دور العبادة في الإمارات.. تلاحم الأديان على أرض التسامح
الإمارات تضم بعضا من أقدم المعالم التاريخية الدينية في منطقة شبه الجزيرة العربية، أبرزها معبد منطقة الدور الأثرية في إمارة أم القيوين.
تجتمع في الإمارات، التي خصصت 2019 عاما للتسامح، دور العبادة لمختلف الأديان والمعتقدات تحت قبة التسامح والسلام؛ إذ تواصل قيادة الدولة الرشيدة برئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، تتبع خطى الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي طالما نادى بالسلام والتعايش.
وتضم الإمارات بعضا من أقدم المعالم التاريخية الدينية في منطقة شبه الجزيرة العربية، أبرزها معبد منطقة الدور الأثرية في إمارة أم القيوين الذي اكتشفته البعثة البلجيكية قبل 30 عاما، فضلا عن كنيسة ودير صير بني ياس إحدى أقدم الكنائس التي اكتشفت في المنطقة عام 1992 وتعود إلى القرنين الـ7 والـ8 الميلادي.
وفي العصر الحديث، شيد العديد من الكنائس ودور العبادة بعضها قبل نحو 33 عاما، وتضم منطقة وسط قلب أبوظبي العديد من الكنائس، أهمها كاتدرائية الأنبا أنطونيوس التي بنيت عام 1983.
وروى الأسقف أباكير قصة تشييد الكاتدرائية، قائلا: "في الفترة بين 1999 و2004 كان هناك مجمع لجميع الكنائس من العالم في الإمارات، كلها في مكان واحد، وأهدتنا حكومة الإمارات أرضا لبناء الكاتدرائية الحالية، وكانت الأرض في البداية بعيدة إلى حد ما عن المدينة، وحينما طلبنا أرضا أقرب، وفرتها لنا بكل ترحيب".
في قلب دبي، بين خور دبي وسوق بر دبي القديم، تقع دار العبادة الهندوسية التي شيدت عام 1958 بتصريح من المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، بينما تعتزم أبوظبي تشييد أكبر معبد هندوسي العام المقبل.
وأشاد جوبال كوكاني، المدير العام لدار العبادة الهندوسي في دبي، بما تتميز به الإمارات من حرية في الممارسات الدينية والمعتقدات، وقال: "نحتفل بجميع أعيادنا هنا في هذا المعبد، ونحظى بالدعم المطلوب من الشرطة التي تنظم المرور خاصة في فترة الزحام بفترات الأعياد الكبرى؛ إذ يصل عدد المصلين إلى 200 ألف شخص".
وأضاف: "الإمارات هي وطني، جئت هنا بعمر 22 عاما، والآن أبلغ 68 عاما، وكما ترون، لا توجد قيود تمنعنا من ممارسة معتقداتنا".
لا تزال الإمارات مستمرة في مبادرات تلاحم الأديان؛ إذ بدأت أبوظبي بإصدار تراخيص لدور الأديان، وتستعد لبناء أكبر معبد هندوسي في 2020، وتستعرض تصميم "بيت العائلة الإبراهيمية".