مليشيات طرابلس وتركيا.. الجيش الليبي يفسد مخططات أردوغان
الجيش الوطني الليبي يواصل استعداداته لبدء المرحلة الأخيرة من عملية تحرير العاصمة طرابلس، ودحر المليشيات الإرهابية المدعومة من تركيا.
كشف خبراء تحدثوا "العين الإخبارية" ملامح خطة المليشيات والجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا، في محاولة التصدي لأي تطوير هجومي من الجيش الليبي، لتطهير العاصمة طرابلس من الإرهاب.
ويواصل الجيش الوطني الليبي استعداداته لبدء المرحلة الأخيرة من عملية تحرير العاصمة طرابلس ودحر المليشيات الإرهابية المدعومة من تركيا.
وفي سبيل ذلك نفذ الجيش الليبي اختبارا تكتيكيا أربك حسابات المليشيات الإرهابية، بعدما سرب موعد بدء عملية دخول العاصمة لقياس مدى استعداد قواته في تنفيذ الأوامر من جهة، واختبار قدرات المليشيات ونقاط تمركزهم وتحركاتهم من جهة أخرى.
- تمويلات وسلاح.. وثائق تكشف الإرهاب القطري في ليبيا
- بعد إسقاط 5 منها.. انتهاك سافر من "الدرون التركية" لأجواء ليبيا
وزاد من هذا الإرباك قدرة الدفاعات الأرضية على استهداف الطائرات المسيرة التي تعتمد على الشحنات الكهربائية في الحركة ويصعب استهدافها بالصواريخ الحرارية، ولذلك تحول المليشيات تطوير عملياتها للملمة خسائرها المتلاحقة، وتعويض خسارتها للعديد من المواقع الاستراتيجية.
خماسية المليشيات
أحمد عطا، الباحث بمنتدى الشرق الأوسط بلندن، يؤكد أن المليشيات تتعاون مع تركيا راعية الإرهاب في ليبيا، لوضع خطط التصدي لأي تطوير هجومي من الجيش الليبي لتطهير العاصمة من الإرهاب.
وقال عطا إن الخطة تعرف بـ"خماسية المليشيات" أي القتال على خمس جبهات مختلفة، مؤكدا أنه تم إعدادها سراً من قبل المخابرات التركية، وراهنت عليها حكومة الوفاق غير الدستورية، في محاولة لاستنزاف واستهلاك القوى العسكرية للجيش الوطني الليبي.
وأوضح عطا، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن الخطة تقوم على خلق جبهات متعددة، كل جبهة تضم مجموعة من المليشيات كنوع من المواجهة العسكرية، مع ضرب الخطوط الخلفية للجيش الليبي، بالتعاون مع مجموعات من المرتزقة التشاديين والجماعات الإرهابية في محاولة إرباكه، خاصة من جهة الجنوب.
وأشار إلى أن تركيا استعانت في ليبيا بمجندين وعسكريين سابقين من بعض الدول الأفريقية لدعم صفوف المليشيات، وهي العملية التي مولتها قطر بالكامل، بالإضافة إلى طيارين سابقين من النيجر ومالي، بعد أن فشلت تركيا في الاستعانة بطيارين مقاتلين من أوروبا الشرقية، حسب الباحث بمنتدى الشرق الأوسط في لندن.
ونوه عطا بأن تركيا تعمل على تصعيد مكتمل الأركان تمويلي وتسليحي ومعلوماتي برعاية كاملة من المخابرات التركية، التي أسست لها غرفة عمليات بمعرفة وزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشا أغا.
إرهاب بديل
طه علي، الباحث السياسي، أكد أن معركة طرابلس تمثل الحلقة الأخيرة في المشروع الإخواني التركي في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، بعد فشل المشروع في مصر والسودان، إضافة إلى ترنح أردوغان وحزبه في تركيا.
ورجح علي، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن يحاول أردوغان تصعيد دعمه للمليشيات المسلحة وجماعة الإخوان الإرهابية لتعويض خسائره على الأراضي الليبية.
وتابع أن الجيش الليبي أربك حسابات تركيا والمليشيات بقدرة الدفاعات الأرضية على استهداف الطائرات المسيرة، التي لا تعتمد على محركات، ويصعب استهدافها بالصواريخ الحرارية.
وأكد طه أنه من المتوقع أن يتحالف أردوغان مع الجماعات الإرهابية في الجنوب الليبي، والخلايا النائمة في الشرق، لمحاولة إرباك الجيش الليبي وتعويض خسائره.
وأضاف طه أن تركيا سترسل تعزيزات مسلحة للمليشيات في طرابلس بغطاء مالي قطري، خاصة مع ظروفه الاقتصادية المنهارة، مع تعهد حكومة السراج بدفع أجزاء من تكاليف هذه الصفقات.
ونوه طه بأن الدعم التركي للمليشيات مستمر على السيناريوهات السابقة نفسها، حيث تواصل أنقرة تسفير الإرهابيين من إدلب لدعم الجماعات الإرهابية في طرابلس.
وشدد طه على أن إعلان المشير حفتر القائد العام للجيش الليبي وعدد من المسؤولين أن الضربة القاضية على الإرهاب وتحرير طرابلس قد أوشكت، أربك المليشيات وجعلها تطور من خططها الهجومية، رغم كونها تلفظ أنفاسها الأخيرة.
استنفار مسلح
وأشار الباحث في شؤون الحركات الإسلامية عمرو فاروق إلى أن تركيا وقطر لن تترك المشهد ينسحب من تحت أقدامهما وأنهما ستحاولان استنفار الدعم المسلحة والبشري من قبل دول محور الشر.
ولفت فاروق، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إلى أنه سيكون هناك تكثيف في نقل عناصر داعشية مسلحة من داخل تركيا، لا سيما من تمت معالجتهم في مستشفيات إسطنبول وأنقرة، إضافة للدعم المالي لتوحيد صفوف المليشيات الليبية بهدف مواجهة الجيش الليبي، وتصعيب مهام دخوله إلى طرابلس ومصراتة.
وقال فاروق إن شركة (BMC) أوتوموتيف التركية القطرية المتخصصة في إنتاج العربات المدرعة والأسلحة الحربية سيكون لها دور في تحويل مسار المشهد داخل ليبيا، لكونها المعنية بدعم الميلشيات المسلحة الليبية خلال المعركة الدائرة حاليا في طرابلس، واختراقها القرار الدولي 1970 الصادر عن مجلس الأمن خلال مارس 2011، بحظر تسليح الجيش الليبي.
وذكر فاروق أن أدروغان قام بعقد اجتماعات مع عدد من قيادات المليشيات المسلحة داخل قصر الرئاسة بتركيا، بهدف دعمهم معنويا ونفسيا، وتأكيده على أن تركيا لن تتراجع عن موقفها من دعم المجلس الرئاسي بقيادة فايز السراج، ومعه فصائل التيار الإسلامي، وعودتهم للساحة الليبية السياسية.
وأشار فاروق إلى أن تركيا مثلما تقود حربا مسلحة ضد الجيش الوطني الليبي من خلال المليشيات الإرهابية التي تمثل أذرعا لها، فإنها على الجانب الآخر تقود حربا إعلامية من خلال القنوات الفضائية التي تنفق عليها، مثل "ليبيا الأحرار"، و"شبكة الرائد الإعلامية" و"قناة التناصح"، التي يديرها سهيل الغرياني نجل مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني.
aXA6IDUyLjE1LjE3MC4xOTYg جزيرة ام اند امز