طبيب أسترالي يكتشف "إكسير الشباب".. العقار الوردي
طبيب أسترالي نجح في ابتكار عقار وظيفته ضد عوامل التقدم في العمر ليصبح الأقرب لما هو معرف باسم إكسير الشباب.
نجح الطبيب الأسترالي، ديفيد سنكلير، في ابتكار عقار باسم NMN وهو اختصار لمصطلح نيكوتيناميد مونونوكليوتيد، وظيفته ضد عوامل التقدم في العمر، ليصبح حتى الآن العقار الأقرب لما هو معرف باسم إكسير الشباب.
وحسب ما أفادت صحيفة "ديلي ميل" أن الطبيب الذي يعد من أشهر العلماء في مجال علوم الشيخوخة بكلية الطب التابعة لجامعة هارفرد، يظن أن هذا العقار الوردي سيمثل اكتشافاً تاريخياً يعادل إنجاز مخترعي الطيران.
وقالت الصحيفة، إن ديفيد سنكلير قضى 20 عاماً في تطوير هذا العقار حتى تمكن من الكشف عنه أخيراً، وكشفت أن هذا العقار لا يؤخر فقط عوامل الشيخوخة ولكنه أيضاً يعكسها.
وأوضحت الصحيفة أن العقار الجديد ما هو إلى جرعة مركزة من فيتامين B3 المستخلص من أنواع مختلفة من الثمار والخضراوات مثل البروكلي والافوكادو، والذي تبين أنه يساعد خلايا الجسد في إصلاح التلف في الحمض النووي، والذي تبين أنه أحد الأسباب الرئيسية في الشيخوخة.
وكشفت الصحيفة أنه عند تناول العقار يتحول داخل الجسم إلى مادة كيميائية باسم نيكوتيناميد أدينين دينوكلأوتيد واختصارها NAD، وهي مادة موجودة بالفعل في جسم الإنسان، وتعمل هذه المادة الكيميائية في تعظيم دور سبعة جينات في الجسم مسؤولة عن التحكم في الشيخوخة.
وأكدت الأبحاث التي أجراها ديفيد سنكلير مع فريقه على عدد من فئران التجارب، أنه بعد تقديم عقار NMN ذائباً في كوب من المياه لعدد من الفئران المتقدمة في العمر، لوحظ لديهم تحسن في الحركة واكتساب عضلات جديدة تشابه عضلات الفئران الأكثر شباباً عنهم.
وعادل هذا الإنجاز تحويل البنية العضلية لإنسان في سن الـ60 إلى بنية عضلية مماثلة لإنسان في سن الـ20، وحسب ما أكدت التقارير التي نشرت عن التجربة في مجلة العلوم الدولية، فإن الفأر الذي أجريت عليه التجارب لم يعانِ من أية آثار جانبية.
وبرغم ذلك فإن ما ينجح على الفأرين قد لا ينجح على جسم الإنسان الأكثر تعقيداً بدوره، غير أن ما شجع ديفيد سنكلير على تجربته على الإنسان هو أنه لم يكن هناك من حاول من قبل تجديد مادة NAD في جسم الإنسان، التي تعزز التحكم في عوامل الشيخوخة في الجسم.
لذلك أوضح سنكلير في حواره لـ"ديلي ميل البريطانية"، أن ما حاول القيام به هو تحسين مادة كيميائية موجودة بالفعل في جسم الإنسان على عكس ما كان يتبع من تجارب سابقة في علوم الشيخوخة، وهو استخدام مواد كيميائية غريبة عن الجسم تستخرج من أنواع من البكتريا والأطعمة، وهو الأمر الذي بالتأكيد كان سيتسبب في أعراض جانبية عند تجربته.
وأكد ان هذا العقار هو الأقرب للنجاح من ناحية الأمان والفاعلية من بين جميع عقاقير محاربة الشيخوخة التي طرحت من قبل.
وأفادت "الديلي ميل" أنه في حالة نجاح العقار سيكون في الأسواق خلال أربعة أو خمسة أعوام بعد تأكد نجاحه على البشر، وكشفت أن تجارب استخدامه على الجسم البشري ستبدأ قريباً في مدينة بوسطون الأمريكية وستركز على أولوية سلامة المتطوعين للاختبار ومن ثم فاعلية العقار ونسب نجاحه.
وقالت الصحيفة، إن تجارب دفيد سنكلير سيتم متابعتها من قبل وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، لاهتمامها باستخدام هذا العقار في حالة نجاحه لتأخير عملية التقدم في العمر، التي تحدث عند رواد الفضاء بشكل أسرع، بسب الإشعاعات التي يتعرضون لها في الرحلات الفضائية خاصة في المهمات التي تخطط لها الوكالة لكوكب المريخ.
وكانت المفاجأة التي جذبت هذا الاهتمام الإعلامي لهذا العقار الجديد، والتي تعد سبباً وراء تأكد ديفيد سنكلير من فاعليته، هي أن ديفيد سنكلير نفسه تناول العقار هو ووالده الذي يبلغ من العمر 77 عاماً.
وكشفت صحيفة الديلي ميل أن النتائج كانت مبشرة للغاية، حيث إن الطبيب ديفيد سنكلير قبل أن يواظب على تناول 500 جرام من العقار يومياً كانت تحاليل الدم الخاصة به تكشف أن جسده يبلغ من العمر بيولوجيا 58 عاماً، بينما هو في الأصل يبلغ من العمر 45 عاماً فقط، وبعد التزامه بتناول العقار لمدة ثلاثة أشهر متواصلة كشفت تحاليل الدم أن جسده أصبح في عمر الـ35 بيولوجياً.
وفيما يخص والد الطبيب ديفيد سنكلير ، أكد الطبيب أن والده الذي يبلغ من العمر 77 عاماً، اكتسب طاقة شاب في عمر الـ20 بعد التزامه بتناول العقار.
وكشفت الديلي ميل أن عملية إنتاج العقار مكلفة ومعقدة، حيث إنها تكلف الطبيب ديفيد سنكلير شهرياً 1000 دولار، ليتمكن من إنتاج الكمية التي يستخدمها لنفسه.
وعلى الرغم من أن إنتاج كميات كبيرة من العقار عند السماح بتصنيعه وبيعه بالأسواق ستقلل من تكلفته، إلا أنها ستظل تكلفة عالية على الأشخاص متوسطي الدخل.
وعن ما لا يمكن أن يقوم به هذا العقار فيما يخص محاربة الشيخوخة، اعترف الطبيب ديفيد سنكلير بأن عقار NMN على رغم جميع قدراته، إلا أنه لا يمكنه التخلص من تجاعيد الوجه على سبيل المثال التي تزيد مع التقدم في العمر، إلى جانب أن العقار لا يمكن ان يتحكم في منع الشعر الأبيض من الظهور أو توقف تساقط الشعر.
وقال في تصريحاته لصحيفة ديلي ميل حول هذا الأمر "لا أظن أن من يتناول العقار في سن الـ80 يتوقع أن يجعله العقار يبدو من الخارج في سن الـ20، غير أنه يمكن لمن يتناول العقار من سن الـ40 أن يظل في مظهره الخارجي فترة أطول بشكل يوحي أنه مازال في الـ40".
وأضاف "ما يهمني هو أن وظائف الجسد الداخلية ستعمل بشكل أفضل بسبب هذا العقار وستحمي الجسد من الداخل من العديد من الأمراض التي قد يصاب بها بسبب التقدم في العمر".
aXA6IDMuMTM1LjIyMC4yMTkg جزيرة ام اند امز