إلا أن سيماء الغضب كانت ترتسم على الوجوه بشكل لا يمكن إخفاؤه، فالنظام الذي يتباهى قادته بدعم أكبر التنظيمات الإرهابية يخشى "خشخشة" الإحرام على الحجاج، فعرقل وصولهم إلى بيت الله الحرام.
خطوة منع سفر الحجاج، تعتبر أمنية بامتياز حسب محللين استراتيجيين تحدثوا لـ"بوابة العين الإخبارية"، مشيرين إلى أنه منذ اندلاع الاحتجاجات العمالية في الدوحة بسبب الرواتب، والأمن القطري يخشى التجمعات، وتمضي التحليلات مشيرة إلى أن اندلاع الحملات الاحتجاجية على وسائل التواصل الاجتماعي على سياسات "تميم" تجاه الحجاج، فاقمت من المخاوف القطرية من تجمعات زوار بيت الله الحرام.
كما أن حالة من الاحتقان داخل المجتمعات العشائرية في قطر، التي تراكم غضبها لأكثر من شهرين، منذ بداية المقاطعة، حيث احتجت عشائر ترتبط بصلات نسب مع دول المقاطعة على تعنت النظام القطري، وأكد وجهاؤها مراراً أنهم لن يدفعوا فاتورة دعم تميم للإرهاب من وشائج القربى عبر الحرمان من امتدادهم الطبيعي في الإمارات والسعودية والبحرين.
وكشف مصدر مطلع لـ"بوابة العين الإخبارية"، أن هذه الرسائل وصلت للضاحية الغربية للدوحة حيث "الديوان الأميري"، أكثر من مرة ومن أكثر من اتجاه، الأمر الذي يجعله يرتعد كلما سنحت الفرصة للقاء قطريين اثنين ولو على طاولة في مقهى شعبي بالدوحة.