خطة الإخوان ضد الحج.. ضيوف الرحمن يحبطون المؤامرة
إشادات متواصلة من ضيوف الرحمن بحسن الاستقبال والخدمات المتكاملة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لدى وصولهم لأداء فريضة الحج.
الإشادات تتزايد والوفود تتقاطر لتحبط مؤامرة أعداء المملكة وعلى رأسهم تنظيم الإخوان الإرهابي، الهادفة إلى التشويش على جهودها في خدمة ضيوف الرحمن وتحريضهم على مقاطعة الحج، بزعم أنه ليس آمنا.
تفاصيل المؤامرة
دشنت جهات مشبوهة يتصدرها عناصر إخوانية، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي عبر حسابات وهاشتاقات تحت اسم "الحج ليس آمناً" لترهيب ضيوف الرحمن من أداء الفريضة، والتحريض ضد المملكة، وإطلاق افتراءات للتشويش على جهود الرياض في خدمة الحجاج.
ومن بين المشاركين في الحملة الإخواني سعد الفقيه، والقيادي الإخواني المصري جمال عبد الستار، والإعلامي الإخواني المصري أسامة جاويش.
ودشن القائمون على الحملة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم "الحج ليس آمناً" حاولوا من خلالها بث سمومهم عبر بيانات وتغريدات وهاشتاقات ومقاطع فيديو، مليئة بالأكاذيب والتناقضات.
أحد مقاطع الفيديو المنشورة ضمن الحملة لسعد الفقيه تكشف أهدافها الخبيثة الساعية لتعكير صفو الحج، حيث يطالب الفقيه المملكة بتوفير ما أسماه "الأمن الفكري" للحجيج، وهو أن "يقابلون من يشاؤون ويجتمعون بمن يشاؤون ويقولون ما يريدون"، وعليها أن تسهل ما قال إنه "فرصة اجتماع المسلمين لتدارس شؤونهم".
وفي تحريض واضح ضد السعودية يدعو المسلمين أن "يغضبوا غضبا شديدا"، تلك دعوات واضحة لتسييس الحج واستغلاله لأغراض سياسية في الوقت التي تزعم فيه الحملة أن المملكة هي من تسيس الحج.
دعوات ومؤامرات ليست بمستغربة على تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي سبق وتجرأ على الدين، ودعا لمقاطعة الحج عام 2019.
سجل أسود
وسعي تنظيم الإخوان الإرهابي منذ تأسيسه إلى استغلال فريضة الحج لأهداف سياسية، وإن اختلفت تلك الأهداف في بدايات تأسيس التنظيم عن الفترة الحالية.
في البدايات كان الإخونجية يستغلون الحج للترويج لأفكار الجماعة واستقطاب الأنصار، ولكن تلك الأهداف اختلفت بعد تصنيف السعودية الإخوان كتنظيم إرهابي، حيث تحول التنظيم إلى التآمر على السعودية خلال موسم الحج.
وتلاقت أهداف الإخوان ونظام الخميني في إيران في تسييس الحج، حيث سعت إيران وتحت شعار "تصدير الثورة" إلى استغلال مواسم الحج للإعلان عن مواقف سياسية كانت تتبناها عبر إقامة مراسم ما يسمى بـ"البراءة من المشركين".
وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار طائفي ألزم مرشد إيران الخميني، الحجاج الإيرانيين برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات "تتبرأ ممن يعتبرونهم مشركين"، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية إلى فريضة سياسية.
وخلال موسم الحج عام 2013، احتشد أتباع جماعة الإخوان لرفع شعار "رابعة" على جبل عرفات، رغم التحذيرات السعودية بعدم إقحام السياسة في المناسك الدينية.
تحذير متجدد
وتقف السعودية بحزم أمام محاولات تسييس الحج، مشددة على أهمية المحافظة على مقاصد الحج الإيمانية، وتعظيم شعيرة الحج واستغلاله في بذل الطاعات والعبادات تقربًا لله، وعدم الخروج عن شعيرة هذا النسك العظيم برفع أي شعارات سياسية أو مذهبية.
ودعا الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين، الشيخ عبدالرحمن السديس، الحجاج للتفرغ للعبادة دون شعارات أو هتافات أو مسيرات.
جاء هذا في كلمة وجهها لحجاج بيت الله الحرام، مساء الأحد، وتابعتها "العين الإخبارية" مع تواصل توافد ضيوف الرحمن على المملكة لأداء الفريضة.
وشدد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والنبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، على أن أمن الحرمين الشريفين وقاصديه "خطوط حمراء" يجب على كل مسلم مراعاتها.
وبين أن "على المسلمين أن يجعلوا تأديتهم لفريضة الحج منبرا للوسطية والاعتدال وإعلان التوحيد وإخلاص العمل".
ودعا الحجاج إلى التعاون مع الجهات المعنية القائمة على تنظيم الحج وعلى رأسها الرئاسة العامة لشئون الحرمين الشريفين ومع رجال الأمن، مؤكدا أنهم "ما وجدو إلا لتحقيق أمنكم وسلامتكم".
توافد ضيوف الرحمن
وبالتزامن مع التحذير السعودي، يتواصل توافد ضيوف الرحمن إلى السعودية لأداء مناسك الحج للمرة الأولى منذ عامين بسبب جائحة كورونا.
وكانت السعودية أعلنت في 9 أبريل/ نيسان الماضي، رفع عدد حجاج هذا العام إلى مليون شخص، مع السماح للقادمين من خارج المملكة بأداء مناسك الحج، وفقًا للحصص المخصصة للدول، مع الأخذ بالتوصيات الصحية.
وبلغ عدد الحجاج عام 2019 نحو 2,5 مليون حاج، لكن بعد تفشي فيروس كورونا في 2020 سمحت السعودية لعشرة آلاف شخص فقط من داخل المملكة بأداء الفريضة في هذا العام، قبل أن يتم رفع العدد في العام التالي 2021 إلى 60 ألفا ملقحين بالكامل من داخل المملكة من مختلف الجنسيات.
تواصل توافد قوافل ضيوف الرحمن إلى المملكة لأداء فريضة الحج، معلنين فشل مؤامرات الإخونجية، وسط تكامل الخدمات في السعودية، سواء على الصعيد الديني أو الصحي أو الأمني، وتوفير كل ما من شأنه أداء الحجاج مناسكهم بسهولة ويسر وأمن وأمن، ليعودوا إلى بلادهم بحج مبرور وذنب مغفور
ومن أبرز مبادرات خدمة ضيوف الرحمن هذا العام، مبادرةُ "طريق مكة" ، التي تم إطلاقها في 5 دول هي إندونيسيا وماليزيا وباكستان والمغرب وبنجلاديش، وجاءت للتيسير على ضيوف الرحمن، وحرص المملكة على رعاية ضيوف الرحمن وسقايتهم وإعانتهم والاهتمام بشؤونهم.
وتهدف مبادرة "طريق مكة"، إحدى مبادرات خدمة ضيوف الرحمن وضمن برامج رؤية المملكة 2030، إلى إنهاء إجراءات ضيوف الرحمن المستفيدين من بلدانهم، بداية من إصدار التأشيرة إلكترونيًا وأخذ الخصائص الحيوية، ومرورًا بإنهاء إجراءات الجوازات في مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، إضافة إلى ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة، وعند وصولهم ينتقلون مباشرة إلى حافلات لإيصالهم إلى مقار إقامتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمسارات مخصصة، في حين تتولى الجهات الخدمية إيصال أمتعتهم إلى مساكنهم.
وأعلن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، الأحد، خطة رئاسة شؤون الحرمين التشغيلية لموسم حج هذا العام ١٤٤٣هـ، والتي تعد أكبر خطة تشغيلية للرئاسة بعد جائحة كورونا.
وركزت الخطة على ١٠ محاور رئيسة ترتبط بأهداف الرئاسة الإستراتيجية المنطلقة من "رؤية ٢٠٣٠" التي تعنى بتمكين القاصدين وتهيئة البيئة الإيمانية الخاشعة لهم في الحرمين الشريفين.
وقال السديس: "إن موسم حج هذا العام ١٤٤٣هـ يأتي بعد موسمين استثنائيين في كل شيء، في نجاحها الباهر، وحسن تنظيمها، وتمكين الإنسان من أداء المناسك، مع تهيئة الأجواء التعبدية الصحية المثالية، لتضرب المملكة أروع الأمثلة في حسن إدارة الجوائح والأزمات، وتسطر بحروف من نور في جبين التاريخ قصة نجاح مبهرة ستروى للأجيال".
aXA6IDE4LjExOS4xMDcuMTU5IA== جزيرة ام اند امز