صناعة الفخار بمصر.. مهنة الفن والصبر والشقاء
30 كيلومترا تفصل بين مدينة الفيوم ووادي قرية النزلة، التي تعد واحدة من أقدم قراها، وتشتهر بصناعة الفخار.
حزم حقيبته حاملا على أكتافه معدات التصوير الفوتوغرافي مرتحلا إلى قرية النزلة في محافظة الفيوم، جنوبي مصر، موطن صناعة الفخار والشهيرة بأفران حرق الطين والصلصال المشكل، وهي المشاهد التي وثقها فيلم البوسطجي 1968 للمخرج حسين كمال عن رائعة يحيى حقي.
واستطاع المصور المصري محمد الكاشف توثيق خطوات صناعة الفخار من خلال جلسة تصوير استمرت لخمس ساعات.
30 كيلومترا هي المسافة التي تفصل بين مدينة الفيوم ووادي قرية النزلة، التي تعد واحدة من أقدم قراها، تضرب فيها صناعة الفخار اليدوية ضرب القدم، حيث توارثها الأبناء عن الآباء وعن الأجداد، وهذه القرية شهدت أيضا تصوير أحد أهم أفلام السينما المصرية "دعاء الكروان" للمخرج هنري بركات.
وقال الكاشف لـ"العين الإخبارية" إن "الشغف هو ما حركني للانطلاق للوصول إلى غايتي، كنت أبحث عن طريقي إلى القرية حتى ظهرت معالم واديها المنخفض بزرعه ومياهه العذبة الهادئة".
وأضاف الكاشف: "5 أجيال ساروا في دروب تلك الصناعة، جيلًا بعد جيل، حتى صارت منتجاتهم سفيرا لهم في بعض دول العالم التي تعي وتقدر أهمية وقيمة هذا الفن اليدوي الممزوج بالتعب والشقاء، في مهنة لم يستمر فيها إلا عائلات معدودة وقليلة، وهو ما دفعني لتوثيق هذا العمل التراثي الشاق".
أظهرت صور الكاشف ملامح صانعي الفخار وعلامات الشقاء التي ارتسمت على وجوههم وتشكيلات الفخار اليدوية الممزوجة بالعرق والصبر ومنها: (الأزيار، والقلل، وبيوت الحمام، ومصابيح الفخار وغيرها من المنتجات الأخرى).
وينهي المصور المصري محمد الكاشف حديثه قائلا: "حنين مجهول المصدر لكنه محبب، قادني إلى تجربة عظيمة الأثر فيّ، كلما تذكرتها ابتسمت، محاولة توثيق صغيرة لأحوال أهل الصنعة".