"القافلة الوردية".. تطوع ودعم اجتماعي ورعاية رسمية
القافلة الوردية تهدف إلى نشر الوعي بسرطان الثدي واكتشافه مبكراً من خلال الفحوصات الدورية وتقديم الدعم للمرضى
نجحت مسيرة فرسان القافلة الوردية -إحدى مبادرات جمعية أصدقاء مرضى السرطان التي تتخذ من إمارة الشارقة مقراً لها- منذ انطلاقتها عام 2011 في تقديم الفحص المبكر لآلاف المواطنات والمقيمات وتوفير العلاج لعشرات الحالات المصابة بسرطان الثدي سنويا.
جاء ذلك بفضل دعم المجتمع الإماراتي بمختلف مؤسساته وجنسياته لرسالة وأهداف المبادرة ومساهمة المئات من المتطوعين في مسيراتها التي تجوب دولة الإمارات في شهر مارس/آذار من كل عام.
وتهدف القافلة الوردية في رسالتها إلى نشر الوعي بسرطان الثدي واكتشافه مبكراً من خلال الفحوصات الدورية، وتقديم الدعم للمرضى توافقاً مع سياسات ترسيخ روح التعاون الاجتماعي الإمارات.
وأشارت ريم بن كرم رئيسة اللجنة العليا المنظمة لمسيرة فرسان القافلة الوردية إلى أن احتضان المجتمع الإماراتي ودعمه لرؤية ورسالة "القافلة الوردية" والرعاية الدائمة من قبل قرينة حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي الرئيسة المؤسسة لجمعية أصدقاء مرضى السرطان.
ذلك إلى جانب روح المثابرة والتطوع والتعاون شكلت بمجملها عوامل نجاح مسيرة فرسان القافلة الوردية ورفعت من قدرتها على تقديم يد العون لمرضى السرطان وتوفير تكاليف الفحص والعلاج.
وأشارت إلى إحدى أهم وسائل العلاج وهو شعور المريض بوقوف مجتمعه ومؤسساته إلى جانبه، وهذا ما يتجلى في دولة الإمارات.
ولفتت ريم بن كرم إلى أن اهتمام "القافلة الوردية" بهذا النوع من السرطان لم يأتِ بسبب خطورته واتساع انتشاره وتكلفة علاجه الباهظة فحسب، بل بسبب الفرص الكبيرة للنجاة إذا تم اكتشافه في مراحل مبكرة، وهو ما يجعل من هذه الفرص دافعاً لكل متطوع في القافلة الوردية ولكل داعم لها سواء بالمال أو بالمعدات والتسهيلات المختلفة.
ووفق دراسات منظمة الصحة العالمية شهدت الولايات المتحدة الأمريكية وحدها نحو 3.1 مليون ناجٍ وناجية من سرطان الثدي منذ عام 1989 حتى عام 2015.
أما على مستوى العالم فأظهرت دراسات المنظمة أن نسبة الناجين من سرطان الثدي في تضاعف مستمر منذ عام 1990، ويعود ذلك إلى زيادة وعي ومعرفة الجمهور بهذا المرض وأهمية الفحوصات الدورية للكشف عنه.
واستنادا إلى هذه الحقائق، خصصت منظمة الصحة العالمية شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام للتوعية بسرطان الثدي الذي يصيب سنويا 1.4 مليون امرأة، بينما لا تزال مسببات هذا المرض غير محددة بشكل واضح.
ومنذ انطلاق مسيرة فرسانها الأولى في عام 2011 أجرت "القافلة الوردية" 64012 فحصاً سريرياً مجانياً تبلغ قيمة الفحص الواحد 250 درهماً بإجمالي تجاوز 16 مليون درهم، كما أجرت 2945 فحصاً مجانياً بالأشعة الصوتية، إذ تبلغ تكلفة الفحص الواحد 1000 درهم بإجمالي 2.945 مليون درهم.
واستفاد من فحص الماموجرام المجاني الذي أجرته القافلة الوردية وهو فحص يتم بتصوير الثدي بواسطة الأشعة السينية لكشف الخلايا السرطانية الصغيرة جداً نحو 18630 شخصاً بتكلفة تبلغ للفحص الواحد في العيادات الخارجية 1000 درهم، ليصل إجمالي تكلفة الفحوصات منذ انطلاق المسيرة 18.630 مليون درهم.
ولفتت بن كرم إلى أن تراكم تجربة مسيرة فرسان القافلة الوردية وتطورها عبر 9 سنوات و9 مسيرات جمع حولها الكثير من الشركاء والمتطوعين والداعمين، حيث أصبحت في عام 2016 شريكة في مركز سرطان الثدي التابع لجامعة الشارقة.
كما وفرت جهاز فحص الماموجرام المتطور في عياداتها الخارجية بعد أن كانت تستأجره مؤقتاً عند انطلاق مسيرتها كل عام، وأدخلت تقنيات الفحص الجيني للمصابين لمساعدة الأطباء في تحديد العلاج المناسب لكل حالة.
ومنذ عام 2017، تولت "القافلة الوردية" مسؤولية توفير تكاليف العلاج والمتابعة، وذلك بتخصيص ميزانية من التبرعات التي تتلقاها من الشركاء والمؤسسات والأفراد، وساهمت بنحو 272 ألف درهم لعلاج 10 حالات إصابة مكتشفة.
أما في عام 2018 فخصصت "القافلة الوردية" 2.29 مليون درهم من قيمة التبرعات لعلاج 13 حالة مصابة بسرطان الثدي، بينما خصصت في العام الجاري نحو 1.77 مليون درهم لعلاج 11 حالة إصابة بالسرطان.
وذكرت بن كرم أن مسيرة فرسان القافلة الوردية تهدف إلى المساهمة إلى حد كبير في تحقيق تطلعات الإمارات نحو تقليص نسبة الوفيات الناجمة من السرطان بنسبة 18% بحلول عام 2020.
وثمّنت جهود المتطوعين في المسيرة بمختلف تخصصاتهم وبرعاية شخصيات اعتبارية رسمية لمسيرة كل سنة، مضيفة: "من يتابع مسيرة فرسان القافلة الوردية، ويشهد حجم حاضنتها الاجتماعية والرسمية يدرك أننا ذاهبون بثقة نحو تحقيق أهدافنا في خدمة مواطني وساكني دولة الإمارات".
وتمكنت مسيرة القافلة الوردية منذ انطلاقها حتى عام 2019 من استقطاب أكثر من 600 شخص من الكوادر الطبية و810 متطوعين و674 فارساً، في حين تجاوزت ساعات العمل التطوعي خلال الجولات التوعية بالسرطان بأكثر من 300 ألف ساعة تطوع.